تقارير وتحليلات

"اليوم الثامن" تستعرض المعارك الانتقامية في خاصرة الجنوب..

تقرير: معركة هادي في أبين.. إسقاط مسقط رأس الرئيس لنفوذ نائبه

سعيد بن معيلي قائد ميليشيات الإخوان في أبين أحد اذرع علي محسن الأحمر العسكرية - ارشيف

أعلنت مصادر في وزارة الدفاع اليمنية في مارب والموالية لنائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، مقتل اركان حرب المنطقة العسكرية السادسة، العميد عبدالله القحمي، وهو من أبناء محافظة عمران، أحد معاقل الزيدية الحوثية في اقصى الشمال اليمني.

وأكدت المصادر ان "القحمي قتل في معارك مع القوات الجنوبية في جبهة الطرية، خلال محاولته تنفيذ عملية التفاف على القوات الجنوبية التي نجحت في كسر المحاولة".

من ناحية أخرى، قال الموقع الرسمي للرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، انه بعث تعزية للقيادي في قوات شقرة لؤي الزامكي وذلك في مقتل شقيقه القيادي هيثم الزامكي ورفاقه الذين لقوا حتفهم في معارك مع القوات الجنوبية في جبهة الطرية شرق العاصمة زنجبار الجمعة الماضية.

ووصف هادي المعركة التي تقودها ميليشيات مدعومة من أطراف إقليمية أبرزها قطر وتركيا، بانها معركة الدفاع عن اليمن في محافظة أببين0

وقال هادي إن قواته المسلحة المدعومة من أطراف إقليمية متصارعة فيما بينها، ستظل الصخرة التي تتحطم عليها كل المشاريع والمؤامرات التي تحاول النيل من الوطن وشرعيته ومؤسساته".

وأعلن هادي في تصريحات نشرت يوم الـ27 من يونيو الماضي، انه وجه قواته بإيقاف العمليات العسكرية في أبين، الا ان الأخيرة لم تلتزم بذلك وارتكبت عشرات الخروقات يومياً، ودون أي تحرك من قبل المملكة العربية السعودية قائد التحالف العربي، المشرفة على العملية السياسية بين الجنوب وحكومة اليمن المؤقتة.

مصدر رفيع في المجلس الانتقالي الجنوبي، أكد ان بيانات التعازي وتسجيل مثل هكذا مواقف تأتي في سياق المحاولات الحثيثة لإفشال اتفاق الرياض، لا يعلم عنها أي شيء الرئيس هادي.

وقال المصدر "الرئيس هادي وجه بإيقاف القتال في أبين، والقوات الجنوبية التزمت بالهدنة، ولم تقم باي عمل عسكري، بل انها الى اليوم وهي تصد كل المحاولات الهجومية".

وأكد "من يحرك هذه الميليشيات ليس الرئيس هادي، وانما أطراف نافذة في داخل الحكومة لا تريد توحيد الجهود نحو محاربة العدو المشترك والمتمثل في الميليشيات الحوثية".

على الرغم من ان معركة أبين تبدو واضحة أهدافها "طرف جنوبي يريد استكمال تحرير الجنوب وتحقيق تطلعات الجنوبيين في استعادة دولتهم، وطرف اخر يريد إعادة احتلال الجنوب، بالاستعانة بدعم أطراف إقليمية، معادية للمشروع العربي الرامي الى حماية المنطقة من التهديدات الإيرانية والتركية".

خلال السنوات الأربع الماضية، تصاعد الخلاف بين هادي ونائبه علي محسن الأحمر، وهو ما أسفر عن انقسام الحكومة اليمنية بين صقور تدين بالولاء لقطر وتركيا، وحمائم ترفع شعار الولاء للتحالف العربي بقيادة السعودية، ودائما ما تحصر الخلاف الحكومي على انها مع دولة الامارات العربية المتحدة، اما الصقور فحربهم مع التحالف العربي جميعه، بما في ذلك الرياض التي تستضيف هادي وحمائم حكومته.

علي محسن الأحمر الذي يتهمه هادي بتسليم صنعاء للحوثيين، قبل فراره من صنعاء يوم الـ21 سبتمبر 2014م، إلى السعودية، يرى انه هو صاحب الفضل الأول في وصول هادي الى سدة الحكم.

تقول مصادر وثيقة الصلة بهادي وعملت معه ابان ما كان في صنعاء "ان الرئيس وقائد الفرقة الأولى مدرع، كانا يتبادلان الشتائم، وان الأحمر يتهم هادي بالعمل لمصلحة صالح، والأخير يتهمه بالتخطيط لمحاولة اغتياله في أكثر من مرة، كان أخرها حادثة الهجوم على مستشفى العرضي وسط العاصمة اليمنية صنعاء، في الخامس من ديسمبر العام 2013م.

وتشير مصادر أخرى الى ان الأحمر يتهم هادي بالتآمر على قواته في عمران والتي قتل فيها أحد أبرز القادة العسكريين الموالين للأحمر، وهو اللواء حميد القشيبي قائد اللواء 310 مدرع، وهو السقوط الذي دفع هادي عقبه إلى زيارة عمران والتأكيد على انها عادت إلى حضن الدولة في اعقاب اعلان الحوثيين بسط سيطرتهم الكاملة عليها.

في مايو أيار 2011م، اعلن تنظيم القاعدة المفترض سيطرته على مدينة زنجبار العاصمة الإقليمية لمحافظة أبين، عقب قتال محدود، وقد اتهمت حركة الانتفاضة ضد نظام صالح، الرئيس حينها بتسليم محافظة أبين لمسلحي تنظيم القاعدة الإرهابي، الان ان عملية التسليم للمحافظة اقتصرت على الأجهزة الأمنية، في حين ان أحد الألوية العسكرية ظل كما هو في زنجبار وهذا اللواء يتبع قائد قوات الفرقة الأولى مدرع، الأمر الذي فسر على ضلوع الأحمر في اسقاط أبين، للضغط على صالح لتسليم السلطة، فيما اعتبرها هادي مؤامرة مكتملة الأركان لاستهداف المحافظة التي ينتمي إليها.

هادي الذي ظل قريبا من صالح، لنحو ثلاثة عقود، كان يحذر صالح من علي الأحمر، على الرغم من الحديث عن وجود صلاة قرابة بينهما.

في مطلع العام 2012م، دفعت مبادرة خليجية أطلقتها السعودية، نحو انتقال سلمي للسلطة من صالح إلى نائبه هادي، على ان يحكم الأخير لمدة عامين تنتهي في 2014م، الا ان احداثا أبقت هادي رئيسا دون اي انتقال للسلطة إلى رئيس توافقي جديد.

 بعد وصول هادي إلى سدة الحكم، ونجاح تجربة اللجان الشعبية في أبين، دفع بزعماء قبائل وعشائر أبين إلى التقدم صوب زنجبار العاصمة وفك الحصار عنها، الا ان هذا التقدم تعرض لقصف من طيران عسكري يمني قرب وادي حسان، مما أسفر عن مقتل 40 من زعماء القبائل والقيادات العسكرية والأمنية.

وقد اعتبر هادي هذه الواقعة بانها استهداف مباشر له، من قبل أطراف لم يسمها لكن أشار الى تورط علي عبدالله صالح الرئيس السابق، وعلي محسن الأحمر قائد قوات الفرقة الأولى مدرع.

تعرف حرب أبين 2011 – 2012م، بأنها الاسواء على الاطلاق مقارنة بالحروب الأخرى، فقد تم تدمير 12 ألف منزل ومرفق حكومي في ابين وقتل وجرح وتشريد الآلاف والذين لم يتم تعويض بعضهم الى اليوم.

وخلال العام 2015م، قال مقربون من هادي "انه اعتبر حروب أبين وتسليمها للقاعدة، حروب انتقامية منه من قبل القوى الشمالية"؛ لكن البعض اعتقد حينها ان الرئيس، حاول من خلال القول هذا "استعطاف الجنوبيين للوقوف الى جانبه، في مواجهة القوى اليمنية التي اتفقت مع الحوثيين".

حرب أبين الحالية، والتي تحاول فيها قوات محسوبة على نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر السيطرة زنجبار العاصمة والتغول صوب العاصمة الجنوبية عدن، ليست في مصلحة هادي، فالرئيس المنتهية ولايته، خارج من المعادلة مع أقرب تسوية سياسية للحرب مع الحوثيين والذين أصبح من الاستحالة الالتفاف حوله جنوبا، بعد ان افتقد للحضانة الشعبية جراء ما يصدر باسمه من حروب عبثية تجاه عدن.

فهذه الحرب التي تدور رحاها في محيط شقرة الساحلية، تهدف الى اسقاط العاصمة زنجبار عاصمة محافظة أبين ومسقط رأس الرئيس هادي، لكن سقوطها ذلك يخدم نفوذ نائبه علي محسن الأحمر، الذي يرى ان تنفيذ اتفاقية الرياض التي ترعاها السعودية، قد تطيح بطموحه المستقبلي في الهيمنة على منابع النفط في الجنوب، وسط تزايد التقارير الغربية التي تصفه بالأب الروحي لتنظيم القاعدة، اكثر فروع التنظيم تطرفا في الجزيرة العربية.

مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة: منصة لتجديد الفكر العربي واستعادة المركزية الفكرية


معركة في الدوري الإنجليزي: غوارديولا أمام اختبار البقاء وتوتنهام لرد الاعتبار


دراسة أمريكية تسلط الضوء على العلاقة بين الأمراض النسائية والموت المبكر


هل يؤدي قرار المحكمة الجنائية الدولية إلى تغيير في السياسة الأوروبية تجاه إسرائيل؟