تقرير: حزب الله حاول اغتيال عميل استخباري إسرائيلي في كولومبيا

كشفت صحيفة ”يديعوت أحرونوت“ العبرية، أن حزب الله اللبناني، خطط لاغتيال عميل استخباراتي إسرائيلي سابق، في كولومبيا، ردا على اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني.

وقالت الصحيفة في تقرير لها يوم الإثنين، إن ”رجال أعمال ودبلوماسيين إسرائيليين وأمريكيين، وضعوا تحت المراقبة من قبل عناصر تابعة لتنظيم حزب الله اللبناني، في العاصمة الكولومبية بوغوتا“.

وأضافت أن حزب الله ”كان بصدد تنفيذ عمل انتقامي، ردا على اغتيال الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، والذي تم اغتياله في غارة جوية أمريكية، في كانون الثاني/ يناير 2020 قرب مطار بغداد الدولي“.

وبينت الصحيفة نقلا عن وسائل إعلام كولومبية، أن ”من بين رجال الأعمال الإسرائيليين شخصية استخبارية سابقة، خططت منظمة حزب الله لتصفيتها، لكن تمت إعادته إلى إسرائيل ضمن عملية سرية“.

ونقلت ”يديعوت أحرونوت“ تصريحات لوزير الدفاع الكولومبي دييغو مولانو، للإعلام المحلي، قال فيها إنه ”تم اعتقال عنصرين من حزب الله تورطا في القضية، قبل شهرين، وتم طردهما من البلاد“.

عميل للموساد

ونوهت إلى أن ”وثائق نشرتها وسائل إعلام كولومبية أظهرت أن الموساد كان قد سلم السلطات في بوغوتا معلومات حول وضع عميل استخباري إسرائيلي سابق تحت المراقبة من قبل عناصر من حزب الله“، لافتة إلى أنه ”كان يعمل هناك حتى فترة قريبة، ضمن الوفد الدبلوماسي الإسرائيلي“.

وأشارت إلى أن العميل الاستخباراتي ”أسس شركات للاستيراد وتسويق كاميرات مراقبة، وكان يخطط للانخراط في البلاد وتوسيع أنشطته الاستثمارية، وتم وضعه كهدف للاغتيال“.

وأكدت الصحيفة أنه ”تم إخلاء العميل الاستخباراتي ضمن عملية سرية بعد أن أصبح مكشوفا أمام عناصر حزب الله، والذين كانوا يراقبون أسلوب حياته اليومية“.

وتقول الصحيفة إن ”المعلومات المتوفرة تدل على أن التخطيط لاغتياله كان ضمن عملية انتقامية ردا على اغتيال قاسم سليماني“.

أنشطة حزب الله

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية تصريحات لوزير الدفاع الكولومبي، أدلى بها، أمس الأحد، لصحيفة ”إل تييمبو“ المحلية، قال فيها إن بلاده ”ترصد أنشطة حزب الله“، متهما التنظيم بـ“ارتكاب أعمال إجرامية“.

وذكر الوزير مولانو، أن ”حكومة بلاده تراقب أنشطة حزب الله على أراضيها في ظل اتهامها بارتكاب أعمال إجرامية“، مضيفا أنه ”منذ شهرين اضطررنا للتعامل مع وضع أرغمنا على إنشاء عملية لتوقيف وترحيل مجرمين مفوضين اثنين من حزب الله كانت لديهما نية ارتكاب فعل إجرامي في كولومبيا“.

وحسب ”يديعوت أحرونوت“ تعتقد السلطات في بوغوتا أن ”حزب الله“ تسلل إلى أمريكا الجنوبية بمساعدة السلطات في فنزويلا، وأن هناك اتصالات بين عناصر التنظيم الأساسيين في فنزويلا، وبين عناصر من منظمة ”فارك“ الكولومبية.

ونقلت الصحيفة عن الخبير الأمني يوهان أوفدولا، أن الوزير الفنزويلي طارق العيسمي، هو من فتح الباب ومهد الطريق أمام ”حزب الله“ للتواجد في فنزويلا.

وتتهم كولومبيا، التي تقطنها جالية لبنانية كبيرة، فنزويلا المجاورة، بإيواء مجموعات مسلحة مناهضة لها، وتعتبر العلاقات بين البلدين متوترة للغاية، والحدود المشتركة بينهما مغلقة بشكل شبه كامل منذ 6 سنوات.

تعاون أمني

وجمعت بوغوتا وتل أبيب علاقات سياسية وعسكرية واقتصادية قبل سنوات، إلا أن هذه العلاقات كانت قد تضررت عقب إعلان الرئيس السابق خوان مانويل سانتوس، قبيل نهاية ولايته بأربعة أيام فقط، اعترافه بدولة فلسطينية حرة ذات سيادة، الأمر الذي تسبب في أزمة دبلوماسية مع إسرائيل.

وتعهد إيفان دوكي، الذي خلف سانتوس في رئاسة كولومبيا منذ آب/ أغسطس 2018، ممثلا لحزب ”الوسط الديمقراطي“ اليميني، بالعمل على تحسين العلاقات مع إسرائيل، وذكر أثناء حملته الانتخابية أنه يبحث إمكانية نقل سفارة بلاده إلى القدس.

وزار وزير الدفاع الكولومبي إسرائيل برفقة الرئيس دوكي، الأسبوع الماضي، وصرح ”أن البلدين لديهما عدو مشترك هو إيران وحزب الله“، ولكنه تراجع عن هذا التصريح بعد ذلك، على خلفية ردود رسمية غاضبة صدرت عن طهران.

وافتتح الرئيس الكولومبي خلال الزيارة، مكتبا تجاريا لبلاده في القدس المحتلة، وقال إن هدفه تعزيز التعاون ودفع الاستثمارات والمبادرات المشتركة، ولفت إلى أنه سيخلق فرص عمل للقطاع الخاص والعام في كولومبيا وإسرائيل.

وكان الرئيس دوكي قد أكد قبل عام، خلال مؤتمر عقد عبر الفيديو، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، أن الشراكة المرتقبة بين البلدين ستطال المجال الأمني أيضا، وأن الشراكة بين البلدين ستعمل في اتجاه مجال مكافحة الإرهاب.