قضايا وحريات

جامعة الوسطية الشرعية إحدى الثمار اليانعة لأربطة التربية الإسلامية..

أبوبكر العدني.. منهج علماء حضرموت صيت ذائع ونهج يرسخ القيم الإسلامية

الجامعة تعتمد في دراستها على ثلاثة أسس في نهجها العلمي والأكاديمي والتي تنبثق من مدرسة علماء حضرموت

تريم

في مطلع تسعينيات القرن الماضي، عاد من مهجره العلامة والمفكر والداعية الإسلامي أبوبكر العدني بن علي المشهور عليه رحمة الله  بالحجاز التي هاجر إليها مضطر فجدد بعودته نشاطه العلمي والدعوي الذي به تدفعه نوازعه الإيمانية بشعور المسؤولية لخدمة وطنه وأمته فلتفت إلى واقعه فرأى أن أفضل ما يستطيع أن يقدمه هو أن يؤسس أربطة التربية الإسلامية ويخرجها بحلتها الجديدة المعاصرة لتكون مأوى لطلاب الجامعات والمعاهد والمدارس لتلقي التعليم النظامي والأكاديمي ويتكامل معهم بأربطته تلقيهم العلم الشرعي وتحليهم بأخلاقيات وقيم ديننا الإسلامي القائم على منهج الوسطية الشرعية والاعتدال الواعي وقيم التسامح والإخاء التي دعا إليها ديننا الإسلامي الحنيف. 

 

أولى لبنات تأسيس الأربطة

بدأ العلامة المشهور بتأسيس رباط الإمام العيدروس في ١٤١٥هج الموافق ١٩٩٥م فآوى إليه عدداً من طلاب جامعة عدن من مختلف التخصصات الطبية والعلمية والإنسانية وعدداً من طلاب المعاهد ومدارس التعليم الأساسي والثانوي ، ولم يقتصر  العلامة المشهور بفتح رباط العيدروس فقط بل تابع لإفتتاح العديد من الأربطة حتى وصل عددها ٣٧ رباطاً موزعة على ثمان محافظات ( عدن ، وأبين، ولحج، وشبوة، وحضرموت، وتعز، وإب ،  والحديدة).

 

التوسع في تأسيس المؤسسات التعليمية

 

كما أهتم العلامة أبوبكر المشهور عليه رحمة الله بالتوسع في تأسيس المؤسسات التعليمية حيث قام بتأسيس مدرسة الفتيان لتحفيظ القرآن الكريم والتي فوج منها العديد من حغاظ كتاب الله ، لاسيما تأسيس العديد من مراكز التعليم للمرأة والتي وصلت إلى أكثر من ١٦ مركزاً موزعة على محافظات الجمهورية اليمنية ، وخلال الخمسة والعشرين عاماً من النشاط العلمي والدعوي والإنتاج الفكري أثمر ظهور علم فقه التحولات الذي يقوم بدراسة الواقع الإسلامي والإنساني المعاصر من خلال دراسة المتغيرات والمستجدات وأثرها في واقع الأمة الإسلامية والإنسانية وقراءتها من النص الشرعي والسنة النبوية ، وللقيام في البحث العلمي لهذا العلم أسس العلامة أبوبكر المشهور عليه رحمة الله مركز المرصد النبوي بمدينة تريم لدراسة علم فقه التحولات. 

 

تطور العملية التعليمية والدعوية إلى إنشاء جامعة

وفي عام ٢٠١٤ م اكتملت شروط تطور العملية التعليمية والدعوية والفكرية والبحثية لدى العلامة المشهور حيث بدأ يفكر بجدية إلى تأسيس جامعة يكون لها التميز والريادة في المساهمة لخدمة العلم والبحث العلمي في أوصار بقاع العالم ، حيث بدأ بتأسيس كلية الوسطية الشرعية للعلوم الإسلامية والإنسانية في عام ٢٠١٧م والتي فتحت لتدريس قسم الفقه وأصوله ، وبعد ثلاث سنوات من عُمر الكلية بدأ التفكير الجاد في تحويل الكلية إلى جامعة بإسم جامعة الوسطية الشرعية للعلوم الإسلامية والإنسانية والتي كان مقرها بمديرية سيئون بشِعب الإمام المهاجر أحمد بن عيسى بالحُسيسة حيث تمت الموافقة على ذلك من قِبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بصدور قرار التحويل في عام ٢٠٢٠م ، وقد بدأت الجامعة فعلياً بكلية أصول الدين في منطقة الحُسيسة بشِعب الإمام المهاجر والتي تختص بأقسامها الأكاديمية في قسم التفسير وعلوم القرآن ، وقسم فقه التحولات والدعوة ، حيث ستستكمل افتتاح بقية الأقسام في الأعوام القادمة من الحديث وعلومه وقسم العقيدة. 

وفي مدينة المكلا بمنطقة الريان تم افتتاح كلية العلوم الشرعية والقانونية والتي تختص بقسم الفقه وأصوله وقسم الشريعة والقانون ، بالإضافة إلى افتتاح شعبة البنات بمديرية تريم التابع لكلية العلوم الشرعية والقانونية بالمكلا. 

 

ملخص أكاديمي عن الجامعة

 

تمثل جامعة الوسطية الشرعية والتي مقرها مديرية سيئون بوادي حضرموت بشِعب الإمام المهاجر  أحمد بن عيسى  أحد أنماط التعليم العالي بإسلوب راقٍ في العلوم الإسلامية والشريعة والقانون والتربية السلوكية ، حيث توفر بيئة تعليمية قائمة على التعليم المباشر والتي تمنح درجة البكالوريوس بعدة تخصصات تواكب سوق العمل ، حيث ينتمي لدى كلياتها في العام الجاري ٢٠٢٢م أكثر من ٢٢٢ طالباً من جنوب شرق آسيا إندونيسيا وماليزيا ، ومن تايلند لا سيما بلغ عدد طلابها من محافظات الجمهورية اليمنية نحو ٣٠٠ طالباً وطالبة. 

 

وتعد الجامعة غير ربحية والتي تحتوي على ( 6 ) برامج مرخصة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالجمهورية اليمنية ، بالإضافة إلى جملة من الإنجازات تحقيقاً لرؤية الجامعة وسعيها الدؤوب في إنجاز أهدافها إدراكاً منها بأهمية ضمان الجودة العلمية والتعليمية عالمياً. 

 

الجودة الأكاديمية للجامعة

 

ضمن خطوات الجامعة المتتابعة نحو التميز العلمي في التعليم المباشر أو التعليم الغير مباشر مستقبلاً تحرص الجامعة على تنوع برامجها الدراسية تماشياً مع متطلبات سوق العمل في خدمة أكبر شريحة ممكنة من طلابها متبنية بذلك أحدث الخطط والبرامج الأكاديمية ، ولضمان جودتها العلمية والتعليمية عالمياً قامت الجامعة بعقد ورشة عمل في ٣ مارس ٢٠٢٠م بعنوان " نحو جودة البرامج وتوسعها من أجل جامعة تخدم الأمة والمجتمع وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة " والتي ضمت العديد من أساتذة ودكاترة جامعات حضرموت ، وفي ٢ يوليو ٢٠٢١م عقدت الجامعة ورشة العمل الثانية بعنوان " توصيف المقررات خطوة لضمان جودة البرامج وتحسين مخرجاتها " والتي استهدفت أعضاء هيئة التدريس بالجامعة. 

 

تأثير الجامعة في أوصار العالم

 

في مقابلة شخصية مع أحد طلاب الجامعة من جنوب شرق آسيا الطالب محمد حذيفة قائلاً: حينما سمعت ببدأ التسجيل والقبول للجامعة ذهبت متطلعاً عن دليل الطالب الجامعي بها فوجدت فيه التطور التقني والتميز التعليمي الذي يعد خريجاً متميزاً في بيئة تعليمية محفزة من خلال برامجها ذات الجودة الأكاديمية وهيئة تدريسية تمتلك كفاءات علمية سيكون لها دور كبير في خدمة المجتمع بجنوب شرق آسيا وهو الذي يسعى إلية هذا المجتمع لتحقيق مبادئ الدين الإسلامي القائم على الوسطية الشرعية والاعتدال الواعي. 

 

وأردف حذيفة قائلاً: فهرعت للتسجيل بتلك الجامعة وبعد تلقي العلوم الشرعية والقانونية والإنسانية بها وجدت خلال سنوات الدراسة عند تواصلي مع الأقارب وأهالي أندونيسيا بأن الجامعة ذاع صيتها في شرق آسيا وتوافد الطلاب لها سنوياً بأعداد كبيرة حتى أيقنت أن تأثيرها العلمي والشرعي يعود إلى تعريف الأمة وأفراد المجتمع بالهوية الإسلامية ومعاني الانتماء الحقيقي لمذهب أهل السنة والجماعة وغرس الاعتزاز به ، ونشر منهج مدرسة علماء حضرموت في أصقاع بلدان العالم الإسلامي. 

 

طموح الجامعة في خدمة الأمة

وفي مقابلة تعريفية بالجامعة على أثير إذاعة سيئون في ١٦ من يوليو لعام ٢٠٢١م أكد نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب د. عبدالله عبدالقادر العيدروس بأن الجامعة تطمح بأن تكون مساهمة إيجابياً في خدمة الأمة الإسلامية والإنسانية ليتجه الإنسان في تسخير العلم والمنجز الحضاري الإنساني في تحقيق ترسيخ قيم الأخوة والتسامح ، وجعل العلم قاسماً مشتركاً وأداة في بناء مجتمع إنساني متماسكاً يستخدم المنجز العلمي في تعزيز القيم الحضارية والإنسانية لا يستخدمها في هدم القيم وتحويل الإنسان إلى سلعة أو تحويل العلاقات الإنسانية إلى منفعة أو تجرد الإنسان عن رسالته السامية. 

 

وفي ذات السياق أشار د. العيدروس بأن الجامعة تعتمد في دراستها على ثلاثة أسس في نهجها العلمي والأكاديمي والتي تنبثق من مدرسة علماء حضرموت وهي (العلم والتربية السلوكية والدعوة الى الله على الأصول والثوابت الشرعية) بالإضافة إلى غرس القيم والأخلاق والآداب السلوكية، وتأهيل طلبة العلم لدراسة المسائل المعاصرة وايجاد الحلول المتوافقة مع أحكام الشريعة الغراء في القضايا المستجدة.

 

النظرة المستقبلية للجامعة

 

تطمح الجامعة خلال الخمس السنوات القادمة بإفتتاح كلية الدراسات العربية والإسلامية بالعاصمة عدن بمديرية المنصورة بإتجاه العريش برباط في رباط المشهور ، بالإضافة إلى إفتتاح العديد من الكليات بوادي حضرموت وهي ( كلية العلوم الإدارية  ،  وكلية التقنات الزراعية) لاسيما افتتاح التعليم عن بُعد ( التعليم الغير مباشر ) والذي سيعطي للجامعة رقماً إضافياً في النقلة التعليمية الأكاديمية.

تصعيد غير مسبوق في لبنان قبيل إعلان محتمل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله


محمد بن سلمان: ميزانية 2025 تعزز قوة الاقتصاد السعودي وتفتح آفاقاً جديدة للنمو


اجتماع رباعي يبحث أزمة السودان: دعوات لوقف إطلاق النار وتعزيز الاستجابة الإنسانية


الإمارات تواجه زيادة حادة في الهجمات السيبرانية وهجمات الفدية في 2024