تقارير وتحليلات
"عبوات ناسفة وإلغام أرضية وطائرات مسيرة"..
الجنوب المحرر .. كيف أصبح هدفاً مشتركاً للأذرع القطرية والإيرانية في اليمن؟
لم يخض إخوان اليمن – الذراع القطرية في اليمن – أي حرب حقيقية ضد الحوثيين، منذ بدء الحرب في أواخر مارس/ آذار من العام 2015م، فالتنظيم الذي صنف على قوائم الإرهاب السعودية في العام 2014م، وقع اتفاقيات مع الحوثيين، من بينها اتفاق مران والسلم والشراكة، واتفاق أرحب وحرف سفيان، وهي الاتفاقيات التي أوقفت 40 مقاتل من التنظيم كان قد تم اعدادهم لقتال الاذرع الإيرانية.
وعلى مدى سنوات الحرب الـ7 كان الإخوان العامل المساعد والرئيس في إيصال الأسلحة والطائرات المسيرة التي تهرب من الحدود العمانية الجنوبية الخاضعة لسيطرة قوات الإخوان، وفق لتقارير فريق خبراء الأمم المتحدة الذين سبق لهم وأكدوا وجود تنسيق مشترك بين الإخوان والحوثيين في تهريب الأسلحة والممنوعات.
ولم يكتف إخوان اليمن بتسهيل عملية تهريب الممنوعات، فقد سلمت قوات الجيش الوطني في مأرب والجوف، أسلحة التحالف العربي للحوثيين في عملية انسحاب، قال خبراء سعوديون انها كشفت التحالفات الخفيفة بين أذرع الدوحة وطهران.
ومؤخرا قامت السعودية بإجراءات ضد قيادات إخوانية يمنية متورطة بتسليم أسلحة التحالف العربي للحوثيين في الجوف ومأرب وفرضة نهم.
وما عزز تلك الاتهامات هي التحقيقيات والتسريبات الأمنية التي تشير الى ان الحوثيين أطلقوا طائرات مسيرة على ميناء الضبة النفط في حضرموت من مناطق تأكد انها خاضعة للإخوان والحوثيين بالتقاسم، وعلى الرغم من ان السلطات المحلية في المكلا أكدت ان المناطق التي أطلقت منها الطائرات المسيرة تقع بين مأرب والجوف، الا ان الكثير من المصادر الأمنية في وادي حضرموت رجحت ان تكون عملية إطلاق الطائرات المسيرة من قيادة المنطقة العسكرية التابعة للإخوان والمرابطة في وادي وصحراء حضرموت.
وقالت تقارير صحافية إن الهجوم الذي استهدفت ميناء الضبة النفطي بمحافظة حضرموت، الجمعة، كشف عن تحول محافظتي الجوف ومأرب، إلى منصة رئيسة تعتمد عليها ذراع إيران في تنفيذ هجماتها باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.
محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي أكد في تصريحات له عقب الحادثة أن المسيرات التي استهدفت الميناء النفطي أطلقتها مليشيات الحوثي من منطقة تقع بين محافظتي مأرب والجوف، في أحدث هجوم تنفذه المليشيات من هذه المنطقة، حيث نفذت الجماعة عدة هجمات بصواريخ وطيران مُسير انطلاقاً من مأرب والجوف، كان آخرها محاولة استهداف العاصمة الإماراتية أبوظبي بصاروخين بالستيين أواخر يناير الماضي، أعقبه إعلان وزارة الدفاع الإماراتية بأن طائرة F16 تابعة لها دمرت منصة إطلاق صواريخ في محافظة الجوف اليمنية.
وجاء الهجوم الحوثي على الإمارات كردة فعل يائسة على الهزيمة المذلة التي تلقتها مليشياته بطردها من مديريات بيحان في شبوة ومديرية حريب في مأرب على يد قوات العمالقة الجنوبية والمدعومة من الإمارات، بعد 3 أشهر من سقوط هذه المناطق بدون مقاومة تذكر بيد مليشيات الحوثي إثر انسحاب القوات الموالية لجماعة الإخوان.
وهو ذات المشهد الذي حدث في محافظة الجوف في مارس عام 2020م بسقوط عاصمة المحافظة ومديرياتها المحررة بيد مليشيات الحوثي عقب بانسحاب القوات التابعة للشرعية منها بدون مقاومة، رغم ما يمثله الأمر من خسارة عسكرية فادحة لمحافظة تعد رقعة استراتيجية في جغرافيا الصراع في اليمن، فالمحافظة التي تعد من أكبر محافظات اليمن مساحة تتوسط 5 محافظات هامة بدءًا من محافظتي حضرموت ومأرب النفطيتين ومررواً بصنعاء وعمران وانتهاءً بصعدة، بالإضافة إلى شريط طويل من الحدود مع السعودية، وهو ما يفسر تحولها اليوم إلى منصة مثالية لاستهداف حقول النفط وموانئ التصدير وأيضاً كأقرب نقطة لاستهداف دول التحالف.
مكسب لم يكن أن تحصل عليه جماعة الحوثي لولا ثمار التخادم مع جماعة الإخوان والذي تجلت أهم صوره في تسليم الأخيرة محافظة الجوف للأولى، بعد أن تلقت قوات الشرعية هناك أوامر بالانسحاب عبر “اللاسلكي” باعتراف القيادي الإخواني البارز وقائد مقاومة الجوف سابقاً الحسن علي أبكر، الذي حمل المسئولية للمحافظ المعزول مؤخراً، أمين العكيمي، والذي ظهر في صورة تجمعه مع قيادات حوثية من أبناء المحافظة قبل مشهد السقوط بأيام.
وما يعزز من صحة ذلك، هو مشهد الاستعراض المسلح الذي تنفذه حالياً جماعة الإخوان في الجوف قرب الحدود السعودية بمئات المسلحين وعشرات الأطقم رفضاً لقرار إقالة العكيمي، والذي يفضح تواطؤها في تسليم المحافظة للحوثي وتحويلها إلى منصة لأسلحة النظام الإيراني ضد الجنوبيين وجيرانهم.
وفي أبين تحولت مفخخات التنظيمات الإرهابية التي يتعقد انها مرتبطة بجماعة الإخوان في اليمن، إلى حرب ضد المدنيين والعسكريين، وذلك في اعقاب تهديدات اطلقتها تلك الخلايا.
وخلال أسبوع شهدت أبين سلسلة هجمات إرهابية، خلفت ضحايا في صفوف العسكريين والمدنيين، في حين تقول القوات الجنوبية انها تواصل عملية ملاحقة خلايا تنظيم أنصار الشريعة في مودية والمحفد، بعد ان أعلنت القوات انتهاء عملية سهام الشرق التي انطلقت في أغسطس الماضي.
وقال مركز المرجع للدراسات المصري إن الميليشيات الحوثية استهدفت أراضي الجنوب العربي، على مدار الفترات الماضية، بزراعة كميات كبيرة من الألغام في محاولة لإغراق ومحاصرة الجنوب بين براثن ذلك الإرهاب.
كما أن توسع الميليشيات الحوثية الإرهابية في زراعة الألغام في الجنوب، هو محاولة لعرقلة القوات المسلحة الجنوبية عن إكمال جهودها الرامية إلى مكافحة الإرهاب في الجنوب على صعيد واسع.
وضمن أحد جهود الجنوب في مكافحة ودحر هذا الإرهاب الغاشم، فككت قوات اللواء السادس دفاع شبوة، الإثنين 17 أكتوبر 2022، حقل ألغام وعبوات ناسفة زرعته ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة.
ونجحت الفرق الهندسية المختصة، بحسب مصدر عسكري، في تطهير مساحة واسعة من الألغام والعبوات الناسفة قبل دحرها.
جهود القوات الجنوبية في تطهير أراضي الجنوب من الألغام الحوثية باتت مهمة أكثر إلحاحًا، لا سيما بعد النجاحات التي تحققت مؤخرًا في مكافحة قوى الشر في محافظة شبوة.
ولوحظ أن العناصر الإرهابية وهي تفر من أمام القوات الجنوبية من الجبهات لجأت إلى تفخيخ الأرض عبر التوسع في زراعة الألغام والمفخخات، لعرقلة القوات الجنوبية عن مزيد من التقدم على الأرض في رحلة دحر الإرهاب.
ممارسات قوى الشر والإرهاب بما في ذلك الميليشيات الحوثية، ولّد الحاجة المُلحة والضرورية لتوسع القوات المسلحة الجنوبية من تطهير أراضيها بعدما مثّل إغراقها بالألغام إحدى سبل الإرهاب الذي تشنه قوى الاحتلال ضد الجنوب.
من ناحية أخرى، كشفت خلية حوثية ألقى الأمن اليمني القبض عليها، الأحد، اتخاذ المليشيات مدينة الحوبان في تعز منصة لنشر الإرهاب بمناطق الحكومة اليمنية.
وفي شهادات لـ3 عناصر إرهابية، قالت إن مليشيات الحوثي الإرهابية تقوم باستقطاب الفقراء في مدينتي تعز وعدن وتدريبهم على العبوات الناسفة وتفخيخ السيارات والدراجات النارية في منطقة الصالح في مدينة الحوبان وتكليفهم بمهمات زرع عبوات وتفجيرها.
وأكدت العناصر الإرهابية في شهادات رصدتها شبكة "العين الإخبارية" أن مليشيات الحوثي كلفتها بخوض حرب استنزاف لتدمير المعدات العسكرية والآليات للجيش والأمن اليمني ضمن مخطط للانقلابيين لشل القدرات العسكرية للحكومة المعترف بها دوليا.
وأعلنت السلطات اليمنية في مدينة تعز في مؤتمر صحفي اليوم الأحد، القبض على خلية حوثية متورطة في زراعة وتفجير عبوات ناسفة خلفت ضحايا مدنيين قبل أيام.
عضو الخلية الإرهابية "زكي محمد جرادي"، الذي ينحدر من قرية النجيبة عزلة الجمعة مديرية المخا غربي تعز، أكد تلقيه دورات تدريبية عسكرية خاصة في مدينة الحوبان تحت إشراف خبراء قدموا من صنعاء.
وكشف العنصر المضبوط في قبضة الداخلية اليمنية عدد من أسماء عناصر الحوثي الذين تدرب معهم منهم "خالد عبده سالم زبير وهارون عبده عمر ومحمد ثابت أشرم، محمد سالم بدوي، محمد علي جرادي".
كما كشف أسماء مشرفي وقيادات المليشيات في الحوبان الذين يعملون كرجال ظل لنشر الهجمات بالمناطق المحررة وهم القيادي "آدم سيف صالح جرادي" وآخر يدعى "أبو علي الكبير" وينحدر من مدينة تعز.
وذكر أنه "تلقى تدريبات على زرع وهندسة العبوات الناسفة وتفخيخ السيارات والدراجات النارية والحافلات، وأخرى على القناصة وعلى مسدس الكاتم (مسدس الاغتيالات) لاستهداف الضباط في الجيش والأمن اليمني"
وقال "تدربنا على العبوات كيف تعيد تركيبها وتفجرها ومنحونا أموالاً من أجل البدء بعملية استطلاع وتجسس في مدينة تعز وبعد انتهاء مهمتنا تواصلنا مع المشرف آدم سيف وفارس علي سعيد والمشرف عليهم أبو علي الكبير".
ونفذ المدعو زكي جرادي عديد المهمات لصالح مليشيات الحوثي منها تجسس واستطلاعاً حربياً ومنها زرع عبوات ناسفة وتفجيرها عن بعد على يد جهاز تحكم تفجير خاص
وأشار إلى أن مليشيات الحوثي منحته بعد تنفيذ المهمة الأولى والتي كانت تفجير دوريتين مع المنفذ الرئيسي 6 آلاف سعودي كمكافأة مالية.
في المهمة الثانية، والثالثة والرابعة رغم فشل بعضها إلا أنه كشف مخطط مليشيات الحوثي الإرهابية الرامية فرض الحصار الشامل على مدينة تعز وذلك باستهداف المنفذ الوحيد خط "الضباب".
وأقر الإرهابي جرادي أن مليشيات الحوثي تهرب العبوات الناسفة داخل كيس حبوب (دقيق الهند) وتارة داخل "فيبر جلاس" (صندوق لحفظ الأسماك).
كما أقر أن بنك أهداف مليشيات الحوثي الإرهابية كانت بين مستشفيات كمستشفى الكرامة، وحواجز التفتيش، والدوريات المارة، وجامعة تعز المكتظة بآلاف الطلاب، والمطاعم حيث تجمعات مئات المدنيين.
من جهته، أقر عضو الخلية الآخر "عبدالباسط عبده غالب" والذي ينحدر من مديرية مشرعة وحدنان في تعز أن من جنده هو عضو الخلية السابق "زكي محمد عمر" في مدينة القاعدة وسلمه لقيادي حوثي يدعى "شكري جليل" ويكنى "أبو علي"
واعترف أن مليشيات الحوثي الإرهابية استعانت بخبراء من صنعاء مجهولي الهوية لدى فشل عديد عمليات تفجير العبوات لاختبار عناصرها المجندين.
مكافآت مالية وأدلة ريموت التفجير
ثالث أعضاء الخلية الإرهابية، أحمد عنمبر (21 عاما) من مديرية المظفر مدينة تعز، وهو طالب جامعي، استقطبته مليشيات الحوثي في الحوبان وهم أبو علي وأبو يحيى وعبدالله عبدالسلام العامري في مدينة الصالح.
وأكد أنه "تلقى تدريبات على زراعة العبوات الناسفة وتفجيرها بمختلف أنواعها وأنه تسلم عبوة ناسفة ومعها 300 ريال سعودي كمكافأة على زراعتها واستهداف الدوريات العسكرية والأمنية".
وأقر أنه "حاول استهداف دورية أمام مبنى التربية لكنه لم يستطع زراعتها بسبب الحراسة الأمنية فعاد إلى القبة ووجد دورية عسكرية وقام بزراعتها وتفجيرها والتحرك على متن دراجة نارية".
وأضاف "اليوم التالي من تنفيذ العملية كافأته مليشيات الحوثي بمبلغ 500 ريال سعودي كمكافأة قبل أن يتم القبض عليه وفي عهدته ريموت التفجير".
وهذه أول خلية إرهابية للحوثي ينشر الإعلام الأمني في شرطة تعز اعترافاتها للرأي العام وذلك عقب سلسلة تفجيرات إرهابية ضربت مدينة تعز بعضها حملت بصمات مليشيات الحوثي".