تقارير وتحليلات

تتنديدات واسعة لهجمات الحوثيين على السعودية..

تقرير: خلافات حادة بين الرياض ومسقط.. ما حقيقتها ولماذا الآن؟

ضبط شحنة جديدة من صواريخ كورنيت المضادة للدبابات والمدرعات، في 10 مارس/آذار 2022

كشفت معلومات استخباراتية عن خلافات عاصفة وحادة بين المملكة العربية السعودية وجارتها سلطنة عمان، على خلفية امدادات الميليشيات الحوثية بالأسلحة والصواريخ لاستهداف امدادات الطاقة، فيما عبرت اطراف إقليمية ودولية بالهجمات الحوثية المتكررة على السعودية.
وقال موقع Intelligence Online الفرنسي، المتخصص في شؤون الاستخبارات، إن هناك خلافات واسعة بين السعودية وسلطنة عمان بشأن إمدادات أسلحة إيرانية كانت في طريقها لجماعة الحوثي اليمنية التي تشن من وقت لآخر، هجمات على المملكة.
وأضاف أن ضبط شحنة جديدة من صواريخ كورنيت المضادة للدبابات والمدرعات، في 10 مارس/آذار 2022، على معبر شحن بمحافظة المهرة المتاخمة لسلطنة عمان أدى إلى توتر العلاقات بين رئاسة المخابرات العامة السعودية والمكتب السلطاني العماني، المسؤول عن الشؤون الأمنية والاستخباراتية.

وأوضح الموقع: استُدعي رئيس المخابرات العماني، محمد النعماني، الذي كان قد تعهد لنظيره السعودي، خالد بن علي الحميدان، بتعزيز مراقبة الحدود؛ من أجل إحباط عمليات تسليم الأسلحة، إلى الرياض لتقديم تفسيرات، وفقاً للموقع الاستخباراتي.
وكانت الجمارك الجنوبية في عدن- هي التي ضبطت شحنة الصواريخ الجديدة التي وصلت من ميناء صلالة بمحافظة ظفار العمانية.
شحنة الصواريخ الجديدة اعتبرت دليلاً دامغاً على استمرار "انتهاك إيران حظر الأسلحة الشامل الذي فرضه مجلس الأمن الدولي في 28 فبراير/شباط الماضي".
كما أن تلك الشحنة تعد الأولى من نوعها منذ صدور قرار مجلس الأمن الدولي.
على أثر ذلك، استجوب مسؤولو المخابرات العامة مدير موقع الجمارك اليمني، سالم عقيل، الذي قال إنه فتح الحاويات التي كان من المفترض أن تحتوي على مولدات كهربائية، لكن اكتشف بداخلها أسلحة يُعتقَد أنها مُوجَّهة للمتمردين الحوثيين الموالين لإيران في محافظتي صنعاء وصعدة.
بينما لم يقتصر الأمر على إرسال نتائج تحقيقه إلى المكتب السلطاني فحسب، بل طالب الحميدان أيضاً النعماني بالكشف عن الثغرات في جهاز مخابرات الحدود التابع له، والتي أدت إلى استمرار عمليات نقل الأسلحة.
في حين لم يكن بوسع المسؤول عن الاستخبارات العمانية إلا اقتراح إجراء تحقيق لتحديد المسؤول عن تلك الواقعة.
بحسب موقع Intelligence Online الفرنسي، ترى الرياض أنَّ النعماني، على ما يبدو، يخالف صفقة اتُّفِق عليها في يوليو/تموز الماضي 2021، بمناسبة الزيارة الأولى للسلطان هيثم بن طارق آل سعيد، للمملكة العربية السعودية.

إذ تعتقد المخابرات العامة السعودية أنَّ "جهاز أمن الدولة العماني، الذي يدير عمليات التجسس المضاد ومكافحة الإرهاب بقيادة النعماني، لايزال مخترقاً من أعضاء الحرس الثوري الإيراني؛ مما يحد من قدرته- أو حتى إرادته- على تقليص إمدادات الأسلحة عبر الحدود"، وفق المصدر ذاته.
فيما أكدت مصادر لموقع Intelligence Online، أن المهربين العمانيين واليمنيين المخضرمين، يستغلون- لاسيما الممولين من رجل الأعمال الحوثي سعيد الجمل- الحدود المليئة بالثغرات لمتابعة عمليات نقل الأسلحة المربحة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تعزّز فيه الرياض، التي تدرك تماماً أوجه القصور الأمنية في عُمان، وجودها العسكري في بؤر التهريب الساخنة بمحافظة المهرة، لاسيما في الموانئ ومدينة الغيضة.
لكن هذا لا يفعل الكثير لعرقلة شبكات التهريب المنتشرة على طول 228 كيلومتراً من الحدود بين عمان واليمن.
نددت دول عربية وغربية بهجمات ميليشيات الحوثيين الإرهابية على المملكة العربية السعودية، يوم الجمعة الماضية، والتي استهدفت محطة توزيع المنتجات البترولية شمال جدة أمس، ومحطة المختارة بجيزان.
كما أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، مساء أمس، تصديه لعدة هجمات بالمسيرات والصواريخ الحوثية أطلقت باتجاه السعودية.
وقالت جالينا بورتر، نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن واشنطن تندد بهجمات الحوثيين على منشآت نفطية بالسعودية، معتبرة إياها «غير مقبولة»، وأن «الولايات المتحدة تواصل العمل مع السعودية لتعزيز دفاعاتها».
وأدانت المملكة المتحدة إطلاق ميليشيات الحوثيين الإرهابية عددا من الطائرات المسيرة والمفخخة تجاه المنشآت الحيوية والمدنية بالمملكة العربية السعودية.
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، خلال تصريح له أمس، عن إدانته وبشدة اعتداءات ‫الحوثيين على المواقع الحيوية والبنية التحتية في ‫المملكة‬، مؤكدًا أن الاعتداءات تعرض حياة المدنيين للخطر ويجب أن تتوقف.

تنديدات عربية
أعربت دولة الإمارات عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاستهداف ميليشيات الحوثيين الإرهابية، بطريقة ممنهجة ومتعمدة الأعيان المدنية والمصالح الاقتصادية الحيوية في عدد من المواقع في المملكة العربية السعودية، من خلال صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار مفخخة، تمكنت الدفاعات السعودية من اعتراض بعضها وتدميره.
وأكدت الإمارات، في بيان صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي، أن استمرار هذه الهجمات لميليشيات الحوثيين الإرهابية يعكس تحديها السافر للمجتمع الدولي، وللمساعي المبذولة لإنهاء الأزمة اليمنية، واستخفافها بجميع القوانين والأعراف الدولية، ما يتطلب ردًا رادعًا لكل ما يهدد أمن وسلامة وحياة المدنيين.
وحثت الوزارة المجتمع الدولي على أن يتخذ موقفا فوريا وحاسما لوقف هذه الأعمال المتكررة التي تستهدف المنشآت الحيوية والمدنية وأمن المملكة، وإمدادات الطاقة واستقرار الاقتصاد العالميين، ودعم الإجراءات والتدابير التي يتخذها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لوقف استهداف الميليشيات الإرهابية للأعيان المدنية.
وأعربت مصر عن رفضها المُطلق للأعمال الإرهابية لـ ميليشيا الحوثيين الإرهابية، ولأي عمل جبان يستهدف أمن واستقرار المملكة.
وعلقت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها أمس، عن بالغ إدانتها واستنكارها لمواصلة ميليشيا الحوثي هجماتها الإرهابية التي تستهدف أراضي المملكة ومنشآتها الحيوية والمدنية.
وجددت مصر تأكيد وقوفها جنبا إلى جنب مع المملكة العربية السعودية «فيما تتخذه من تدابير لصون أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها، انطلاقًا من الارتباط الوثيق بين الأمن القومي للبلدين».
وشدَّد البيان على خطورة مواصلة ميليشيات الحوثيين، لهذه الأعمال العدائية «التي تعد تهديدًا جسيمًا ومباشرًا للأمن والاستقرار في المنطقة، ولسلامة إمدادات الطاقة، فضلًا عما تمثله من انتهاك صارخ لمبادئ وقواعد القانون الدولي».
وزارة الخارجية في الكويت أعربت أيضا عن إدانتها واستنكارها وبأشد العبارات «العمل الإرهابي الجبان المتمثل في إطلاق ميليشيا الحوثي عددا من الطائرات المسيرة والمفخخة تجاه المنطقة الجنوبية والوسطى والشرقية في المملكة العربية السعودية الشقيقة».

التحالف الحوثي-الروسي: تجنيد مقاتلين يمنيين للقتال في جبهات أوكرانيا


تسييس الاستخبارات الأميركية: تهديد جديد للأمن القومي في عهد ترامب


حزب الله والحوثيون في صدارة المشهد: تداعيات الهجمات الإسرائيلية على المنطقة


18 مشروعًا عربيًا يتنافس على جائزة إيكروم-الشارقة... ولبنان في الصدارة