أنشطة وقضايا
الاحتجاجات الإيرانية..
السلطات الإيرانية تعدم رجلين بتهمة قتل عنصر وواشنطن تفرض عقوبات جديدة
إعدام محمد مهدي كرمي وسيد محمد حسيني الشابين المنتفضين على يد جلادي خامنئي
نفذت السلطات الإيرانية اليوم السبت حكمي إعدام بحق رجلين بتهمة قتل عنصر أمن أثناء الاحتجاجات التي أثارتها وفاة الشابة الكردية مهسا أميني، وفق ما أفاد موقع «ميزان أونلاين» التابع للسلطة القضائية الإيرانية.
وجاء على الموقع أن «محمد مهدي كرامي وسيد محمد حسيني، منفذي الجريمة التي أدت إلى مقتل روح الله عجميان، أعدما هذا الصباح» (السبت)، مشيرة إلى أحد عناصر قوات «الباسيج» المرتبطة بـ«الحرس الثوري» الإيراني، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية».
وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر (أيلول) احتجاجات إثر وفاة الشابة مهسا أميني بعد ثلاثة أيام من توقيفها من جانب شرطة الأخلاق لعدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس في البلاد.
وأفاد الموقع أن المحكمة الابتدائية حكمت على الرجلين بالإعدام في 4 ديسمبر (كانون الأول).
وفي 3 يناير (كانون الثاني)، ثبتت المحكمة العليا الإيرانية حكمي الإعدام الصادرين بحق الرجلين، متهمة إياهما بقتل عجميان يوم 3 نوفمبر (تشرين الثاني) في كرج في غرب طهران.
ومنذ بداية الاحتجاجات، حكم القضاء بالإعدام على 14 شخصاً لارتباطهم بالتظاهرات، بحسب إحصاء لوكالة «الصحافة الفرنسية» مبني على معلومات رسمية. من بين هؤلاء، نفذ حكم الإعدام في حق أربعة أشخاص وثبتت المحكمة العليا حكمين في حق اثنين آخرين، فيما ينتظر ستة محاكمات جديدة ويمكن لاثنين آخرين الاستئناف.
ويؤكد ناشطون أن عشرات الأشخاص الآخرين يواجهون تهما تصل عقوبتها إلى الإعدام.
وفرضت الولايات المتحدة، عقوبات جديدة شملت 6 من المديرين التنفيذيين والأعضاء في مجلس الإدارة لشركة «صناعات طيران القدس» الدفاعية الإيرانية التي تتولى تصميم وتصنيع مسيرات عسكرية تستخدمها روسيا في حرب أوكرانيا، وفي منظمة «الصناعات الجو - فضائية» المشرفة على تصنيع الصواريخ الباليستية في إيران.
وأفاد وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في بيان، بأن العقوبات على الأشخاص في المناصب القيادية تأتي بعد عقوبات فرضتها إدارة الرئيس جو بايدن في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) الماضيين، ضد أفراد وكيانات «لتورطهم في إنتاج ونقل الطائرات المسيرة الإيرانية من طرازي (شاهد) و(مهاجر) التي تواصل موسكو استخدامها في هجماتها الوحشية ضد أوكرانيا، بما في ذلك بنيتها التحتية الحيوية».
وقال إن «الدعم العسكري من النظام الإيراني لروسيا لا يؤجج الصراع في أوكرانيا فحسب، بل أدى أيضاً إلى انتهاكات لقرار مجلس الأمن رقم 2231 من خلال توفيره الطائرات المسيرة العسكرية من دون موافقة مسبقة على أساس كل حالة على حدة من مجلس الأمن». وأضاف: «أصبحت إيران الآن أكبر داعم عسكري لروسيا»، مطالباً طهران بأن «تكف عن دعمها للحرب العدوانية الروسية غير المبررة في أوكرانيا». وأكد أن الولايات المتحدة «ستواصل استخدام كل أداة تحت تصرفنا لتعطيل وتأخير عمليات النقل هذه وفرض تكاليف على الجهات المشاركة في هذا النشاط».
جاء ذلك مع إعلان مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية (أوفاك)، أنه فرض عقوبات على 6 من المديرين التنفيذيين والأعضاء في مجلس الإدارة لـ«صناعات طيران القدس»، موضحاً أن إيران «نقلت الطائرات المسيرة لاستخدامها في حرب العدوان الروسية غير المبررة في أوكرانيا». وأضاف أنه أدخل في العقوبات اسم مدير منظمة الصناعات الجوية الإيرانية المسؤولة عن الإشراف على برامج الصواريخ الباليستية الإيرانية.
وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، إن «اعتماد الكرملين على موردي الملاذ الأخير مثل إيران يظهر يأسهم في مواجهة المقاومة الأوكرانية الشجاعة ونجاح تحالفنا العالمي في تعطيل سلاسل التوريد العسكرية الروسية وحرمانهم من المدخلات التي يحتاجون إليها لاستبدال الأسلحة المفقودة في ساحة المعركة». وأضافت: «ستعمل الولايات المتحدة بسرعة ضد الأفراد والكيانات الذين يدعمون برامج إيران للطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية وستقف بحزم في دعم الشعب الأوكراني».
وكشف المسؤولون الأميركيون أن العقوبات تشمل الاسم المستعار الجديد لشركة «صناعات طيران القدس» التي تشرف عليها وزارة الدفاع ولوجيستيات القوات المسلحة الإيرانية و«الحرس الثوري» الإيراني. وهي تصمم وتصنع مسيرات من طراز «مهاجر 6» التي تستخدمها روسيا في أوكرانيا. وأوضحت أن الاسم المستعار الجديد هو «صناعات تصميم وتصنيع الطائرات الخفيفة».
وتشمل العقوبات المديرين التنفيذيين في «صناعات طيران القدس» حجة الله غريشي، بصفته رئيس قسم الإمداد والبحوث وشؤون الصناعة في الشركة ونائب وزير الدفاع، وهو «قاد جهود البحث والتطوير العسكرية الإيرانية، وكان مسؤولاً عن التفاوض بشأن اتفاق إيران مع روسيا لتزويد الطائرات المسيرة الإيرانية لحرب روسيا في أوكرانيا»، وكذلك العضو المنتدب لشركة «صناعات طيران القدس» قاسم دامافانديان، الذي يعتقد أنه سهل تدريب الموظفين الروس على استخدام الطائرات المسيرة الإيرانية، وعضو مجلس إدارة «صناعات طيران القدس» حميد رضا شريفي - طهراني الذي سافر لحضور المؤتمرات الدولية المتعلقة بالطائرات المسيرة، وكلاً من رضا كاكي وماجد رضا نيازي أنجيلي وفالي أرلانيزاده، الذين عملوا أيضاً أعضاء في مجلس إدارة «صناعات طيران القدس».
وقالت شركة البنية التحتية للاتصالات في إيران إنها أحبطت هجوماً إلكترونياً على البنك المركزي. وكانت جماعة «أنونيميوس» وجماعات اختراق أخرى قد هددت في أكتوبر (تشرين الأول) بشن هجمات إلكترونية على مؤسسات ومسؤولين في إيران دعماً للاحتجاجات المناهضة للحكومة ولتجاوز الرقابة على الإنترنت في إيران. ونقلت وكالة أنباء إيرانية عن أمير محمد زاده لاجوردي، رئيس شركة البنية التحتية للاتصالات، قوله إن البنك المركزي تعرض لهجوم للحرمان من الخدمات.
وتسعى هجمات الحرمان من الخدمات لتعطيل الخوادم عن طريق إنهاكها بتكثيف المرور على شبكة الإنترنت. وقال لاجوردي: «يستهدف العدد الأكبر من الهجمات الأجنبية هذه الأيام البنوك والمؤسسات المالية والشركات المزودة لخدمات الإنترنت والبنية التحتية للاتصالات، وقد تم صدها». وقال البنك المركزي في سبتمبر (أيلول) إن هجوماً إلكترونياً عطل موقعه على الإنترنت لفترة وجيزة. والوصول إلى الإنترنت محدود للغاية في إيران منذ اندلاع احتجاجات واسعة النطاق بسبب وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في سبتمبر الماضي في أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق لمخالفتها قواعد الملبس الإلزامية في البلاد.