قضايا وحريات
طائفية الحوثيين وخيانة الإخوان..
مأساة حجور اليمنية.. كيف أجهض الإخوان ثورة القبائل ضد الحوثي؟
في بداية تأسيس المنطقة العسكرية الخامسة شكل أبناء حجور جزءا مهما من قوام هذه القوات ولأن أغلبهم غير مؤدلجين أو تابعين للإصلاح فقد كان تواجدهم يشكل هاجسا مخيفا لقيادة المنطقة خاصة وأنهم بدأوا منذ منتصف العام 2016 بالاحتجاج والانتفاضة من حين لآخر ضد قيادة المنطقة وعبثها وسوء ادارتها للحرب، وسرعان ما صدرت الأوامر بترحيل كل من يعترض أو يطالب بالتقدم نحو جبال حجور القريبة، وبالفعل تم ترحيل المئات منهم إلى مأرب واستبدالهم بمقاتلين من محافظات أخرى
وفي 2018 حقق العميد محمد الحجوري، بلواء واحد من القوات الخاصة، اختراقا مهما في حرض وسيطر على سلسلة جبلية واسعة ليقترب من قبيلته التي ظلت خارج سيطرة الحوثي منذ تحقيقها أول انتصار ضد الجماعة في 2012، الأمر الذي أثار غضب الإصلاح وعلي محسن الأحمر، فأي انتصار يتحقق في هذه المنطقة يعني ببساطة كشف لعبتهم التي ظلت تراوح مكانها عند الحدود السعودية اليمنية
ولم يمض وقت طويل حتى تمكنوا من إجهاض الحلم باختراق اللواء واضعافه واعادته إلى التبعية للمنطقة النائمة بعد تغييب قائده الشجاع خلف السجون والإقامة الجبرية في مأرب وتصفيته أخيرا.
معركة الكرامة في حجور
حتى تاريخ 2019 ظلت قبائل حجور بعيدة عن التبعية المطلقة للحوثي أو الإصلاح منذ أول انتصار حققته على مليشيا الحوثي في 2012 حيث وقعت الجماعة اتفاق صلح مع القبائل آنذاك، بعد عجزها عن اجتياح مناطقهم، يسمح لها بالمرور فقط من الطريق العام دون التمركز أو البقاء في المنطقة.
لكن هذا الوضع لم يرق
طوال شهرين من الحرب كان علي محسن والإصلاح يضعون أمام القبائل خياران انتهازيان: القبول برئيس فرع إصلاح حجور كقائد للمقاومة ليتم مساندتهم وتحريك ألوية الخامسة التي تبعد عن حدود المعركة 20 كيلو مترا، أو الإبقاء على قائدهم الشيخ المؤتمري السلفي أبو مسلم الزعكري، وبالتالي تخلي قوات الخامسة والشرعية عنهم..
وحينها رأى رجال القبائل أن الإصلاح يستغل حاجتهم لاخضاعهم لسيطرته وكسر إرادتهم بارغامهم على التراجع عن قرار اتخذوه، لذلك تساوى في نظرهم الانتصار المشروط برغبات الإصلاح بالهزيمة على يد الحوثي حيث يتمثل الطرفان الهدف ذاته وهو إضعاف القبائل وكسر هيبتها.
وبعد الكثير من الدماء والخديعة، حقق الحوثي رغبته بتأمين ظهره، وحقق الإصلاح رغبات عدة، منها نقل قياداته والكثير من اتباعه هناك إلى مأرب، بوساطة قطرية.
بالإضافة إلى إسكات كل المطالبين للمنطقة الخامسة بالتحرك إلى مناطق حجور المجاورة لها، فقد أضحت جزءا من أملاك الحوثي ولم يعد القائد أبو مسلم ورفاقه هناك بعد أن قاتلوا ببسالة حتى الطلقة الأخيرة.
خديعة قيادة الخامسة للقبائل..
في حديثه لليوم الثامن يورد الشيخ أبو مقدام الحجوري احداثا ووقائع توضح كيف عملت قيادة المنطقة العسكرية الخامسة على خديعة أبناء القبائل بعد أن أوهمتهم بالوقوف إلى جانبهم..
ويضيف: في الوقت الذي كانت فيه القوى السياسية والحزبية في صنعاء يمدون أيديهم لمصافحة الحوثيين واسترضائهم نهاية عام 2011 وبداية 2012 كانت قبائل حجور تخوض معارك ضارية لمنع تقدم مليشيات الحوثي تجاه مناطق حجور وبذلك حمت الجمهورية، استمرت تلك المواجهات قرابة 9 اشهر وانتهت بالصلح، خسرت خلالها قبائل حجور خيرت أبطالها وشبابها.
وبعد اجتياح الحوثيين في 2014 للعاصمة صنعاء ولمدن اليمن ظلت مناطق ومديريات حجور محررة حتى اجتاحها الحوثيين مطلع عام 2019 وما كانت حجور لتسقط لولا تخاذل وخيانة السلطة المحلية بمحافظة حجة والمنطقة العسكرية الخامسة التي وعدت وكذبت بالالتحام بقبائل حجور والتحرك لفك الحصار عنها.
وقبل وقت وجيز من بداية إندلاع حرب حجور مطلع 2019 لم يسلم الشهيد البطل العميد/ محمد الحجوري قائد محور حرض قائد اللواء الأول قوات خاصة من تآمر الإخوان وعلى رأسهم قيادة المنطقة العسكرية الخامسة والسلطة المحلية بمحافظة حجة، حيث كان يسارع الخطى للوصول إلى حجور قبل سقوطها بيد الحوثيين وقطع مسافة طويلة من الحدود السعودية وطوق مديرية حرض من الشرق ووصل إلى مثلث عاهم ، ورغم ذلك لم يتركوه وشأنه بل تآمروا عليه واوقفوه عن عمله وبعدها سحبوا قواته للخلف لأكثر من 35 كيلو ، وساعدهم في ذلك قائد كبير في قوة جيزان السعودية.
ويواصل حديثه متأسفا: سقطت حجور بيد الحوثيين واعتقل مشائخها ورموزها وقائدها البطل أبو مسلم الزعكري ونكلت المليشيات الحوثية بحجور أشد تنكيل وفرت المئات من الأسر واعتمد التحالف مرتبات لأسر الشهداء والجرحى والمعتقلين، وهنا برزت قيادة المنطقة الخامسة والسلطة المحلية بمحافظة حجه لتستولي على ملف قضية حجور وتتلاعب به وتغالط التحالف بإضافة الأسماء الوهمية لتسترزق على حساب قضية حجور.
ولم تكتفي المنطقة العسكرية الخامسة والسلطة المحلية بمحافظة حجه بما فعلته بحجور وبرموزها الذين يقبعون في سجون المليشيات الحوثية من مطلع 2019 وحتى اليوم ، إذ لم يقدم لهم أي عون أو مطالبة بالتبادل في ظل تشفي يظهر مدى الحقد الدفين لدى هؤلاء ، بل ذهبوا إلى التسلط والاستغلال والاستحواذ على مستحقات أسر الشهداء والجرحى والمعتقلين ومصادرة ونهب تلك المستحقات يتزعم تلك العصابة المدعو/ عصام الشبيبي مدير مكتب قائد المنطقة العسكرية الخامسة ورئيس الشعبة المالية الذي صدر تعيينه بتكليف مباشر من مكتب محمد اليدومي رئيس حزب الإصلاح.
وبعد سقوط حجور بأيدي الحوثيين تجمع العديد من أبطال حجور الشرفاء الذين نجوا من بطش المليشيات وكونوا لواء الفرسان بالحدود وقاده الشيخ العميد/ زيد الحجوري ، وما لبث أن بدأت تآمرات الإخوان تناله وتم عزل قائده وترحيل معظم منتسبي اللواء إلى مارب ، وهناك لقوا مضايقات من تيار الإخوان فيما يسمى سلطة إقليم تهامة في مأرب بقيادة المرشد الإخواني مهدي الهاتف ومحمد يعقوب وحبس واعتقل البعض وفر البعض إلى الساحل الغربي ومناطق أخرى ، واضطر آخرين إلى العودة لموطن حجور المحتل من قبل المليشيات الحوثية.
مأساة إنسانية
تسببت الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي ضد قبائل حجور بنحو 1400 شهيد من أبناء القبائل المدافعين عن قراهم وجرح وتشريد الآلاف يقيم أغلبهم في مخيمات النازحين بمدينة مأرب في ظل أوضاع معيشية صعبة ببنما تحولت قراهم إلى ثكنات عسكرية للحوثيين وحقول ألغام.
ورغم المعاناة الإنسانية التي ألحقتها الحرب بأبناء قبائل حجور إلا أن السلطة المحلية التابعة للإخوان والمنطقة العسكرية الخامسة ما زالت تستثمر هذه المعاناة تارة لجلب الدعم إلى حسابات قياداتها وتارة بابتزاز جرحى الحرب من أبناء القبيلة ونهب رواتبهم.
ولا زال مئات الجرحى وأسر الشهداء يطالبون قيادة الخامسة بدفع رواتبهم المتوقفة منذ العام الماضي متهمين قائد المنطقة ورئيس مكتبه بنهبها.
وأصدر عدد من وجهاء ومشائخ حجور الأسبوع الماضي بيانا نددوا فيه بما يتعرض له أبناء القبيلة من مصادرة ونهب لحقوقهم بعد التخلي عنهم وتسليمهم لقمة سائغة للحوثيين.
كما طالبوا مجلس القيادة الرئاسي بإنصافهم ووضع حد لتعسفات قيادة المنطقة العسكرية الخامسة التي طالت الجرحى والأسرى من أبناء القبائل المسجلين في كشوفات الرواتب.
كما دعى البيان الإعلاميين والصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان وكل أصحاب الكلمة والرأي إلى الوقوف بجانب شهداء وجرحى حجور ومناصرتهم حتى انتزاع كامل حقوقهم من مغتصبيها وإنصافهم ورد الاعتبار لتضحياتهم.