تحليلات
تغطية مصورة لعملية سهام الشرق..
أنصار الشريعة.. ما لا تعرفه عن معقل القاعدة في وادي عومران بأبين؟
جانب من التفجيرات الإرهابية لعناصر انصار الشريعة في أبين - اليوم الثامن
تخوض القوات الجنوبية (المشتركة) عملية عسكرية في وادي عومران المعقل الرئيس لتنظيم القاعدة "أنصار الشريعة" في الجزيرة العربية، الأمر الذي يبدو ان العمليات العسكرية قد تأخذ وقت أطول لاستعادة أهم معقل للتنظيم الإرهابي.
وقال مصدر عسكري ميداني إن "القوات المسلحة الجنوبية تمضي بكل عزيمة وإصرار لاجتثاث ما تبقى من جذور الإرهاب الذي بات يهدد استقرار الجنوب".. مشيرا الى ان القوات الجنوبية لا تزال تحقق العديد من المكاسب الميدانية".
وأكد المصدر إن جملا قتل اثر قيام عناصر تنظيم القاعدة بتفخيخه بعبوات ناسفة ألصقت بظهر وأقدام الجمل، قبل ان يتم تفجيرها بواسطة جهاز تحكم عن بعد.. معبرا عن أسفه حيال استخدام الحيوانات في الصراع المسلح.
وتحاول القوات الجنوبية اقتحام معقل تنظيم انصار الشريعة في وادي عومران، يتخذ التنظيم من الوادي معسكرا رئيسيا كبيرا، يضم مستشفى وملحقاته إضافة الى مساكن لعناصر التنظيم اغلبهم يمنيون وبينهم أجانب.
استبق التنظيم في استراتيجيته لمواجهة القوات الجنوبية، على زرع العبوات الناسفة والالغام الأرضية وتفخيخ الأرض لعرقلة تقدم القوات الجنوبية، فيما أكد مصدر عسكري إن عناصر أجنبية انسحبت من الوادي صوب محافظتي البيضاء ومأرب، فيما تتمترس بعض العناصر في الوادي وترفض الانسحاب.
يعتمد التنظيم في معركته الأخيرة في الجنوب على تحالفاته مع الحوثيين الذين تشير مصادر يمنية الى ان تنظيم القاعدة حصل على عبوات ناسفة والغام أرضية تم تطويرها في اليمن من قبل خبراء أجانب، وهو ما تفسره الهدنة الطويلة للتنظيم في مواجهة الحوثيين، على الرغم من انه قاتل إلى جانب قوات الرئيس اليمني المتنحي عبدربه منصور هادي، المتحالف مع الإخوان في مواجهة الأذرع الإيرانية في اليمن.
ويستند التنظيم إعلاميا على موقف اخوان اليمن الرافض لعملية مكافحة الإرهاب، حيث تقول قنوات إخوانية ان عملية سهام الشرق تستهدف من وصفتها بالقوات الحكومية، الأمر الذي اثار سخطا لدى قيادات عسكرية ميدانية أبدت استغرابها في ان يتم وصف تنظيم القاعدة الذي اختطف مطلع العام الجاري عناصر قيادية في التنظيم
وقال الصحافي محمد الحنشي إن وادي عومران هو المعسكر الأولى للتنظيم منذ سنوات طويلة والدعم الذي تحصلت عليه القاعدة في العامين الماضيين كبير وكبير جداً وهو مركز القيادة وأهم معسكر ربما في الجنوب ومن الطبيعي ان تكون المعركة معركة حياة او موت بالنسبة لهم.
ويتخذ التنظيم من وادي عومران مركزا قياديا واعلاميا وفيه مشفى ضخم يضم أطباء أجانب، بالإضافة الى وجود مركز اعلامي كبير يتم من خلاله تصوير وإنتاج الكثير من الانتاجات المرئية للتنظيم.
وخسارة التنظيم لهذا الموقع الاستراتيجي يعني خسارة لكل الجنوب، الأمر الذي يقول مصدر عسكري إن عملية تحرير وادي عومران يمثل أهمية استراتيجية ولا يمكن التراجع عن استعادته مهما كلف ذلك من ثمن.
وشهدت عمليات القاعدة نشاطا مكثفا منذ إقالة الجنرال من منصبه كنائب للرئيس في أبريل الماضي، وكان 11 من الإرهابيين قد تم تهريبهم من أحد السجون في حضرموت بعد يومين فقط من إقالة علي محسن، لينشط بعد ذلك تنظيم القاعدة عبر تنفيذ العديد من الهجمات الإرهابية وتصاعدت العمليات مؤخرا بعد معارك شبوة وعودت القوات الأمنية إلى زنجبار أبين.
وكانت قوات العمالقة الجنوبية ودفاع شبوة قد سيطرت في أغسطس الماضي بالكامل على مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، عقب معالجة عنيفة مع مختلف التشكيلات الإخوانية بالمحافظة التي تمردت على قرارات مجلس القيادة الرئاسي، ما دفع محافظ شبوة عوض بن الوزير لإعلان عملية عسكرية لسحق التمرد، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وإحراق العشرات من أطقم المتمردين واستعادة سلاح الدولة من معسكراتهم.
وحققت عملية "سهام الشرق" التي أطلقتها القوات المسلحة الجنوبية مطلع شهر أغسطس الماضي وفقا لتوجيهات الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، نائب مجلس القيادة الرئاسي هدفها في الانتشار الأمني بمعظم مديريات محافظة أبين وتأمينها ونجحت العملية في ترسيخ مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي من خلال إنهاء حالة الانقسام بين عدد من المعسكرات والألوية العسكرية والأمنية في المحافظة، ووسط ترحيب وارتياح شعبي واسع بين صفوف المواطنين في أبين الذي بدورهم أكدوا على مساندتهم لهذه العملية العسكرية لتأمين أرضهم وتخليصها من الإرهاب الجاثم على أرضها منذ احتلال الجنوب بصيف 1994م.
وكانت عناصر تنظيم القاعدة قد شنت هجوم إرهابي ضد قوات الحزام الأمني في أبين تسبب بمقتل 21 من أفراد الحزام، ومصرع ستة على الأقل من الإرهابيين. الهجوم جاء بعد يوم واحد من هجوم مشابه استهدف قوات دفاع شبوة، ما ينبئ بتزايد الأعمال الإرهابية في محافظات الجنوب، والذي يستهدف القوات المسلحة الجنوبية.