تحليلات

بعد إعادة العلاقات مع سوريا..

وسائل الإعلام القطرية تهاجم حركة حماس.. هل أنتهت المصالح المشتركة؟

حركة حماس - أرشيفية

الدوحة

أظهرت زيارة وفد من حركة حماس الفلسطينية إلى سوريا، بهدف إعادة العلاقات مع النظام السوري، أظهرت تناقض مواقف الكثير من الدول، والانفصام السياسي المستتر خلف وسائل إعلام، وخاصة تلك الممولة من قطر.

فبعد تصريحات القيادي في حركة حماس خليل الحية، المتعلقة بتشجيع قطر وتركيا للحركة لإعادة العلاقات مع النظام السوري، أعطت الدوحة الضوء الأخضر لوسائل إعلامها لمهاجمة حماس، عبر إطلاق تصريحات وتحليلات على لسان شخصيات محسوبة على الدوحة، ولم تتوقف الحملة عند مهاجمة حماس وقيادييها، بل شنّت هجوماً مباغتاً على إيران بصفتها الراعي الرسمي لإعادة تلك العلاقات، وأنها اخترقت الحركة لأسباب مالية.

"تلفزيون سوريا" الذي يقع تحت إدارة عزمي بشارة، قاد حملة عبر تخصيص عدد من البرامج الحوارية للهجوم على حركة حماس وتخوين قادتها، والتبرؤ من تصريحات الحية المتعلقة بمباركة قطر لهذه الخطوة، خاصة أنّ حماس لا تخرج عن طوع الدوحة التي تقدّم الدعم المالي والمساعدات، وتلعب دور الوسيط في الكثير من المواضيع المشتركة مع إسرائيل.

الإعلامي الأردني ياسر أبو هلالة المقيم في قطر والذي ترأس قناة "الجزيرة" سابقاً، كان رأس حربة لتلك الحملة، فقد شنّ هجوماً على حماس عبر "تلفزيون سوريا" معتبراً أنّ الزيارة "سقطة أخلاقية كبيرة للحركة الفلسطينية".

وانتقد أبو هلالة، في مداخلة له، تصريحات خليل الحية عقب اللقاء مع بشار الأسد، فقد بدا في جوهر الأمر غير معترض على عودة العلاقات بين الحركة والنظام السوري وإنما استاء من ظهور الحية وهو مبتهج ومبتسم! حيث قال أبو هلالة: "عن أيّ انتصار يتحدث القيادي الحمساوي؟ فقد أساء بزيارته تلك لفلسطين أكثر ممّا أساء لسوريا، وابتهاجه وفرحه بالزيارة كان موقفاً مخجلاً، فكانت الحركة قادرة على المحافظة على مظهرها خلال اللقاء، لتعكس الإكراه والاضطرار في إعادة العلاقات مع النظام السوري إرضاء لإيران".

ونوّه أبو هلالة إلى وجود اختراق إيراني لحركة حماس قائلاً: حركة حماس مخترقة من قبل إيران بسبب المال، وهناك تأثير إيراني كبير على قياداتها في الداخل الفلسطيني، وهم أصحاب القرار، أمّا تأثير القيادي خالد مشعل، فقد قلّ بشكل لافت، وأصبح تأثيراً معنوياً.

ولفت أبو هلالة إلى أنّ إيران الحليف الحقيقي الوحيد لحماس، تقدّم الدعم الحقيقي للحركة  من حيث المساعدات العسكرية والمالية والسياسية أيضاً؛ فإيران بحاجة لحماس أكثر من حاجة الحركة لها، أمّا بعض الدول الداعمة لحماس كقطر وتركيا مثلاً فيقتصر الدعم على بعض المساعدات المالية فقط.

وأشار أبو هلالة إلى أنّ إيران "لم تمارس ضغوطاً على الحركة الإسلامية لإعادة العلاقة مع النظام السوري، بل طلبت منها فقط، لكنّ حماس تحاول إرضاء إيران إلى أقصى الدرجات للمحافظة على الدعم المالي الذي يصلها، والذي تعتمد عليه في دفع مرتبات مقاتليها ونفقات سياسييها، وكان الأولى أن تتخذ من علاقة قطر بإيران مثالاً يحتذى؛ فالدوحة على علاقة وثيقة بطهران، لكنّها بقيت مع الشعب السوري ضد نظام الأسد".

وقال أبو هلالة مدافعاً عن قطر: إنّها لا تتحمل وزر ما فعله خليل الحية، وزعم أنّ الدوحة تتبع سياسة "على بركة الله" في كافة الأمور، وأنّها لا تملي على حماس ماذا تفعل، ولا تتدخل بالشأن الفلسطيني، خاصة أنّ موقفها من النظام السوري هو أوضح موقف على مستوى الدول العربية والعالم.

ويركز أبو هلالة حديثه على الحية والحالة التي ظهر بها في المؤتمر الصحفي وكأنّ هذه هي المشكلة الرئيسية عنده؛ حيث عاد للحديث في ختام مداخلته عن الحية قائلاً: "إنّ الفجاجة في اللقاء ابتهاج وفرح الحية وإغماض عينيه عن معاناة الشعب السوري القائمة، وإنّ تعبير وجه القيادي يعكس السذاجة السياسية والسطحية والخفية"، لافتاً إلى أنّ اللقاء "لا يليق بحركة حماس، ولا بتضحياتها ولا بشهدائها ولا بمعتقداتها ولا بتاريخها"، مشدداً على ضرورة أن "تُطوى هذه السقطة".

وكان عدد من الإعلاميين انتقدوا حديث الحية حول موقف حماس من الثورة السورية التي لفت فيها إلى أنّها "تعبّر عن مواقف فردية في الحركة، وأنّها كانت دائماً داعمة للنظام السوري"، متناسياً تصريحات زعيم الحركة إسماعيل هنية الداعمة للمتظاهرين السوريين إبّان بدء الثورة، الأمر الذي لم يعلق عليه أبو هلالة.

وكانت حركة حماس قد أعلنت من دمشق الأربعاء الماضي استئناف علاقتها مع السلطات السورية، إثر لقاء وصفته بـ "التاريخي" مع بشار الأسد، بعد قطيعة بدأت إثر اندلاع النزاع، واستمرت أكثر من (10) أعوام.

والتقى رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة حماس خليل الحية، بشار الأسد، ضمن وفد ضمّ عدداً من مسؤولي الفصائل الفلسطينية، في أول لقاء يجمع بين الطرفين منذ بدء النزاع عام 2011.

وقال الحية خلال مؤتمر صحفي إثر اللقاء: "نعتقد أنّه يوم مجيد ويوم مهم، نستأنف فيه حضورنا إلى سوريا العزيزة، ونستأنف فيه العمل المشترك مع سوريا".

وحذّرت الولايات المتحدة الخميس من أي تطبيع للعلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد واعتبرت أن مصالحته مع حركة حماس الفلسطينية تظهر "عزلته"، واصفة الحركة الفلسطينية بأنها حركة إرهابية.

واستقبل الرئيس السوري الأربعاء وفدا من الحركة الإسلامية الفلسطينية، وهو يستعيد العلاقات مع العالم العربي تدريجيا بعد أن انتصر إلى حد كبير في الحرب الدامية المستمرة منذ 11 عاما.

والتقى رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في الحركة خليل الحية الأسد ضمن وفد ضمّ عددا من مسؤولي الفصائل الفلسطينية  وقال الحية خلال مؤتمر صحافي إثر اللقاء "نعتقد أنه يوم مجيد ويوم مهم، نستأنف فيه حضورنا إلى سوريا العزيزة ونستأنف فيه العمل المشترك... مع سوريا" وأضاف "نعتبره لقاء تاريخيا وانطلاقة جديدة متجددة للعمل الفلسطيني السوري المشترك".

وقال الأسد إنّ "على الرغم من الحرب التي تتعرّض لها سوريا، إلا أنّها لم تغيّر من مواقفها الداعمة للمقاومة بأي شكل من الأشكال" وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين إن "تواصل نظام الأسد مع هذه المنظمة الإرهابية يؤكد لنا عزلته".

وأضاف "إن هذا يضر بمصالح الشعب الفلسطيني ويقوض الجهود العالمية لمكافحة الإرهاب في المنطقة وخارجها" وتابع "سنواصل رفض أي دعم لإعادة تأهيل نظام الأسد، لاسيما من المنظمات المصنفة إرهابية مثل حماس".

وتحالفت حماس التي تسيطر على قطاع غزة طويلا مع سوريا، لكنها اتخذت مسافة منها عام 2012 مستنكرة قمع الاحتجاجات وتأتي زيارة دمشق كذلك في ظل تحسن العلاقات بين حماس وحزب الله بوساطة إيرانية.
وزار الأسد في مارس الماضي الإمارات العربية المتحدة في مؤشر تطبيع دانته الولايات المتحدة، الشريك الوثيق لدول الخليج العربية.
 

وتأتي الإدانة الأميركية لعودة العلاقات بين النظام السوري وحماس فيما تسعى الفصائل الفلسطينية لتحقيق مصالحة في الجزائر وإنهاء حالة الانقسام، حيث أبدت دمشق دعمها لهذه الجهود.

وتتخوف الولايات المتحدة من تشكل تحالف يضم النظام السوري وإيران وعددا من التنظيمات التي تصفها بالإرهابية، على غرار حزب الله والميليشيات في العراق وسوريا وحماس، ما يهدد أمن المنطقة.
ورغم الحديث عن عودة العلاقات بين سوريا وحركة حماس، لكن البعض يرى أن تلك العلاقات لن تعود كما كانت، حيث يعتبر النظام السوري أنه تعرض لطعنة في الظهر من قبل الحركة الفلسطينية التي دعمها طويلا.

لماذا تراهن السعودية على الإدماج الفكري لبناء أمن مستدام في دول الساحل؟


برنامج سعودي–إسلامي في نيامي يعزز جهود مكافحة التطرف في الساحل الإفريقي


من المناخ إلى الأمن المائي: عدن تفتح نقاشًا علميًا حول مستقبل الاستدامة


حين تُلغى السيادة عن الدول الجارة.. عبدالرحمن الراشد يحاكم «الجنوب» بجرم الجغرافيا (وجهة نظر)