تقارير وتحليلات
فند مزعم معرقلي تنفيذ بنود اتفاق الرياض..
الكثيري: مشاركة الانتقالي في مشاورات الحل النهائي أمر محسوم
أكد الناطق باسم المجلس الانتقالي الجنوبي علي الكثيري "إن مشاركة المجلس في أي مشاورات للحل النهائي أمر محسوم، لافتا إلى أنه تم التوصل لاتفاق مع الحكومة اليمنية يقضي بعودتها إلى العاصمة الجنوبية عدن لممارسة مهامها.
وقال الكثيري في مقابلة مع صحيفة العرب "أعلنا أن هناك توافقا تم بيننا وبين الطرف الآخر في اتفاق الرياض وبمباركة الأشقاء في المملكة العربية السعودية على عودة حكومة المناصفة بأسرع وقت إلى العاصمة عدن، ونحن منذ مغادرة رئيس الحكومة ظللنا نحثّه على العودة وعلى التئام حكومته في العاصمة عدن لمباشرة المهام الجسيمة التي ينبغي أن تقوم بها ومن ذلك وقف انهيارات الخدمات والعملة وصرف المرتبات ورفع المعاناة عن أبناء محافظات الجنوب المحررة، وأبدينا استعدادنا لتوفير الحماية اللازمة التي تمكن الحكومة من أداء مهامها تلك".
وحول إمكانية تنفيذ الشق العسكري الخاص باتفاق الرياض في ظل التعقيدات التي ظهرت عند تنفيذ الشق السياسي وتباين التفسيرات بين الانتقالي والحكومة، قال ناطق الانتقالي إن “اتفاق الرياض حزمة متكاملة لا تقبل أي انتقائية أو تجزئة، وما تم تنفيذه حتى الآن هو جزء يسير منه، ولهذا تستدعي الضرورة استكمال تنفيذ بنوده، ومن ذلك الشروع في تشكيل الوفد التفاوضي المشترك الذي نصّت عليه بنود الاتفاق استعدادا لعملية السلام التي ننشدها جميعا، فضلا عن تعيين محافظين ومديري أمن لمحافظات الجنوب وتشكيل المجلس الاقتصادي وهيئة مكافحة الفساد والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وإصلاح الاختلالات في البنك المركزي وإلزام جميع المحافظات برفده بالإيرادات، وأيضا استكمال تنفيذ الإجراءات العسكرية والأمنية بدءا بهيكلة وزارتي الدفاع والداخلية ونقل القوات العسكرية من أبين وشبوة ووادي حضرموت والمهرة إلى الجبهات”.
كما اعتبر الكثيري أنّ “الاتفاق واضحة بنوده ولا تحتمل أي تفسيرات متضادة على الإطلاق”، مضيفا “للأمانة يبذل الأشقاء في المملكة العربية السعودية جهودا مضنية لاستكمال تنفيذه وتوحيد جهود الجميع لمواجهة الميليشيات الحوثية السادرة في انقلابها وحربها على الجميع في اليمن والجنوب والمحيط الإقليمي”.
وجدّد الكثيري "الاتهامات التي دأب المجلس الانتقالي على توجيهها لتيار إخواني داخل الشرعية يعمل على إفشال اتفاق الرياض، مشيرا إلى أن “الإخوان المسلمين ظلوا يعملون على إثارة الصراعات داخل منظومة الشرعية بشكل عام، وقد حاولوا ولا تزال بقاياهم تحاول إفشال الاتفاق وتوجيه المعركة باتجاه الجنوب وليس ضد الميليشيات الحوثية، بل إنهم يوجّهون معركتهم أيضا ضد الأشقاء في التحالف العربي وضد الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تحديدا، وهذا الجناح الإخواني أصبح ممتثلا ومرتهنا لقوى إقليمية تهدد الأمن القومي العربي”.
وفي ما يتعلق بموقف المجلس الانتقالي من الحراك الدولي المتزايد حول الملف اليمني الذي شهدته الفترة الماضية، في ظل اللقاءات التي قام بها وفد المجلس المتواجد في العاصمة السعودية الرياض مع بعض المسؤولين الدوليين والأمميين خلال الآونة الأخيرة، قال ناطق الانتقالي “نحن أكدنا أكثر من مرة على لسان السيد الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية أن أي تحركات أو مشاورات تسفر عن أي إطار لوقف الحرب لم نكن جزءا منها لن نكون ملزمين بنتائجها. وللأمانة ومن خلال لقاءات قيادتنا بالمبعوثيْن الدولي والأميركي وسفراء الدول الراعية، لم نجد غير التفهّم الكامل لطرحنا ولقضيتنا وحرص الجميع على مشاركة الجنوب وممثله المجلس الانتقالي الجنوبي في أي مشاورات وفي أي مسار للسلام يتم الاتفاق عليه”.
ولفت الكثيري إلى أن موضوع مشاركة الانتقالي في أي مشاورات قادمة للحل النهائي أمر محسوم بموجب اتفاق الرياض حيث أن الاتفاق “واضح في تضمينه لنص يؤكد على مشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي في وفد الشرعية. وهذه المشاركة لن يكون الانتقالي فيها إلا حاملا وممثلا للقضية الجنوبية ومشروع الاستقلال بالجنوب وطنا ودولة وهوية”.
وفي ظل التقارير التي تتحدث عن وجود حشود عسكرية إخوانية مدعومة من إحدى الدول الإقليمية في محافظات لحج وتعز وشبوة وأبين، وتعليقا على الوضع الميداني اليوم في الجنوب، قال ناطق الانتقالي إن “الجنوب رغم معاناة أهله من انهيار الخدمات والعملة وتدهور الوضع المعيشي وحرمان قطاعات واسعة من المرتبات.. إلا أنه يمضي في التفافه حول قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي الحاملة لمشروعه التحرري الاستقلالي”.
وأردف بالقول “بموازاة ذلك تمضي جماعة الإخوان المسلمين في ترك جبهات المواجهة مع الميليشيات الحوثية وتحشيد قواتها واستنفار أدواتها الإرهابية وتوجيهها صوب الجنوب مستهدفة كسر إرادة شعبنا وفرض مشاريعها المرفوضة وإعادة اجتياح الجنوب، لكن ستكون لشعبنا ولقواته المسلحة ولقيادته السياسية الكلمة الفصل إذا ما تمادت تلك الجماعة في غيّها.. فجنوب اليوم ليس جنوب عام 1994”.
وحول رؤيته لمآلات القضية الجنوبية وهل الوضع الدولي والإقليمي مهيأ للقبول بأي خطوة قادمة من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي في إطار أهدافه المعلنة لاستعادة دولة الجنوب.
اعتبر الكثيري أن “القضية الجنوبية أصبحت اليوم على الطاولة وفي صدارة اهتمامات كل الفاعلين الدوليين”، مضيفا “شعبنا الجنوبي ومقاومته الوطنية التي أنجزت تحرير معظم محافظات الجنوب من الميليشيات الحوثية ومن الجماعات الإرهابية، هي اليوم تضع الجنوب وحق شعبه في تقرير المصير على طاولة أي مسار سلام، ذلك أن أي عملية سلام لن يُكتب لها النجاح إذا ما تجاوزت الجنوب وقضيته وحق شعبه في إنفاذ إرادته”.