تقارير وتحليلات
"خيانة على أبواب مأرب"..
تقرير: إخوان اليمن.. تواطؤ مع الحوثيين وتحالف مع تنظيم القاعدة
أكدت تقارير صحافية اقليمية أن تنظيم إخوان اليمن الممول قطريا وسعودية يتواطأ مع الحوثيين ويتحالف بشكل علني مع تنظيم القاعدة، اشد فروع الجزيرة العربية تطرفا".. مشيرة الى ان التنظيم يخون حكومة الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، على اسوار مأرب.
وقال موقع العربي ستريت "إن إخوان اليمن يعمل تقويض كل الجهود الرامية إلى مواجهة الانقلاب الحوثي، وعودة الشرعية، من خلال القيام بأدوار مزدوجة، الأمر الذي دفع السياسي الجنوبي، صالح أبو عوذل، إلى التأكيد على أنّ تخاذل وخيانة الإخوان، كانت السبب الرئيسي في إنهاك المملكة السعودية، والتحالف العربي في الملف اليمني".
أبو عوذل أكّد كذلك أنّ محافظة مأرب سقطت بالفعل على يد الحوثي، بالتواطؤ مع مليشيات الإخوان، حيث قال صراحة: “الحوثيون أسقطوا مأرب باتفاق، وما يحدث اليوم في محيطها، هي مجرد مناوشات لاستمرار الدعم السعودي”.
من جهته، كشف عضو الجمعية الوطنية، وضاح بن عطية، عن الارتباط الوثيق بين حزب الإصلاح، والنظام الإيراني، لافتاً إلى أنّ “قيادة إخوان اليمن، وقيادة تنظيم الإخوان الدولي، يرتبطون بإيران ارتباطاً وثيقاً، ويعقدون الصفقات مع الحوثي؛ لتنفيذ أجندات دولية”. وأضاف: “لا يهمهم تنكيل الحوثي بقواعد حزب الإصلاح، وانتهاك الحرمات، وتفجير بيوتهم، ولهذا تجدهم يسلمون المحافظات، وهمهم تهريب القيادات فقط، دون أدنى مسؤولية بالقواعد”.
في تلك الأثناء، كشف تقرير أمريكي موثق، نشره موقع فير أوبزرفر، عن تصاعد التوتر بين حزب الإصلاح الإخواني، والمجلس الانتقالي الجنوبي، مع تصاعد التظاهرات الشعبية المناوئة للإخوان، إثر دورهم المشبوه في التراجع الاقتصادي الحاد، وانهيار سعر صرف العملة المحلية، في مقابل التمدد الحوثي.
التقرير لفت إلى دور الإخوان في تراجع قوات الشرعية في محافظة البيضاء، وانسحابها إلى أبين وشبوة، وسط تحرشات إخوانية بعناصر الانتقالي الجنوبي، مع اللامبالاة في مواجهة الحوثي، وأضاف التقرير: ” تحركات المسلحين الموالين لحزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان المسلمين في اليمن، في بلدة شقرة بمحافظة أبين، أعاقت عمليات تحقيق الاستقرار في المحافظات الجنوبية، منذ توقيع اتفاق الرياض”.
من جهة أخرى، جاء انشقاق، مبخوت عبود الشريف، رئيس فرع حزب الإصلاح الإخواني في محافظة مأرب، وانضمامه إلى الحوثي، ليثير حالة من الجدل، بعد تغريدة جاءت على حساب نجل الشريف، على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قال فيها: “أنا محمد مبخوت الشريف، أعلن للجميع أنّني من اليوم مع الحوثي، أنا ووالدي وكل إخوتي، فإن تم تصفيتنا فقد كفرنا عن خطايانا بحق الشعب اليمني، وإن سلمنا فسنقاتل تحت راية السيد عبدالملك الحوثي”.
ولم ينف حزب الإصلاح في مأرب ما ورد في التغريدة، في ظل أنباء أكّدت هروب الشريف وعائلته من مأرب، ووصولهم إلى صنعاء، وهو ما أكدته تغريدة لاحقة لمحمد المبخوت، في الوقت الذي تشهد فيه مأرب حرباً شاملة، تخاذل فيها الإخوان كعادتهم، ما فتح الطريق أمام قوات الحوثي، للسيطرة على مديرية حريب، واقتربوا من مديرية العبدية.
الدكتور سامح مهدي، الباحث المصري في الفكر السياسي، أكّد في تصريحات خصّ بها العربي ستريت، أنّ خيانة الإخوان في اليمن ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، فالجماعة يهمها في المقام الأول، ترسيخ وجودها في اليمن، ولو أخذت ضمانات كافية من الحوثي، فلسوف تعلن عن تحالفها الخفي معه، بلا مواربة.
مهدي أكّد على اتفاقه من التصريحات التي أطلقتها الباحثة ومحامية حقوق الإنسان الأمريكية، إيرينا تسوكرمان، الأسبوع الفائت، والتي ربطت فيها بين تصاعد وتيرة التهديدات الإرهابية في اليمن، وترسيخ الإخوان أوضاعهم داخل الحكومة اليمنية، وهو الأمر الذي انطلى على الجميع، إثر المزاعم التي روج لها الإخوان، وزعموا فيها أنّ وجود علي محسن الأحمر، الشرعية قاعدة شعبية كبيرة في اليمن.
مهدي لفت إلى أنّ حزب الإصلاح الإخواني، نجح في تكوين أحد أبرز لوبيات التخريب من الداخل في اليمن، فهو من جهة يتواطأ مع الحوثي، ويستخدم تنظيم القاعدة، ومن جهة أخرى يدعي الدفاع عن الشرعية، والانخراط ضمن صفوف التحالف العربي، لكن ما حدث في معركة مأرب، يفضح العمالة الإخوانية لإيران، وينذر بعواقب وخيمة، إن استمر الاعتماد على الإخوان ضمن الشرعية، هو الأمر الذي فطن إليه مبكراً، المجلس الانتقالي الجنوبي، والذي عمل على مواجهة مؤامرات الإخوان وفضح خططهم الإرهابية.
من جانبه، أوضح الخبير والمحلل السياسي السعودي، عبد العزيز الخميس، هذا التداخل في التعامل من جانب الشرعية مع إخوان اليمن، قائلاً: “صنّفت المملكة السعودية، الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، لكنها تتعامل مع حزب الإصلاح، باعتباره أحد مكونات المشهد السياسي اليمني، حتى بالرغم من تعارض الاهتمامات بين الحزب والرياض”.
وأضاف الخميس: “بسبب أيديولوجيتهم، لا تتحلى الأحزاب التابعة للإخوان المسلمين أبدا بالوطنية، ولا يؤمنون بدولة أو بلد، ورغم وجودهم داخل الحكومة، لكنهم لا يكترثون باليمن، إذ يمنحون ولاءهم للتنظيم الدولي للجماعة”.
الخميس كشف صراحة، أنّ الإخوان يحاولون فرض الأمر الواقع على الأرض، وأنّ أهدافهم تختلف بشكل كلي عن أهداف الشرعية، وعن الأهداف الوطنية للانتقالي الجنوبي، واصفاً إياهم بالانتهازية السياسية، مؤكداً أنّ المملكة تدرك ذلك جيداً، وأنّها سوف تتحرك في الوقت المناسب.