تحليلات
"تقارير دولية تؤكد تورط أذرع إيران في أداة شبكات تهريب"..
وفد سعودي يصل صنعاء والرياض تطالب بتصنيف الحوثيين على قوائم الإرهاب
ووفدا المملكة العربية السعودية مع قيادات من ميليشيات الحوثي في العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة الأذرع الإيرانية - أرشيف
قالت السعودية، إنها ستستمر في دعم الجهود الدولية لإحلال السلام في اليمن، مشددة على حقها في الدفاع عن نفسها ضد المليشيا الحوثية، مطالبة بتصنيفها جماعة إرهابية، فيما زار وفد من الرياض العاصمة اليمنية صنعاء للقاء الحوثيين بشأن بحث قضايا أسرى الحرب..
ووفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية فقد طالب مندوب المملكة لدى جلسة مجلس الأمن الدولي المنعقدة الخميس حول الأوضاع في اليمن، عبدالعزيز بن محمد الواصل كلمة أكد فيهخا أن الحوثيين رفضوا في 2 أكتوبر(تشرين الأول) مقترحات المبعوث الخاص للأمين العام لتمديد الهدنة في اليمن، وأن المجلس "لأول مرةٍ يصدر بياناً شديد اللهجة الأسبوع الماضي، يحمل جماعة الحوثي بكل وضوح مسؤولية إعاقة عملية التوصل إلى اتفاق تمديد الهدنة".
ولفت السفير الواصل إلى أن الحوثيين رفضوا مقترحات الهدنة، المتمثلة في المحافظة على وقف العمليات العسكرية، والموافقة على زيادة عدد رحلات الطيران التجارية، وإيداع إيرادات سفن المشتقات النفطية إلى الحديدة في حساب مشترك لصرف رواتب المدنيين، وفتح الطرق المؤدية إلى تعز وباقي المناطق الخاضعة للمليشيات لأغراض إنسانية
وأردف السفير أن على المجتمع الدولي بعد الموقف الحوثي الرافض للهدنة والتوصل إلى حل سلمي، أن "يعيد النظر في تلك الجماعة المتطرفة التي تختطف مستقبل اليمن بأسره" وأنه حان الوقت لتصنيف تلك المليشيا الحوثية مجموعة إرهابية، ومقاطعتها وتجفيف منابع تمويلها".
وقال التحالف بقيادة السعودية في اليمن في بيان يوم الأربعاء إن وفدين من التحالف وحركة الحوثي المتحالفة مع إيران تبادلا زيارة الأسرى في إطار مبادرة حسن نوايا وجهود لبناء الثقة بهدف تمديد الهدنة في اليمن.
ونقل البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن العميد ركن تركي المالكي المتحدث باسم قوات التحالف "هذه الزيارة ذات الطابع الإنساني تعنى بملف الأسرى كحالة إنسانية بحته، كما أنها تأتي كإحدى مكاسب الهدنة والسعي لتمديدها".
من جانبها قالت منصات يمنية إن وفدي التحالف العربي ومليشيا الحوثي الانقلابية، انهيا السبت، عملية الزيارة المتبادلة للأسرى لدى الطرفين، ضمن اتفاق تبادل الأسرى الذي ترعاه الأمم المتحدة.
وقال القيادي الحوثي والمسؤول عن ملف الأسرى عبد القادر المرتضى، اليوم، في تغريدة على حسابه في تويتر، “ودعنا الفريق السعودي الزائر لصنعاء، فيما استقبلنا فريقنا الوطني الذي قام بزيارة أسرانا في السعودية”.
كما أوضح، أن كل وفد منهما اطلع على أحوال الأسرى لدى الطرف الآخر، خلال الزيارة التي استغرقت نحو أربعة أيام.
وذكر، أنه جرى خلال الزيارات المتبادلة، الاطمئنان على الأسرى وتصحيح وتنقيح قوائم الأسماء المختلف عليها بين الجانبين.
وأضاف: “نأمل حل بقية الاشكاليات قريبا والوصول إلى تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى”.
وتمثلت مهمة الوفدين، وفقا للمرتضى، في الاطلاع على أحوال الأسرى والتحقق من قوائم الكشوفات وتنقيحها ومطابقتها على الواقع. حسب الآلية المتفق عليها مع الأمم المتحدة في مشاورات العاصمة الأردنية عمّان.
وبحسب المالكي، فإن تبادل الزيارة جاء كمبادرة حسن نوايا لمعرفة وضع الأسرى لدى الطرفين. وضمن جهود بناء الثقة لتمديد الهدنة في اليمن. التي رفضت مليشيا الحوثي تجديدها في الثاني من أكتوبر الجاري.
من ناحية أخرى، كشف وكالة أخبار دولية، عن ارتباط قيادات في مليشيا الحوثي، سرا بشبكات وعصابات تهريب الأدوية إلى اليمن، والتي أودت مؤخرا بحياة نحو 20 طفلا من مرضى سرطان الدم بعد حقنهم بعقار مهرب ملوث في أحد مشافي مدينة صنعاء.
ونقلت وكالة “أسوشيتيد برس“، عن مصادر طبية في صنعاء قولهم: إن مسؤولين حوثيين يعملون سرا بالشراكة مع مهربي الأدوية. الذين يبيعون في كثير من الأحيان أدوية منتهية الصلاحية لعيادات خاصة من مخازن منتشرة في جميع أنحاء البلاد.
وتأتي هذه التصريحات، غداة اعتراف مليشيا الحوثي بوفاة عشرة أطفال من المصابين بسرطان الدم. جرى حقنهم بعقار مهرب مصنع في الهند، يعرف بـ “ميثوتركسيت”، في مستشفى الكويت بصنعاء.
وأوضحت المصادر الطبية، أن الحوثيين بارتباطهم بشبكات وعصابات تهريب الأدوية، “يحدون من توافر العلاجات الآمنة”.
ونقلت الوكالة الأمريكية عن والد أحد الأطفال المتوفين، قوله: إن “أسوأ شيء هو أن إدارة المستشفى حاولت إخفاء الحقيقة عنا”.
في السياق، نقلت وكالة فرانس برس، أمس الجمعة، عن مصدر طبي مسؤول في صنعاء رفض الكشف عن هويته خوفا من الملاحقة، قوله: إنّ الدواء كان منتهي الصلاحية، وإنّ الأطفال توفوا “اثر الحقن مباشرة”.
وأوضح المصدر، أن عدد الوفيات قد يكون أعلى مما أعلنت عنه السلطات نظرا لوجود “50 طفلا في الوحدة ذاتها”. أي في (مستشفى الكويت).
ونقلت الوكالة الفرنسة عن والدة أحد الأطفال قولها، إنّ الحقنة التي اعطيت لابنها (8 سنوات) “كانت الأولى في علاجه بعدما اكتشفنا مرضه”.
وأضافت: “أُصيب بآلام مختلفة، فطلب طبيب حقنه بالمهدّئات. لكن آلامه اشتدت وفقد وعيه ثم توفي. لا استطيع تخيل حياتي بدونه ولا أعرف سبب ما حدث. لكني سمعت الأطباء يتحدثون عن تلوث فيروسي في الجرعة التي أعطيت له ولبقية الاطفال”.
تستورد الحكومة المعترف بها الأدوية من الخارج لكن عملية نقلها لمناطق الحوثيين تتطلب وقتا طويلا بانتظار الحصول على موافقات من الطرفين. أما الأدوية التي تُستورد مباشرة إلى مناطق الحوثيين، فإنّها تصل عبر سفن تخضع للتفتيش من قبل التحالف العسكري بقيادة السعودية في مياه البحر، وغالبا ما تكون أسعارها مرتفعة جدا. وفق فرانس برس.
والخميس الماضي، أعلنت وزارة الصحة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، عن وفاة نحو عشرة أطفال من أصل 19 آخرين حقنوا بالدواء. وتتراوح أعمارهم بين 3 و15 سنة.
وأوضحت في بيان صادر عنها، أن الأطفال “تعرّضوا لمضاعفات إثر تلقيهم دواء تم تهريبه إلى صيدلية خاصة”.
وأضافت أن طفلا واحد مازال في حالة حرجة للغاية، وثمانية أطفال يعانون من مضاعفات خفيفة، ويتلقون الرعاية في العناية المركزة.
وذكرت، أن التحقيقات الجارية، أفضت إلى “اكتشاف تلوث بكتيري في عبوات الدواء المستخدم”.
فيما تحاول مليشيا الحوثي التهرب من مسؤوليتها في هذه الجريمة، حاولت إلقاء اللائمة على الأسر. التي قالت إنها هي من اشترت العلاج من إحدى الصيدليات في شارع الزبيري. غير أن العديد من المصادر المتطابقة تؤكد أن الدواء الذي حقن به نحو 50 طفلا من مرضى سرطان الدم، منتهي الصلاحية. وجرى صرفه عبر “مؤسسة بلدنا للإغاثة والتنمية”، و”صندوق مكافحة السرطان”. وهما من الكيانات التابعة للحوثيين، التي أنشئتها المليشيا للاستحواذ على المساعدات الإغاثية والإنسانية.
كما تحاول المليشيا الحوثية، باستغلال معاناة الأطفال الضحايا وأسرهم كورقة ابتزاز. واستهتار بحياة السكان، بإرجاع السبب إلى “الحصار” وإجراءات التحالف العربي التي يتبعها في فرض قيود على المنافذ البحرية والجوية، تنفيذا لقرارات الأمم المتحدة في مراقبة تدفق الأسلحة المهربة للمليشيا منعها.