تحليلات

هاجم التحالف العربي والمجلس الرئاسي اليمني..

تنظيم القاعدة تدعو إلى مناصرة الاخوان وتحشد السلاح نحو أبين

تنظيم القاعدة الإرهابي في جنوب اليمن - أرشيف

عدن

شهدت المناطق الوسطى في محافظة أبين تحشيدات لعناصر تابعة لتنظيم القاعدة عقب بدء حملة عسكرية للقوات الجنوبية لتطهير المحافظة من الإرهاب.

وأعلنت القوات الجنوبية، الأسبوع الماضي، إطلاق حملة عسكرية بتوجيهات من اللواء عيدروس الزبيدي، وتمكنت من الوصول إلى مديرية احور والانتشار في الخط الساحلي الذي يربط العاصمة عدن بمحافظة حضرموت، وسط تحضيرات جارية للانتشار في المنطقة الوسطى والمحفد والالتحام بقوات دفاع شبوة التي تنتشر حتى أطراف المحفد.

وشوهدت هذا الأسبوع تحركات كبيرة لعناصر التنظيم الإرهابي خصوصا في مديرية الوضيع التي تقترب الحملة منها عبر مثلث الوضيع الساحلي.

وأكد مواطنون، أن سيارات وأطقماً على متنها عشرات المسلحين المعروفين في المديرية بالانتماء لتنظيم القاعدة يجوبون المديرية ويتحركون باتجاه مودية والعرقوب.

التنظيم الإرهابي الذي يحشد ويجمع عناصره غير قادر على إيقاف الحملة ومواجهة القوات الكبيرة التي انطلقت لتطهير المحافظة، وهو في أضعف حالاته بعد تطهير محافظة شبوة من القوات الإخوانية وتضييق الخناق عليها في محافظة أبين.

وقال مواطنون في مديرية الوضيع، إن الأموال التي تصل إلى عناصر التنظيم كبيرة وكبيرة جدا، مشيرين إلى شراء التنظيم وعبر شخصيات قبلية أطقما وأسلحة تابعة لقوات إخوانية، آخرها شراء طقمين تابعين للواء الثالث حماية رئاسية الذي يقع في منطقة عكد قام ضباط من اللواء بتهريبهما إلى الوضيع وبيعهما للتنظيم بصورة رسمية وغير خفية.

التنظيم، ووفقاً لسكان، هناك قام بشراء أطقم وأسلحة أخرى من ضباط وجنود في قوات شقرة يتحجج قادة القوات الإخوانية بأنهم هربوا بها ولا تستطع القوات ضبطهم لعدم وجود الأمان في المناطق الجبلية بالوضيع.

مصادر أكدت أن الأموال التي تتدفق على التنظيم في الأيام الماضية ويعيد ترتيب صفوفه وشراء الأسلحة جاءت عبر قيادات هربت مؤخرا إلى العاصمة العمانية مسقط.

ووصلت قيادات موالية للإخوان إلى مسقط في الأسابيع الماضية على رأسها قائد اللواء الثالث حماية رئاسية "لؤي الزامكي وقائد اللواء الخامس سند الجلد وقائد القوات الخاصة بأبين محمد العوبان، كما رجحت الأنباء وصول قائد القوات الخاصة في محافظة شبوة عبدربه لعكب إلى عمان في الأيام الماضية.

تحويلات وأموال عبر وسطاء تدفقت على التنظيم في مديرية الوضيع وقيادته تقوم بشراء الأسلحة بصورة مسرعة لإيقاف الحملة العسكرية، وكل ذلك تقوم به القيادات الإخوانية لتبقى مسيطرة على المحافظة التي حولتها إلى وكر من أوكار الإرهاب.

ودعا تنظيم القاعدة في اليمن، إلى مناصرة حزب الإصلاح الفرع المحلي لتنظيم الإخوان المسلمين، ضد التحالف العربي، ومجلس القيادة الرئاسي، وذلك على خلفية طرد مليشيات الإخوان من محافظة شبوة، جنوب شرقي البلاد.

جاء ذلك في إصدار جديد، بثته مؤسسة الملاحم، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، حمل عنوان "إلى أهلنا في اليمن.. كلمة بخصوص الأحداث الأخيرة في شبوة".

وتضمن الإصدار كلمة لأحد أمراء التنظيم الذي سمته مؤسسة الملاحم بـ"القائد أبو علي الحضرمي"، قال فيها إن "سيطرة قوات المجلس الانتقالي على شبوة مقدمة لسيطرتها على مدن أخرى وضمها لسلطة المجلس الرئاسي المدعوم من التحالف".

ولم تكشف "الملاحم" عن هوية "أبو علي الحضرمي"، لكن يبدو من الصيغة التي استخدمتها لتعريفه في الإصدار أنه أحد القادة العسكريين لتنظيم القاعدة في اليمن.

وتضمنت كلمة القيادي هجومًا على التحالف العربي وخصوصًا دولة الإمارات بسبب انخراطها في مكافحة الإرهاب وحربها على تنظيم القاعدة، ودعمها لقوات الأحزمة الأمنية والنخب العسكرية التي تلعب دورًا بارزًا في قتال التنظيم، وقتال جماعة الحوثي.

واعتبر "أبو علي الحضرمي" أن عزل محافظ شبوة السابق محمد صالح بن عديو، والمحسوب على حزب الإصلاح، وتعيين المحافظ عوض بن الوزير العولقي محله، جزءا من مخطط أوسع هدفه التمكين للتحالف العربي والقوات المدعومة منه داخل المناطق اليمنية.

وأشار القيادي بالقاعدة إلى أن المخطط يهدف إلى إسقاط باقي المناطق التي يسيطر عليها حزب الإصلاح في جنوب البلاد (كحضرموت، والمهرة، وأبين) في قبضة القوات المدعومة من التحالف العربي، وتحجيم نفوذ الحزب داخل اليمن، معتبرًا أن التحالف العربي يريد "قصقصة أجنحة الإخوان"، على حد قوله.

ودعا "أبو علي الحضرمي" حزب الإصلاح للتحالف مع تنظيم القاعدة في اليمن، والتخلي عن نهجه ومشاركته في إطار مؤسسات الشرعية اليمنية، قائلًا إن سياسة الحزب الحالية لن تكون في مصلحته وإنما مصلحته في التحالف مع القاعدة وترك الحكومة والمؤسسات اليمنية الشرعية ليظهر الفراغ في السلطة.

وعلى ذات الصعيد، حث القيادي بالقاعدة شباب حزب الإصلاح للانقلاب على قيادته الحالية والانخراط في دعم تنظيم القاعدة، وتغيير منهج الحزب في التعامل مع الأحداث وذلك برفض العملية السياسية والتمسك بشعار الإخوان الذي يرفعونه: "الإسلام هو الحل"، قبل أن يفوت الآوان، على حد تعبيره.

وطالب أبو علي الحضرمي من وصفهم بالمجموعات السلفية التي تُقاتل ضد ذراع إيران بدعم من التحالف للانقلاب على التحالف العربي ودعم تنظيم القاعدة، كما دعا شيوخ ووجهاء القبائل اليمنية وخاصةً في جنوب البلاد إلى إيواء عناصر القاعدة والتحالف مع التنظيم.

واعتبر تنظيم القاعدة أن الحل في شبوة لن يكون باستقالة المحافظ المدعوم من المجلس الرئاسي والتحالف العربي عوض بن الوزير العولقي، بل "بتنفيذ انقلاب جديد وشن هجمات إرهابية ضد المحافظ وضد قوات المجلس الانتقالي ومحاولة السيطرة على محافظة شبوة بالقوة".

ومن جانب آخر احتفل أبناء الجنوب، بالتلاحم الجنوبي العظيم بين قوات محور شقرة العسكرية والأمنية، وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، في زنجبار عاصمة محافظة أبين. 

وعادت قوات محور شقرة العسكرية والأمنية، السبت، إلى زنجبار لاستلام مقراتها بعد غياب دام ثلاثة أعوام بسبب الصراع والاقتتال الذي اشعله حزب الإصلاح الإخواني، مع المجلس الانتقالي في أغسطس من 2019م. 

وأسقطت القيادات العسكرية والأمنية في محافظة أبين ورقة "المناطقية" أخطر الأوراق التي استخدمها حزب الإصلاح الإخواني وراهن عليها، طيلة السنوات الماضية، لتفكيك الجنوب وتمزيق نسيجه الاجتماعي.

وأكد القيادي في الانتقالي سالم ثابت العولقي، أن المجلس الانتقالي تأسس على مبدأ التسامح والتصالح وتعزيز النسيج الاجتماعي والوطني لأبناء الجنوب واعتماد مبدأ الحوار مع الآخر الجنوبي. 

وقال، في تغريدة له على تويتر، إن المجلس الانتقالي حول الشعارات إلى ثقافة وسلوك على الأرض، مباركاً هذه النجاحات السياسية والميدانية لأبناء الجنوب. 

وأضاف العولقي مخاطباً أبناء الجنوب: لقد نتج عن وحدة صفكم مبدأ التسامح والتصالح الجنوبي كما نتج عنه الحراك الجنوبي السلمي والمقاومة الجنوبية والمجلس الانتقالي والقوات الجنوبية. 

وتابع: إن خلف كل انتصار وحدة صف هزمت تحديات كل مرحلة، وان تعزيز الاصطفاف وتحصين الجبهة الداخلية هدف كل المخلصين في مختلف المراحل. 

من جانبه قال وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور واعد ياذيب، إن ما حدث في زنجبار عاصمة المحافظة أبين، ملحمة جديدة للتصالح والتسامح بين الجنوبيين.

في حين أكد المسؤول في وزارة الداخلية عبدالقوي باعش، أن أبين بهذا التلاحم والتصالح، اسقطت الرهان على استمرار الخلافات، واثبتت بأنه لم يعد هناك شيء للمراهنة عليه.

وأشاد الصحفي خالد سلمان، بالتلاحم الجنوبي في زنجبار، مؤكدا ان أبين بهذا الاصطفاف، تدفن الماضي وتعمق قيم التصالح والتسامح.

وقال: إن ‏أبين تعمق قيم التصالح والتسامح، وتدفن الماضي وتعلن أن عدوها ليس الأمس بكل ندوبه، بل هو راهن التحديات وأن ما يهدد أمن وسلامة الناس هو الإرهاب، وإحياء إرث وثارات الاقتتال، وكل مظلة توفر للإرهاب الغطاء والحماية. 

رشاد العليمي يلوّح بالعودة على ظهر دبابة سعودية وخطاب حوثي متعالٍ تجاه الرياض


من الملف الإنساني إلى السياسة.. هل يفتح اتفاق الأسرى باب السلام في اليمن؟


دمشق تأمر بوقف استهداف قسد في حلب وقوات سوريا الديمقراطية تعلن التهدئة


تصعيد محسوب بين إسرائيل وإيران وخطر سوء التقدير يخيّم على المشهد