احتشد آلاف المحتجين، بمحافظة شبوة جنوبي اليمن، اليوم الإثنين، للتنديد بحالة التردي غير المسبوقة في الأوضاع المعيشية، وللمطالبة بإقالة قيادة السلطة المحلية بالمحافظة، ومحاسبتها قضائيًا.
وردد المحتجون شعارات تطالب برحيل محافظ شبوة محمد بن عديو، القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان مسلمون)، بسبب السياسات التي تنتهجها قيادة السلطة المحلية لاستهداف النسيج الاجتماعي بالمحافظة.
ويتهم المحتجون، قيادة السلطة المحلية بمحافظة شبوة، بالاستغلال السيئ للسلطة وممارسة انتهاكات واسعة بحق أبناء المحافظة على مدى عامين ماضيين، إلى جانب اتهامها بتسليم مديريات بيحان الثلاث لميليشيا الحوثي في سبتمبر/ أيلول الماضي، دون مقاومة أو قتال.
كما هتف المتظاهرون ضد الحكومة اليمنية، واتهموها بالفساد، محملينها مسؤولية تردي الأوضاع المعيشية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية المترتبة على حالة الانهيار المريع للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية.
ووصل سعر صرف الدولار الأمريكي الواحد، في التعاملات يوم الأحد، إلى أكثر من 1670 ريالًا يمنيًا للشراء، وأكثر من 1700 ريال للبيع، في انهيار غير مسبوق، مقارنة بـ215 ريالًا مقابل الدولار الواحد قبل اندلاع الحرب اليمنية.
وكانت قبائل محافظة شبوة، استجابت لدعوة الشيخ القبلي البارز، عوض الوزير العولقي، البرلماني اليمني ومستشار الرئيس اليمني، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لعقد لقاء تشاوري موسع بمديرية نصاب، لتوحيد الصف القبلي في مواجهة التحديات القائمة في المحافظة.
وطالب البيان الختامي الصادر عن اللقاء، الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بـ“إنقاذ شبوة وأهلها من الواقع المرير الذي تعيشه واتخاذ جملة من الإجراءات بما في ذلك، إبعاد السلطة الحالية التي أوصلت المحافظة إلى هذا الوضع المأساوي بالغ الخطورة بفعل الاستغلال السيئ للسلطة“.
كما طالب بتشكيل لجنة خاصة وبإشراك ضباط متخصصين من أبناء المحافظة، للتحقيق في سقوط مديريات بيحان الثلاث في أيدي ميليشيا الحوثي ”دون أي مقاومة تذكر“.
وفي لقاء ثانٍ لقبائل شبوة في أواخر الشهر الماضي، أكد العولقي، أن هناك برنامجًا ”للتصعيد السلمي المشروع“، في مدينة عتق، مركز محافظة شبوة، في حال عدم استجابة القيادة المركزية للدولة لمطالب القبائل.
وتأتي الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها محافظة شبوة الإثنين، في ظل موجة من الغليان الشعبي في عدد من المحافظات اليمنية المحررة من ميليشيات الحوثيين، نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية بشكل غير مسبوق.