اعتبرت الأمم المتحدة، الخميس، أن "الوضع الإنساني في اليمن يسقط حاليا من حافة هاوية" في تحذير هو الأقوى من نوعه مع تصاعد انتهاكات الحوثيين وتواصل حملاتهم العسكرية في محافظة مأرب.
وجاء التحذير على لسان ستيفان دوجاريك المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش في مؤتمر صحفي عقده في المقر الدائم للمنظمة في نيويورك.
وقال دوجاريك "مع وجود أكثر من 16 مليون جائع و5 ملايين آخرين على بعد خطوة واحدة من المجاعة، وعشرات الآلاف من الأشخاص يعيشون في ظروف شبيهة بالمجاعة فإن الوضع الإنساني في اليمن يسقط حاليا من حافة هاوية".
وأضاف "يتصاعد القتال وخاصة في مأرب (شرق) وأدت الهجمات التي شنتها قوات الحوثيين حتى الآن إلى نزوح حوالي 20 ألف شخص وتهديد سلامة الملايين".
وحذر دوجاريك، من "ارتفاع معدلات تفشي فيروس كورونا في جميع أنحاء البلاد مع ورود تقارير تفيد برفض المستشفيات والمرافق الصحية استقبال المرضى بسبب قلة الموارد المتاحة لعلاجهم".
ولفت إلى أن "العمليات الإغاثية التي كانت تساعد 14 مليون شخص شهريا، انخفضت الآن إلى 10 ملايين، بسبب تخفيض التمويل".
وأشار دوجاريك، إلى أن الوكالات الإغاثية " تحتاج إلى 3.58 مليار دولار لمواجهة مجاعة كبيرة والاستجابة لتفشي فيروس كورونا وتلبية الاحتياجات الماسة الأخرى المطلوبة لهذا العام، لكن حتى هذا التاريخ تم تمويل المبلغ بنسبة 34 في المائة فقط".
ومنذ 7 فبراير/ شباط الماضي، كثف الحوثيون هجماتهم في مأرب للسيطرة عليها، كونها أهم معاقل الحكومة اليمنية، والمقر الرئيس لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات النفط والغاز لكنهم يواجهون بمقاومة شديدة.
كما كثف المتمردون في اليمن من هجماتهم ضد المملكة العربية السعودية عبر الصواريخ والطائرات المسيرة المفخخة.
ورغم الجهود التي تبذلها المملكة لإنهاء الأزمة سواء عبر تقديم مبادرات سلمية وإطلاق حوار مع إيران لكن يبدو ان الحوثيين يرفضون كل تلك الجهود ويصرون على نهجهم العدائي.
وتشمل المبادرة وقف إطلاق النار على مستوى البلاد وإعادة فتح خطوط جوية وبحرية.
وتتضمن المبادرة التي أعلنها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في مارس/اذار إعادة فتح مطار صنعاء والسماح باستيراد الوقود والمواد الغذائية عبر ميناء الحُديدة، وكلاهما تحت سيطرة الحوثيين المتحالفين مع إيران.
ويشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.