تقارير وتحليلات
الأزمة اليمنية..
هانس غروندبرغ: توسيع نطاق الهدنة الأممية تبني المزيد من الثقة بين أطراف النزاع اليمني
يكثف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، الخميس، اتصالاته مع أطراف النزاع، من أجل تمديد الهدنة وتوسيع نطاقها، وذلك بالتزامن مع تحركات أميركية للدفع بمبادرة جديدة تقوم على وقف إطلاق النار لستة أشهر، وتسريع خطوات التهيئة للتسوية السياسية.
بالتزامن مع تحركات أميركية للدفع بمبادرة جديدة تقوم على وقف إطلاق النار لستة شهر، وتسريع خطوات التهيئة للتسوية السياسية.
وكانت الهدنة في اليمن التي دفعت باتجاهها الأمم المتحدة والولايات المتحدة دخلت حيز التنفيذ في الرابع من أبريل الماضي لمدة شهرين، قبل أن تُمدد في الثاني من يونيو لمدة شهرين آخرين.
وقال المبعوث الأممي، في بيان، إنه كثَّفَ اتصالاته مع الأطراف "دعماً لتنفيذ جميع بنود الهدنة واستكشافاً لفرص توسيع نطاقها وتمديد أجَلِها لما بعد 2 أغسطس (آب المقبل)".
وأضاف أن "تمديد الهدنة وتوسيع نطاقها سيزيدان الفوائد التي تعود على الشعب اليمني، ويوفران منصة لبناء مزيد من الثقة بين الأطراف، وبدء نقاشات جادة حول الأولويات الاقتصادية مثل الإيرادات والرواتب، والأولويات الأمنية بما فيها وقف إطلاق النار".
وأشار غروندبرغ إلى أن "الهدف في نهاية المطاف هو المضي قدماً نحو تسوية سياسية تنهي النزاع بشكل شامل".
وعن مسار محادثات فتح الطرقات التي يرفض الحوثيون تنفيذها، أوضح المبعوث الأممي أنهم رفضوا مقترحين لفتح معابر تعز ومحافظات آخرها كان أحدثها اقتراح أممي من أربع طرقات، بينها ما دعا إليها المجتمع المدني، وثلاثة طرق فرعية أعلن الحوثيون فتحها قبل أن يعودوا للتنصل عنها بعد موافقة الحكومة اليمنية على المقترح.
ورغم ذلك تعهد المبعوث بمواصلة مساعيه للتوصل إلى اتفاق لفتح طرق رئيسية بشكل مستدام وآمن في تعز ومحافظات أخرى كأولوية مهمة خلال الفترة الحالية للهدنة وأي تمديد لها في المستقبل.
وبشأن المكاسب التي جناها اليمنيون خلال الهدنة، أوضح المبعوث الأممي أنه "خلال الهدنة تم تشغيل 20 رحلة جوية ذهاباً وإياباً حتى الآن بين صنعاء وعمّان، ورحلة واحدة ذهاباً وإياباً بين صنعاء والقاهرة أقلت جميعها ما يزيد على 8 آلاف مسافر".
ونص اتفاق الهدنة على رحلتين تجاريتين أسبوعيا بين صنعاء وعمّان والقاهرة بإجمالي 36 رحلة خلال فترة الأربعة أشهر.
وبحسب البيان فإن مكتب المبعوث الأممي يدرس خيارات ربط مطار صنعاء بمزيد من الوجهات ضمن تمديد الهدنة إلى ما بعد 2 أغسطس/آب.
ولفت غروندبرغ إلى دخول 26 سفينة وقود ميناء الحديدة (غرب) تحمل 720 ألف و270 طنًا من مشتقات الوقود، فيما هناك المزيد من سفن الوقود قيد الإجراءات في الفترة بين 2 أبريل (نيسان) و21 يوليو (تموز) 2022".
ونصت الهدنة على دخول 36 سفينة وقود الحديدة خلال فترة الأربعة أشهر منذ 2 أبريل/نيسان و2 أغسطس/آب.
وأكد غروندبرغ أنه مع تجديد الهدنة سيشهد دخول منتظم لسفن المشتقات النفطية في الوقت المناسب، مشيرا إلى أن "ارتفاع أسعار الوقود عالميا، أصبح من المهم أكثر من أي وقت مضى ضمان التدفق السلس للوقود لدعم الخدمات الأساسية".
ولم يخف غروندبرغ وجود بعض القصور في التنفيذ الكامل لعناصر الهدنة، إلا أنه أكد أن التهدئة أحدثت تحولاً كبيراً لليمن وحققت فرقاً ملموساً في حياة الناس.
وجدد مخاطبة الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي لعدم إضاعة فرصة تمديد الهدنة وتوسيع نطاقها، مشيرا إلى أن "تجديدها أمر مدعوم دوليا ومن الشعب اليمني أيضا".
ولفت إلى أن "الشعب اليمني والمجتمع الدولي يريدون ويتطلعون لتنفيذ الهدنة وتجديدها وتعزيزها بشكل كامل".
وبدأت الولايات المتحدة الأربعاء تحركات لتمديد الهدنة في اليمن، مع اقتراب انتهاء الهدنة الحالية، وتسعى واشنطن إلى أن تمتد الهدنة المقبلة لستة أشهر، على أمل أن ينتهي ذلك بوقف إطلاق نار دائم.
ووصل المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ الأربعاء إلى العاصمة الأردنية عمان.
ونقلت وسائل إعلام قريبة من الحوثيين عما وصفته بمصادر دبلوماسية قولها إن ليندركينغ سلم غرودنبرغ، الذي يستعد لجولة جديدة تشمل سلطنة عمان وعدن، مبادرة أميركية جديدة لتوسيع الهدنة، وهي تستجيب في جانب منها لشروط الجماعة الموالية لإيران.
وتريد الإدارة الأميركية تحقيق إنجاز في الملف اليمني، في ظل عقم رافقها منذ وصولها في تحقيق أي اختراق دبلوماسي في الملفات الشائكة المعروضة أمامها.