الأدب والفن
"اليوم الثامن" تقدم مخرجات حلقة نقاشية عقدت في عدن..
دور الفنون الثقافية في تعزيز التماسك الاجتماعي وتحقيق العدالة الانتقالية في المجتمع
نظم مركز التدريب والتأهيل في المجلس الانتقالي الجنوبي، يوم الاحد الموافق 5-2-2023م ، في العاصمة عدن حلقة نقاش بعوان دور الفنون الثقافية في تعزيز التماسك الاجتماعي والتمهيد للعدالة الانتقالية في المجتمع الجنوبي ، وفي مستهل الحلقة، القت الدكتورة منى باشراحيل، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، المشرف العام لمركز التدريب والتأهيل، كلمة نقلت في مستهلها تحايا الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ، لجميع الحاضرين، معبرةً عن شكرها وتقديرها الكبير لجميع المشاركين في الحلقة التي تأتي ضمن انشطه سابقة نفذها المركز في سبيل تعزيز التماسك الاجتماعي لاسيما أنها جاءت مواكبة لعملية الحوار الوطني الجنوبي آملين ان تخرج هذه الحلقة بعدد من التوصيات والآليات التي تسهم في تحقيق التماسك الاجتماعي الجنوبي، وأشارت إلى أهمية مخرجات الورقة العلمية لكونها تتناول مفاهيم جديدة مواكبة لقضايا العصر الاجتماعية والسياسية.
وأوضحت باشراحيل أهمية الندوة وما تحمله من محتوى قيّم يحمل ثقافة المجتمع ويقوم برسمها في سطوره، حيث يصور العديد من المشاهد المختلفة في المجتمع، متمنيةً التوفيق والنجاح للمشاركين في جميع اعمالهم، والخروج بالتوصيات الإيجابية التي ترسم آليات عمل تقوم بتعزيز دور الثقافة بالتماسك الاجتماعي الجنوبي.
وكان قد تحدث الشاعر شوقي شفيق، بكلمة رحب فيها بجميع الحضور من مختلف كوادر الجنوب، مقدماً شرحاً موجزاً عن الحلقة وأهدافها، والسياق الذي تتركز عليه حول دور الفنون الثقافية في تعزيز التماسك الاجتماعي.
وقد تناولت الورقة المقدمة عددا من المفاهيم المتعلقة بالموضوع الاغتراب لقد استطاعت ظاهرة الاغتراب الاجتماعي أن تفرض نفسها بقوة على شتى الميادين الفلسفية والنفسية والاجتماعية والسياسية، وظهرت بوصفها موضوعا أساسيًا لدى المهتمين والسياسيين وعلماء الاجتماع، وانتشرت في عمق المجتمعات الإنسانية فأصبحت ظاهرة ملازمة للإنسان في جميع العصور والمجتمعات. وقد تبوأت تلك الظاهرة مكانة ملحوظة في الدراسات الأدبية، والغربية والعربية على حد سواء؛ وتعدُّ الفنون الأدبية والثقافية مادّة مشخصة لعوالم الاغتراب ومجالًا خصبًا لدراسة قضايا المجتمع جماليًا وإبراز تناقضاته وصراعاته التي تضطرم داخله، كما أنها تستجلي بواطن الأفراد، وتكشف عن البواعث الدفينة للسلوك الإنساني؛ وصارت الفنون الأدبية لها قدرة على التقاط الأنغام المتباعدة، المتنافرة، المركبة، المتغايرة الخواص
وعدد أنماط الاغتراب المكاني والنفسي والاجتماعي والثقافي ثم تطرق لمفهوم التماسك الاجتماعي ونظرياته وكيف تسهم الفنون الثقافية في مواجهة مظاهر الاغتراب، ثم عقبها فتح باب النقاش للمشاركين والخروج بعدد من التوصيات الهادفة بتعزيز دور الأدب والفن في التماسك الاجتماعي وتحقيق العدالة الانتقالية.
حضر الندوة عضوي مجلس رئاسة الانتقالي، الدكتور سهير والأستاذ لطفي شطارة ومحسن صالح الحاج رئيس لجنة الحوار الوطني الجنوبي وعدد من الأكاديميين والباحثين والمهتمين.
المقدمة:
لقد استطاعت ظاهرة الاغتراب الاجتماعي أن تفرض نفسها بقوة على شتى الميادين الفلسفية والنفسية والاجتماعية والسياسية، وظهرت بوصفها موضوعا أساسيًا لدى المهتمين والسياسيين وعلماء الاجتماع، وانتشرت في عمق المجتمعات الإنسانية فأصبحت ظاهرة ملازمة للإنسان في جميع العصور والمجتمعات. وقد تبوأت تلك الظاهرة مكانة ملحوظة في الدراسات الأدبية، والغربية والعربية على حد سواء؛ وتعدُّ الفنون الأدبية والثقافية مادّة مشخصة لعوالم الاغتراب ومجالًا خصبًا لدراسة قضايا المجتمع جماليًا وإبراز تناقضاته وصراعاته التي تضطرم داخله، كما أنها تستجلي بواطن الأفراد، وتكشف عن البواعث الدفينة للسلوك الإنساني؛ وصارت الفنون الأدبية لها قدرة على التقاط الأنغام المتباعدة، المتنافرة، المركبة، المتغايرة الخواص لإيقاع عصرنا، ورصد كلَّ المتغيرات والأحداث المتسارعة في واقع الحياة الإنّسانية العامة والخاصة؛ فالعمل الروائي يقوم على تصوير الأحداث والشخصيات، أي على تصوير أمثلة من السلوك الإنساني؛ ليعبرُ عن قيمٍ اجتماعية معينة سواءٌ أكانَ هذا التعبير إيجابيًا أم سلبيًا، أي خاضعًا لهذه القيمِ أو متمردًا عليها. بل إنْ اختيار الكاتب الروائي لأحداثه، ودلالة هذه الأحداث عنده ينبعان أصلًا من مواضعات اجتماعية.
وقد جمع هذا العصر بين المتناقضات التي نتج عنها أزمات اجتماعية وفكرية وسياسية ونفسية أدّت إلى حدوث صدمات كان لها تأثيرها الواسع على أفراد المجتمع مولّدةً لديه تجربةً اغترابية، ألوانها الشك والقلق المسيطر، والقهر ومعاناة البعد عن الوطن، ومقاساة الاستلاب في الإرادة والحرية والتفكير، أو الاغتراب عن الروح والشعور الحاد بالعدمية والانسحاق والعجز عن مواجهة الظروف القاهرة.
وتلك المظاهر أنتجت ظاهرة الاغتراب والتفكك التي لم يكن المجتمع الجنوبي بمنأى عنها، بل كان لها حضور كبير في حياتهم، لاسيما بعد التحولات السياسية التي رافقت مشروع الوحدة اليمنية والتي ألقت بأثارها الكارثية على الشعب في الجنوب بشكل عام وعلى والقوى المدنية والسياسية بشكل خاص والدارس المتأمل في الوضع الاجتماعي في الجنوب يرى أن تجربة الاغتراب بأنماطها المتعددة شكّلت ظاهرة كبرى تؤرق القادة السياسيين والمصلحين الاجتماعيين والتربويين.
لقد أصبحت الفنون والثقافة أحد الأدوات العملية التي تسهم في تعزيز التماسك الاجتماعي والتعايش والمصالحة بين أفراد المجتمع، كما أنهما يساعدان على إثارة محادثات صحية بشأن مسائل صعبة مثل التوترات بين مكونات المجتمع والصراعات الناتجة عن العنف السياسي وإحداث تغيير إيجابي في المجتمعات المحلية، فضلًا عن أن لديهما القدرة على إزالة الحواجز التي تعترض الحوار وخلق مِساحة آمنة بين أبناء المجتمع الواحد
وهناك من يرى الفنون الأدبية والفنية وسيلةً وأداةً للمجتمعات المحلية لمناقشة القضايا المشتركة وتقديم روايات مختلفة للصراع ومناقشة الظلم الاجتماعي. وفي جميع أنحاء العالم، استخدمت العديد من المنظمات الدولية الفن والثقافة لتعزيز التماسك الاجتماعي ومكافحة خطاب الكراهية؛ لكون الفن يجمع الناس معًا ويعينهم على تسهيل المحادثات الصعبة التي تشتد الحاجة إليها، ولذا فنحن محتاجون أن نستخدم هذا الفن أداة لإيصال رسالة سلام وتماسك اجتماعي الجنوبي.
- مشكلة الدراسة:
إن التطورات المتسارعة التي شهدها الجنوب تركت كثيرا من الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وقد شكلت الحرب التي شنت على الجنوب منذ صيف 94م حتى اللحظة وما خلفته من أضرار نفسية وتدميرية في منظومة القيم وكذلك التدمير الممنهج الذي طالت البنية التحتية ووجود حالة من عدم الاستقرار الذي أصاب المجتمع الجنوبي، لاسيما حين توقفت عملية الإنتاج بعد مصادرة ونهب مؤسسات الدولة.
وصار قطاع كبير من موظفي دولة الجنوب عاطلين عن العمل مخلفة الضغوط النفسية والقضايا الاجتماعية فقد تركت تلك العوامل اثارا نفسية واقتصادية واجتماعية وامنية في محافظات الجنوب بشكل عام والعاصمة عدن على وجه الخصوص مما أثقل كاهل المواطن الجنوبي في عدن وتركت أزمات اجتماعية وعدم الاستقرار وتلك الازمات لم تكن وليدة اللحظة بل هي تراكمات منذ ثلاثة عقود، خاصة أن القوى نظام صنعاء عملت على تدمير المؤسسات التنشئة الاجتماعية في الجنوب ولم تكن السلطات الحاكمة في الجنوب وعدن تتبني عملية التنمية الاجتماعية ولا الاقتصادية واستمرت عقودا في السلطة مما أدى بطبيعة الحال إلى انتشار الفساد وغيره من النتائج السلبية لنظم الاجتماعية والثقافية والمدنية وبرزت الأساليب القبلية غير الديمقراطية مما جعلها تنتج وعي غير مدني.
- أسئلة الدراسة
تحاول الدراسة الإجابة على الأسئلة التالية:
1- ما مفهوم الاغتراب الاجتماعي وأبعاده؟
2- ما مفهوم التماسك الاجتماعي ونظرياته؟
3- ما مفهوم الهوية الثقافية وما مدى قدرة الفنون الثقافية في تعزيز التماسك الاجتماعي والعدالة الانتقالية في المجتمع الجنوبي؟
4- ما هي الآليات والإجراءات التي تسهم في تعزيز التماسك المجتمعي والعدالة الانتقالية في الجنوب
- أهمية الدراسة:
من هنا تأتي أهمية دراسة وتحليل كيفية تعزيز التماسك الاجتماعي وبناء السلم المجتمعي الداخلي في الجنوب بما يحول دون تطور الانقسامات والتمزق الاجتماعي عبر مجموعة من الفنون الثقافية ذات الارتباط المشترك مع المجتمع.
- مفهوما الاغتراب والتماسك الاجتماعي والعلاقة بينهما؟
- معرفة مفهوم الهوية الثقافية ومدى قدرتها الفنون في تعزيز التماسك الاجتماعي في المجتمع الجنوبي.
- تساعد هذه الدراسة في فهم أهمية الفنون الثقافية بصفتها "قوة موحِّدة" لديها قوى سحرية في أنشطة الحوار بين مكونات المجتمع الجنوبي يخلق بيئة آمنة للمشاركين لإبداء آرائهم ويسمح لهم بالتعبير عن أنفسهم بحرية أكبر ويزيل التوتر بين المكونات السياسية المختلفة أو المتصارعة، وذلك لأن الفن قوة موحِّدة جامعة.
- تعطي المسؤولين على الشأن الثقافي في الجنوب طريقة كيفية الاستفادة من الفنون الثقافية في سبيل تدعيم ركائز التصالح والتسامح والحرية وحب الحياة وكان خير وسيلة لترسيخ القيم الاجتماعية في مسيرة الثورة الوطنية الجنوبية. تعبيرًا عفا عليه الزمن لبناة السلام والمبدعين الاجتماعيين في المنطقة العربية أهداف الورقة البحثية.
أهداف الدراسة :
- البحث عن العناصر التي تُجمِّع مكوّنات وأفراد المجتمع وجعلها أساس تماسكهم الاجتماعي، وهي العناصر المستمدّة من القيم الكونية لحقوق الإنسان والجماعات، ومن مختلف الديانات السماوية، وكلّها تحثّ على المعاملة الحسنة وعلى التراحم وعلى الإقرار بحريّة كلّ فرد وكلّ مجموعة في المجتمع في معتقداتها وفي أفكارها طالما لا تضرّ بها الآخرين ولا تفرضها عليهم. وهذه العناصر تكون مضمّنة في دستور ينظّم حياة الجميع ويكون مرجعا أصليا لتقنين نظام عيشهم.
- خلق وعي ثقافي وتماسك اجتماعي لدى المواطنين لكي يمكنهم التفكير بأنفسهم بدلاً من الانتظار للسلطة، مواطنين لديهم القدرة على رؤية أنفسهم ليس فقط ببساطة كمواطنين في منطقة أو مجموعة محلية ولكن أيضاً، وقبل كل شيء، كبشر مرتبطين مع جميع البشر الآخرين بعلاقات الاعتراف والاهتمام.
- الكشف عن الاليات والإجراءات التي تسهم في تفعيل الدور الثقافي للإسهام في تعزيز التماسك الاجتماعي.
محاور الدراسة:
لقد احتوت الدراسة على مقدمة وثلاثة مباحث ففي المقدمة تناول إشكالية الدراسة وأهدافها وفي المبحث الأول، الاغتراب وتفكيك النسيج الاجتماعي، المفهوم والمؤشرات، المبحث الثاني، الفنون الثقافية ودورها في تعزيز التماسك الاجتماعي المبحث الثالث، الآليات والإجراءات التي تسهم في تعزيز التماسك المجتمعي والعدالة الانتقالية في الجنوب، وقد اختتمت الدراسة بجملة من التوصيات والمقترحات، ومرصد بالمصادر والمراجع.
نتائج الاستطلاع الميداني للدراسة والتوصيات المقترحة
ماهي بواعث التفكك الاجتماعي في المجتمع الجنوبي؟
- عدم المساواة والعدالة والتنمية المستدامة والمتوازنة والفقر وتوزيع الثروة بعدالة هي من اهم المؤثرات على التماسك المجتمعي، مجتمع متماسك يعني حماية المواطنين من مخاطر الحياة وحقهم في العيش بكرامة والثقة في جيرانهم (مكونات المجتمع الاخرى)
- غياب مؤسسات الدولة بما يضمن العمل من اجل مستقبل أفضل لأنفسهم ولأسرهم، هو السعي الى قدر أكبر من التشاركية بين المواطنين وخلق فرص للترقي ضمن مفهوم المواطنة الحقيقية التي تذيب النزعات المناطقية والدينية في بوتقة واحدة هي الانتماء الى الجنوب.
- عدم التمييز وسيادة القانون بمساواة في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وبضمان حماية الدولة بحيادية ودون تمييز والى الثقة بين الناس والمؤسسات والشعور بالانتماء الى المجتمع.
- عدم تكافؤ الفرص بين جميع المكونات للمضي قدما نحو المستقبل الافضل، ويتم ذلك في التنمية الاجتماعية الثقافية من خلال تحسين الرعاية الصحية والتعليم والحماية الاجتماعية والثقافية وغيرها من الخدمات.
من أجل تعزيز دور المؤسسات الثقافية في الجنوب لتعزيز التماسك الاجتماعي ولبناء السلام والتعايش.
- تقديم الفنون لبناة السلام أدوات فريدة من نوعها لتحويل الصراعات المستعصية بين الأفراد والمجتمعات الوطنية والعالمية وهي أدوات غير منتشرة حاليًا أو متوفرة في مجال بناء السلام. تتمثل مهمة ممارسي بناء السلام في إيجاد طرق استراتيجية لإدماج الفنون في عملية بناء السلام وخلق مساحة حيث يمكن للناس في النزاعات التعبير عن معالجة النزاعات والعنف وعدم الاستقرار من خلال الفنون.
- لا تزال الفنون الثقافية مهمّشة في مجال بناء السلام ربما لأنه يُنظر إليها على أنها لا تخدم قضايا النزاعات والعنف، وغالبا ما يكون ممارسي بناء السلام ناشطين اجتماعيين وسياسيين بعيدين عن مجالات الفنون والعلوم الانسانية، أو لأن المنهجيات ليست متاحة بسهولة وعلى العكس وداخل المجتمع الفني.
- يشعر العديد من الفنانين بأن فنهم لا يحتاج إلى تفسير اجتماعي أو ثقافي، وأن الفن هو من أجل الفن، كما يقول المثل، وأي محاولة لجعل الفن يتجه نحو السياسية أو المجتمع تخون طبيعة الفن المعبرة عنه.
ـ ما هو دور النخب والمؤسسات الثقافية والفنية في المجتمع الجنوبي في تكريس السلوكيات المجتمعية الايجابية؟
عبر سلسلة واسعة من الأنشطة الفنية والثقافية والأدبية وعدد من التدخلات الفاعلة في تعزيز التماسك الاجتماعي، والمساهمة في تحقيق الاستقرار، وتعزيز آليات منع النزاعات على المستوى المحلي.
- أن الثقافة والفنون تنتج تأثيرات على المستويين الفردي والجماعي تتجاوز البعد الجمالي، ولها أهمية قد تحقق التمكين والتنمية الاقتصادية- يُطلق على هذا النوع من التأثيرات: التأثيرات الخارجية أو الأدواتية المحددة. تكون هذه التأثيرات مفيدة عندما "يُنظر إلى الفنون على أنها وسيلة لتحقيق أهداف اجتماعية واقتصادية واسعة لا علاقة لها بالفن في حد ذاته.
- أنه من الممكن ملاحظة أربعة أدوار للثقافة في الحياة الحضرية:
أولاً، عندما تكون هناك منشأة ثقافية قادرة على جذب عدد كبير من الناس، والعمل كرمز ثقافي يؤثر على الاقتصاد الحضري المحلي؛ ثانياً، عندما يكون لدى "المنطقة الثقافية" القدرة على تعزيز التنمية المحلية؛ ثالثاً، عندما يشكل نشاط ثقافي -مهرجان، على سبيل المثال- مكوناً حيوياً للاقتصاد المحلي؛ رابعاً، الدور "السائد" للثقافة في التنمية الحضرية، حيث يمكن للخصائص الثقافية التي تحدد مجموعة من المواطنين أن تعزز الهوية المجتمعية والإبداع والتماسك والحيوية
كيف مؤسسات للنخب والمؤسسات الثقافية والفنية ان تتبنى خطوات السلام والتعايش داخل بنية المجتمع؟
يمكن للنخب والمؤسسات الفنية والثقافية والأدبية بتنويعاتها وادواتها وعناصرها وعلاقاتها وتشبيكاها وشبكاتها الواسعة في الجنوب أن تلعب أدوارا جديرة بالقيمة والأهمية في تعزيز التماسك الاجتماعي الجنوبي وتسهم في المرحلة الانتقالية وتحقيق العدالة الاجتماعية وبناء السلام المأمول، بالشراكة مع الفاعلين الأخرين الحكومة والسلطات المحلية والهيئات الدولية. إذا ما تم أعادة تنظيم نشاطها وتعزيز قدراتها بالدعم والممكنات اللازمة.
كيف تعزز النخب والمؤسسات دورها الإيجابي من مسؤولية مجتمعية في حمل راية رسالة السلام والتعايش والعمل على توعية المجتمع بهذا السلوك للخروج من الواقع الصعب الذي تعيشه البلاد؟
يتعين على القائمين على المشهد الثقافي الجنوبي في كل مناطق الجنوب الى توسيع علاقتها مع المانحين الدوليين والجهات الفاعلة في بناء السلام العمل مع المجتمع المدني الجنوبي لتطوير صوت قوي لطرح مواقف واضحة وعملية بشأن عملية السلام. وتقديم الدعم المالي والفني لشبكات وتحالفات المجتمع المدني المدني المحلي. سيمكنها هذا الدعم من تنفيذ برامج ومشاريع وأنشطة تلبي ما يريده ويحتاجه الناس على الأرض.
- إنشاء منصة تجمع النخب والمؤسسات الثقافية الجنوبية منظمات، تلتقي وتتفاعل وتتبادل الأفكار فيما بينها، من جهة وبين المنظمات الداعمة من جهة أخرى.
- تخصيص التمويل اللازم لتصميم وتنفيذ برامج التدريب المتعلقة ببناء القدرة المؤسسية للشباب الموهوبين والمؤسسات الثقافية المحلية وبناء قدرات العاملين والمتطوعين فيها، من أجل ضمان وجود مؤسسات ثقافية فاعلة قوية تعمل بكفاءة عالية.
- بناء علاقات طويلة الأمد مع منظمات المجتمع المدني؛ عبر تمويل متعدد السنوات يستثمر في القدرات المؤسسية ولا يقتصر على تحقيق أهداف معينة عبر تنفيذ البرامج.
ـ باعتقادك هل أسهمت الفنون الثقافية في التماسك الاجتماعي الجنوبي
أثبتت الحرب ضد الجنوب منذ صيف 94م حتى اللحظة أن الدور الحيوي للفنون الثقافية عمل على حفظ المجتمع من الانهيار والفوضى، إذ رغم غياب مؤسسات الدولة الرسمية (التشريعية والقضائية والتنفيذية)، وتدمير البنية التحتية للخدمات وتعدد أطراف الحرب وهيمنة الجماعات المسلحة والمليشيات وانتشار السلاح بين السكان على نحو لم يشهد له تاريخ الجنوب مثيل، ، لقد كانت النخب الثقافية والمدنية في المجتمع الجنوبي هو الحاضر الوحيد في حفظ الرمق الأخير من الحياة الاجتماعية المشتركة للناس في المدن والأرياف، تلك النخب من مواجهة تحدي الحرب وتفعيل ممكناتها في ممارسات أدوار فاعلة في تسوية النزاعات الاجتماعية في المجتمعات المحلية والحفاظ على المجتمع من الانهيار في الفوضى.
ما هي البرامج والمشاريع والأنشطة التي تعزز وتحقق رفع التوعية اللازمة للمجتمع حول تعزيز التماسك الاجتماعي وبناء السلام والتعايش داخل المجتمع الجنوبي؟
- مسح المؤسسات الثقافية في الجنوب المحلية كافة المحافظات والمديريات وتحليلها واختيار الوسطاء وتدريبهم على تيسير الحوارات الثقافية والتنموية والتبادل الثقافي بين تلك المؤسسات في سبيل تعزيز التماسك الاجتماعي، والمساهمة في تحقيق الاستقرار.
- الاهتمام بالمرجعيات الثقافية الجامعة التي تعد محور اهتمام الجميع كالأندية الرياضية والمواقع السياحية والشواطئ والمتنزهات الترفيهية..
- دعم برامج، بما فيها منتديات حوارات ثقافية، لتوعية الشباب والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي بأهمية التنوع والقبول بالآخر ومخاطر خطاب الكراهية.
أبرز المعالم والفنون الثقافية في الجنوب التي تعتقد أنها سوف تسهم في تعزيز التماسك الاجتماعي وبناء السلام داخل مكونات المجتمع الجنوبي؟
جدول رقم (2) يوضح أبرز الفنون الثقافية في الجنوب
أ- مادية ثابتة | ب- مادية منقولة | ج- لا مادية |
آثار ومتاحف | طب شعبي | حكايات |
أبنية وعمارات | لقى أثرية | عقائد |
مشيدات دينية | أطعمة | أدب وشعر |
مشيدات سياحية | أشغال حرفية | أعياد شعبية |
مشيدات خدمية | أعمال فنية | رموز |
منشآت عملية | أدوات موسيقية | رقص وموسيقى |
كتب وصحافة | ألعاب | حيوانات |
مشيدات رياضية |
ما هي المرجعيات الثقافية الأكثر اتساعا وانتشارا لدى عينة الاستطلاع سوف نذكرها بالترتيب؟
أولا: الأندية الرياضية والثقافية والفنية (الرسمية والشعبية والمدرسية)
ثانيا: المواقع والمعالم التاريخية والاثرية
ثالثا: الأغاني والرقصات والمهرجانات الشعبية والشعرية
رابعا: المنتزهات والشواطئ والمساحات الأمنة
الآليات والتوصيات المقترحة
أولا: الأليات والإجراءات
1- إعداد الخارطة الثقافية في إنتاج مسارات تجمع المواطنين وتمهد للتماسك الاجتماعي وتحقيق العدالة الانتقالية للجنوب؛ لكونها أداة فعالة لوضع البرامج التنموية والاجتماعية المحلية انطلاقاً من الموارد الثقافية المتوافرة.
2- إعداد دراسات ميدانية توثيقية شاملة لحصر ورصد كافة الفنون الثقافية في المجتمع الجنوبي
3- دعوة المستثمرين للاستثمار في المجال الثقافي، السياحي والأدبي والفني والترفيهي...الخ
4- تشجيع ودعم المبادرات الشعبية المهتمة بالفنون الثقافية والعمل على تنظيمها لكونها من اهم مقومات نجاح المشاريع الثقافية التي تسهم في تعزيز التماسك المجتمعي (تكريم الشاعرين ثابت عوض وأبو حمدي نموذجا) والعمل على زيادة القدرة على التعاطف والاهتمام بالآخرين وبناء علاقات من الاعتراف عادة ما يخرج الأفراد الذين يشاركون في الخبرات الثقافية من بيئتهم المألوفة وينسحبون نحو المجهول.
5- إعداد برامج تدريبية سنوية في سبيل بناء قدرات الشباب الموهوبين لاسيما في عواصم المحافظات في عدة مجالات (الرسوم الجدارية ورسام كاريكاتير، والإنتاج المسرحي والتصوير، وكتابة القصة والرواية...) لتمكينهم من لعب دور إيجابي وفعال في المجتمع.
6- الاسهام في إعداد مشروع ثقافي وطني جنوبي جامع يعمل على استعادة روح الهوية الثقافية الجنوبية ويحدد ملامح مستقبل الجنوب الثقافي والفكري.
7- تشكيل الوعي العام لدى النخب والمؤسسات الثقافية الجنوبية حول أهمية الفنون والثقافة بالجنوب في تعزيز التماسك الاجتماعي، العيش المشترك، الأمن وإدماج لوصول إلى هذه الأهداف سيتم من خلال طرق مواضيع متنوعة، وشاملة لمختلف الاهتمامات الوطنية عن طريق سلسلة من المحاضرات والندوات والجلسات النقاشية، مشفوعة بعدد من المسابقات الثقافية والفنية تشمل: القرآن الكريم، مدائح الرسول صلى الله عليه وسلم، الشعر، الرسم، الأغاني، الرقصات الجماعية، الفن التشكيلي، وأشكالا أخرى من أنماط التعبير الثقافي. بالإضافة إلى عروض خاصة تعبر عن خصوصية كل ولاية، إضافة إلى تنظيم تصفيات في كرة القدم، وبطولة خاصة لكرة القدم المدرسية، وفي كرة السلة، وألعاب القوى، والألعاب التقليدية.
8- إعداد مشروع سنوي يستهدف ما لا يقل عن ألف شاب حول عدد من الأنشطة والثقافية والرياضية والترفيهية، ومشاركة الفاعلين الثقافيين والرياضيين بفعالية في تعزيز الثقافة والمواطنة والمدنية والقدرة على الاستجابة لرفع التحديات المتعلقة بتشغيل الشباب ومكافحة التطرف
ثانيا: التوصيات والمقترحات:
أولا: في مجال تفعيل نشاط الأندية الرياضية والثقافية والفنية (الرسمية والشعبية والمدرسية) يتطلب القيام بالخطوات التالية:
- تفعيل دور الأنشطة التربية البدنية والأنشطة الرياضية المدرسية في مدارس التعليم الأساسي والثانوي.
- تفعيل الدور الرياضي لكافة الفرق الشعبية في مديريات الجنوب
- تفعيل دور الأندية الرياضية الجنوبية لكافة درجاته الأولى والثانية والممتاز لاسيما الأندية الرياضية في العاصمة عدن ونادي حسان وشعب حضرموت وغيرها.
- إقامة المباريات الودية بين الأندية الكبار في سبيل استعادة هويتها الثقافية التي تعد جزء من هوية الجنوب ولما لها من أهمية في التماسك الاجتماعي الجنوبي.
- اكتشاف المواهب وتنميتها وتشجيع التميز الدراسي في المؤسسات التعليمية، وخلق وتنمية ثقافة التطوع بين تلاميذ المؤسسات التعليمية، وخلق إطار للتواصل والنقاش الآمنين بين الشباب.
- تنفيذ حملات توعوية دور الرياضة في مواجهة العنف والتطرف العنيف” وتناولت هذه الحملة مجموعة من الأنشطة منها جلسات شبابية حول العنف والتطرف العنيف، وكيفية ربط الرياضة بالتنمية الاجتماعية ومواجهة التطرف العنيف
ثانيا: وفي مجال تفعيل نشاط المواقع والمعالم التاريخية والاثرية يساعد على إعادة بناء ودعم التماسك المجتمعي يتطلب القيام بالآتي:
- تفعيل النشاط السياحي لأبناء الجنوب لاسيما في المواقع التاريخية والاثرية في كل محافظات الجنوب كقلعة صيرة والصهاريج والمنارة وشبام حضرموت وحصون والقلاع وغيرها.
- إعادة ترميم المتاحف الوطنية في عواصم محافظات الجنوب.
- إقامة المسابقات الثقافية كالتصوير والمعلومات والبحوث والمقالات فيما يخص التراث الجنوبي.
- إعداد فرق شبابية من الجنسين وتدريبهم في مجال الارشاد السياحي في سبيل توزيعهم على المواقع السياحية والاثرية كلا في إطار مديرية ومحيطه الجغرافي في سبيل تقديم خدمات سياحية ارشادية توعوية تثقيفية عن تلك المواقع الاثرية.
ثالثا: وفي مجال تفعيل دور الأغاني والرقصات والمهرجانات الشعبية والشعرية يتوجب القيام بالخطوات التالية:
- تفعيل المواد الفنية (الرسم والرقص والتمثيل، والخطابة، والقيادة المدرسية للطلاب كالكشافات وريادة الصفوف الدراسية) في مرحلة التعليم الأساسي لكافة مدارس الجنوب.
- المشاركات في كافة المهرجانات والمناسبات الوطنية والدينية الجنوبية
- ترسيخ ثقافة الاعتزاز بالأغنية والرقصات الشعبية والموروث الجنوبي بكل اشكاله.
رابعا: وفي مجال تفعيل دور المنتزهات والشواطئ والمساحات الأمنة يتوجب القيام بالآتي:
- إعادة المساحات الآمنة للأطفال في الحافات والمدارس ليمارس الطلاب نشاطهم بأريحية تامة في سبيل اندماج الأطفال ببعضهم ويخلق روح الاخاء والتعاون والصداقة فيما بينهم.
- توفير المنتزهات للعوائل في الشواطئ والحدائق في سبيل ان تنال الاسرة الجنوبية حقوقها الترفيهية والسياحية وتسهم تلك الأماكن العامة في خلق روح التآلف والتقارب بين الاسر الجنوبية لاسيما في المجتمعات المدنية.
- توفير الحمايات الأمنية الكافية للأسر والعوائل التي ترتاد تلك الأماكن وكذلك السعي الدؤوب لتوفير البيئة الملائمة لتلك المنتزهات.
- دعوة المستثمرين في المجال السياحي لاسيما في عواصم المحافظات عدن لحج ابين المهرة سقطرى شبوة حضرموت.
- حث وتشجيع وتكريم الجهات الفاعلة (الوكلاء الثقافيون المحليون والمؤسسات والمواطنون والجمعيات الأهلية والجامعات المساهمة في تعزيز الديناميكيات الثقافية في كل منطقة، مع دور أساسي كدافع لهذه الاستراتيجيات معظم الوقت.