تقارير وتحليلات
"معهد واشنطن".. منصة لتحسين العلاقة غير السوية..
تقرير: إخوان اليمن.. لماذا يخشى التنظيم توتر علاقته بالسعودية؟
كشفت مقالة لكاتب يمني اخواني في معهد واشنطن على مخاوف التنظيم، من توتر علاقته بالمملكة العربية السعودية، التي سبق ووضعت الفرع اليمني على قوائم الإرهاب في العام 2014م، قبل دخول الحوثيين محافظة عمران اليمنية، الأمر الذي يؤكد ان العلاقة غير السوية بن التنظيم والرياض في طريقها الى التوتر في قادم الأيام، خاصة بعد ثبوت خيانة الجيش المحسوب على التنظيم، في التسهيل للحوثيين في السيطرة على المدن واسلحة التحالف العربي الضخمة.
الكاتب الخواني مطهر الصفاري استغل منصة معهد واشنطن، في محاولة تحسين العلاقة غير السوية، لكن ألقى باللائمة على ولي العهد محمد بن سلمان، الذي زعم الكاتب ان الإصلاحات الداخلية في السعودية تهدد العلاقة مع إخوان اليمن، المتحالفين مع قطر.
وفي طريقة مثيرة للسخرية، نفى الكاتب المقيم في تركيا ان تكون لإخوان اليمن أي علاقة مع انقرة والدوحة، على الرغم من ان الدولتين تستضيفان قيادات الاخوان الذين تم طردهم من السعودية مؤخرا، ضمن سياسة الإصلاح التي تقوم بها إدارة ابن سلمان.
ويبدو مثيرا للاستغراب، كيف سمح معهد واشنطن تمرير معلومات مغلوطة في سياق مقالة الكاتب الاخواني اليمني، الذي زعم ان تنظيم الإخوان من أول الأحزاب اليمنية التي أعلنت تأييدها لعاصفة الحزم، والصحيح أنه من أخر الأحزاب اليمنية التي فعلت ذلك، فالتنظيم انتظر 11 يوما على انطلاق الغارات الجوية ضد الحوثيين، حتى أعلن تأييده لعاصفة الحزم، لكن لم يقم باي عملية عسكرية حقيقية ضد الحوثيين.
وتناسى الكاتب متعمدا ان تنظيم الاخوان قد دخل في تحالف علني وواضح مع الحوثيين في العام 2014م، وتم إيقاف نحو 40 ألف مقاتل من الاخوان كانوا في طريقهم لمقاومة الحوثيين.
وتبدو خريطة الحرب اليمن واضحة لمعهد واشنطن، فاليمن الشمالي أصبح تحت قبضة الحوثيين باستثناء مركز محافظة مأرب، التي لا تزال المعقل الأخير لإخوان اليمن، ويهدد الحوثيون باحتلالها، لكن المزاعم التي أوردها، لم يتأخر في ابتزاز السعودية بان العلاقة مع الاخوان تتوقف على ما تترتب عليه نهاية الحرب.
وعلى الرغم من ان الكاتب الإخواني مقيم في تركيا، حيث توفر انقرة كل سبل الدعم للإخوان، حاول الكاتب نفي علاقة اخوان اليمن بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، مؤكدا على ان المطلوب من السعودية ان تضحي من اجل استمرار علاقتها بإخوان اليمن، او كما اسماه، حزب الاصلاح.
والإخوان في اليمن، ليسوا سلفيين كما يتم الترويج لهم، فقد اقر الكاتب ان السعودية كانت تربطها علاقة وثيقة بمؤسس التنظيم عبدالله بن حسين الأحمر، الزعيم القبلي الزيدي، الأمر الذي يؤكد ان الاخوان هم الوجه الآخر للحوثيين.
وتجاهل الكاتب بشكل متعمد الهجوم الإخواني المتواصل على السعودية من منصات إعلامية اخوانية في تركيا، ناهيك عن وجود وثائق تؤكد على تنسيق اخواني حوثي إيراني على استهداف السعودية، وهو الأمر الذي نفاه الكاتب ولم يتطرق اليه.
وعلى الرغم من ان الزعيم القبلي ورجل الاعمال الاخواني النافذ حميد بن عبدالله حسين الأحمر، قد دعا من تركيا بشكل علني الى تدخل تركي في اليمن لدعم حرب الاخوان على الجنوب، الا ان الكاتب تجاهل بشكل متعمد ذلك ولم يشر اليه، وزعم ان ما يتم الحديث عنه من دور تركي في اليمن مجرد تقارير صحافية لوسائل اعلام ممولة من الامارات.
واتهم الكاتب السعودية بانها تريد توصيف الحرب في اليمن على أساس طائفي، وان اخوان اليمن يعارض هذا التوجه السعودي.
ولم يتأخر الكاتب في الحديث عن مستقبل علاقة السعودية بحزب الإصلاح الإخواني والتي قال انه ينظر إليها بتشاؤم؛ إلا أن ذلك مرتبط بمستقبل الدولة اليمنية، وحزب الإصلاح ذاته".
ولم يفوت الكاتب الفرصة للهجوم على الامارات، لكنه زعم الإصلاح هو من يمثل شراكة حقيقية للسعودية في محاربة الحوثيين، دون ان يتحدث عن ما حققته هذه الشراكة من انتصارات عسكرية ضد الميليشيات التي أصبحت على مقربة من السيطرة على مأرب المعقل الأخير.