أنشطة وقضايا
تغطية حصرية لاحتجاجات إيران..
شبكة إيران إنترناشيونال الإعلامية تثير جنون الملالي.. السعودية هي المسؤولة
الشبكة الإعلامية تعلن أنها ستشتكي حكومة إيران من خلال المؤسسات الدولية.
تصاعد غضب النظام الايراني ضد شبكة “إيران إنترناشيونال” الإعلامية التي تنقل للعالم تغطية حصرية لاحتجاجات الإيرانيين أساسها مقاطع الفيديو التي يرسلها لها الإيرانيون أولا بأول.
وأفردت وسائل الإعلام الإيرانية التابعة للنظام مقالات صحافية احتوت تحليلات وآراء خبراء زعموا أن “الشبكة تمول وتدار من السعودية”. وقالت وكالة الانباء الإيرانية “إيرنا”، “تزعم إيران إنترناشيونال، التي تغطي وتحلل الأخبار المتعلقة بإيران بتكلفة عالية، ودون أي إعلانات، أنها وسيلة إعلام مستقلة. لكن هل هذا صحيح؟”، ونشرت تحليلات خلصت بموجبها أن الشبكة تدار من السعودية.
وقالت وكالة أنباء “فارس” في مقال عنوانه “إيران إنترناشيونال وحلم تقسيم إيران”، إنه “في السنوات الأخيرة، استغل الإعلام السعودي الذي يحمل اسم إيران كل جهوده لزيادة الاستياء والضغط على الناس وتقسيم إيران”.
وكان لافتا أن موقع إذاعة “فاردا”، الممول من الولايات المتحدة، انتقد بدوره الشبكة الإعلامية ونقل آراء خبراء ومحللين اعتبروا أن هذه الشبكة السعودية تسعى لمصادرة احتجاجات الشعب الإيراني وتحويل مطالبهم المدنية إلى مطالب إستراتيجية تخدم مصلحة السعودية.
وقال المقال “في الأيام والأسابيع الأخيرة، وبسبب بعض الاضطرابات في إيران، رأينا كيف أن إحدى وسائل الإعلام المعارضة المزعومة، التي تمولها الحكومة السعودية قد استخدمت كل جهودها لصب البنزين على الحريق”.
الإعلام الإيراني المقرب من المرشد اتهم السعودية وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان بالتحريض على "أعمال الشغب"
ونقل “فاردا” عن محلل الشؤون الدولية رضا نصري أن “شبكة إيران إنترناشيونال تسعى لمصادرة احتجاجات الشعب الإيراني وتحويل مطالبه المدنية إلى مطالب إستراتيجية للسعودية، على أن يكون أداؤها من القضايا المهمة في أجندة المفاوضات بين طهران والرياض”.
وقال نصري “إن تقديم شكوى إلى هيئة الاتصالات البريطانية (أوفكوم) هو بالتأكيد حل لأن الشبكة تبث من بريطانيا. لكنه حل يمكن لجميع المواطنين والمستخدمين الذين يلاحظون انتهاكات من قبل شبكة إيران الدولية أن يلجأوا إليه، ولا يقتصر على الحكومة الإيرانية”. وأضاف “حتى مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي يمكنهم لفت انتباه هذه المنظمة إلى انتهاكات شبكة إيران إنترناشيونال من خلال حملات مكثفة، لكن على الحكومة البحث عن حلول أساسية أكثر”.
واعتبر محلل الشؤون الدولية أن أحد هذه الحلول هو حل المشكلة بطريقة جذرية مع حكومة المملكة العربية السعودية. وتابع “شبكة إيران إنترناشيونال – من خلال الترويج للانفصالية والتحريض على العنف وإعطاء منصات للمنظمات الإرهابية ونشر أخبار كاذبة – تهدد الأمن الداخلي وسلامة الأراضي والسيادة الوطنية وحتى الصحة العقلية للمجتمع الإيراني. وبما أن هذه الشبكة تابعة لحكومة المملكة العربية السعودية، فإن أداء هذه الشبكة يجب أن يكون من القضايا المهمة على أجندة المفاوضات بين طهران والرياض”، مؤكدا أن “تغيير طبيعة هذه الشبكة يجب أن يكون أحد الأولويات أو حتى شرط مسبق لتطبيع العلاقات بين البلدين.”
من جانبه، وردًا على تغطية شبكة “إيران إنترناشيونال” للاحتجاجات الجارية في المدن الإيرانية، طالب عضو البرلمان الإيراني محمد تقي نقد علي وزارة الخارجية والقضاء الإيراني بمقاضاة القناة وقال “حتى لا يظنوا أنه لا يوجد من يحاسبهم، فالنظام الذي يحظى بدعم الشعب لن يمر دون أن يحاسبهم على أفعالهم”.
وفي إشارة إلى وجود المكتب الرئيسي لشبكة إيران إنترناشونيال في بريطانيا، قال نقد علي “فيما يتعلق بالصلاحيات القانونية أوفكوم، يجب استخدام هذه الصفة القانونية من قبل وزارة الخارجية والقضاء”.
يذكر أنه في ديسمبر 2018 أعلنت وزارة الإعلام الإيرانية مصادرة ممتلكات موظفي “إيران إنترناشيونال” في إيران وهددتهم بملاحقات دولية بحقهم.
ووصف الإعلان أنشطة شبكة “إيران إنترناشيونال” وموظفيها بأنها نموذج للتعاون مع “أعداء الجمهورية الإسلامية” و”الإرهابيين” واتهم هذه الشبكة بـ”التحريض” و”تضخيم الأزمة في مناطق مختلفة” من إيران.
وبالتزامن مع الإجراءات التي اتخذها القضاء ووزارة الإعلام ضد إيران الدولية، تعرضت عائلات مجموعة الصحافيين في الشبكة إلى مضايقات من قبل وزارة الإعلام في إيران.
ومن جانبها، أعلنت شبكة “إيران إنترناشيونال” أنها ستشتكي حكومة إيران من خلال المؤسسات الدولية.
وتسلط الانتقادات الإيرانية الضوء على ”إزدواجية فجة” للنظام الإيراني الذي يمتلك ترسانة إعلامية ضخمة موجهة للمشاهد العربي تندرج ضمن المنظومة الإعلامية للمحور الولائي، نسبة إلى الولي الفقيه في إيران وتبث موادا مكثفة تخص قضايا البلدان العربية، تسوق وجهة النظر الإيرانية وتنشر الفوضى وتحرض على الأنظمة العربية.
يذكر أن حساب المرشد الإيراني علي خامنئي غرد الأسبوع الماضي متهما ما أسماه “وسائل إعلام العملاء ومنها السعودية” بدعم من يسميهم مثيري الشغب. وكتب:
من جانبها اتهمت صحيفة “كيهان” الإيرانية الحكومية، في عددها الصادر الأحد التاسع من أكتوبر الحالي، السعودية وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان بالتحريض على “أعمال الشغب” في إيران، في إشارة إلى الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ السابع عشر من الشهر الماضي، إثر وفاة الشابة مهسا أميني.
ووجه مدير الصحيفة حسين شريعتمداري في مقال في صحيفة “كيهان” المقربة من المرشد تهديدات لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. ودعا إلى تلقين الأمير محمد بن سلمان “درساً صعباً”، قائلاً إن “عليه أن يعلم أنه يعيش في قصر زجاجي”، مضيفاً أن استهدافه “ممكن بسهولة”.
واتهم مدير تحرير الصحيفة الحكومات الأميركية والبريطانية والفرنسية والإسرائيلية و”حكام السعودية” بـ”ارتكاب جرائم” ضد إيران، مطالباً باستهداف “مواطن الضعف الحساسة” لهذه الأطراف.
غير أن شريعتمداري ركز على السعودية ”التي توظف جميع قدراتها الإعلامية لإثارة الشغب وتدفع مستحقات العناصر الرئيسية للشغب بالريال والدولار وتنتج الأخبار الكاذبة وتدرب المشاغبين على صنع القنابل اليدوية”، وقال إن “الوقت قد حان لمحاسبتها”.
وتابع أن “السعودية لديها مواطن ضعف كثيرة تتوقف عليها حياتها”، في إشارة إلى المنشآت النفطية.
ولا يعد تحريض شريعتمداري البالغ من العمر نحو 72 عاما، من المقربين إلى المرشد الأعلى الإيراني جديدا، بل هو امتداد لسلسلة من تصريحاته التي لا يكف فيها عن دفع الإرهابيين لاستهداف الدول الخليجية.
وكانت صحيفة “آفتاب يزد” أشارت في تقرير لها إلى تراجع شعبية مؤسسة الإعلام الإيرانية بشكل كبير وحاولت طرح عدد من الأسباب الكامنة وراء ذلك وخلصت إلى وجود عدة أسباب، منها عدم مواكبة الأحداث بشكل سريع، لاسيما وأن المواطن أصبح يصل إلى المعلومة بسرعة كبيرة عبر العالم الافتراضي، وكذلك التغطية المنحازة وأحادية الصوت ونشر الاعترافات القسرية للمتهمين وغير ذلك من الأسباب والعوامل التي جعلت وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية خارج إيران تتفوق على الإعلام الإيراني بشكل ملحوظ.
ونقلت الصحيفة كلام الناشط السياسي الإصلاحي عباس عبدي الذي قال إنه لا يشاهد الأخبار من التلفزيون الإيراني لأن مؤسسة الإعلام الإيرانية الرسمية لا تنشر أخبارا أساسا وإنما تنشر بروباغندا وما تريد أن يسمعه المواطن.