تحليلات
مساعٍ أممية لتفكيك "قنبلة صافر"..
الأذرع الإيرانية في اليمن تجدد تهديد السعودية والأزمات الدولية تطلق تحذيرات جديدة
جددت الأذرع الإيرانية في اليمن تهديداتها تجاه المملكة العربية السعودية، وتوعدت بإيقاف الملاحة في حال وفشلت الوساطة التي تقودها سلطنة عمان، لإيقاف الصراع بين الرياض وأذرع طهران في صنعاء، فيما تجدد الحديث بشأن جهود تقودها الأمم المتحدة لتفكيك قنبلة صافر الموقوتة التي يستخدمها الحوثيون كورقة ابتزاز.
ونقلت وسائل إعلام محلية في اليمن عن قيادي في جماعة الحوثيين زعمه "يتوقع البعض أن الاستهداف سيقتصر على آبار ومصافي النفط والتحلية، في حال فشل المفاوضات مع النظام السعودي".
وأضاف "طبعاً النفط شيء مفروغ منه ولا جدال في ذلك، لكن التوقعات تشير إلى أن الملاحة ستتوقف تماما ونبقى جميعا بدون موانئ ومطارات".
وقال "على السعوديين أن يراعوا مصالحهم قبل مصالح الولايات المتحدة الأمريكية ".
وقال إعلام يمني محلي إن هذه التهديدات جاءت بالتزامن مع قرب استئناف المفاوضات السعودية الحوثية برعاية عمانية. وقبل ثلاثة أسابيع، وصل وفدان، سعودي وعماني، إلى العاصمة اليمنية صنعاء لإجراء محادثات الأذرع الإيرانية، وغادر الوفدان بعد أسبوع من وصولهما، دون أي مؤشرات حول التوصل الى تفاهمات.
ورأس الوفد السعودي، سفير المملكة لدى اليمن، محمد آل جابر، والذي قال في تغريدات على حسابه بتويتر، إنه يزور اليمن بهدف تثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار ودعم عملية تبادل الأسرى وبحث سبل الحوار بين المكونات اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام في اليمن.
وحذرت مجموعة الازمات الدولية من أن التفاوض بين السعوديين والحوثيين قد يؤسس لصراع طويل، والسبب استثناء بقية القوى السياسية في اليمن والجنوب، وهو ما سبق وأشارت إليه صحيفة اليوم الثامن في تقرير سابق.
وتمضي الرياض في التفاوض مع الحوثيين برعاية من مسقط التي تسعى إلى الدخول في صلب الأزمة اليمنية من بوابة الحوثيين الذين تحتضنهم مسقط منذ بداية الحرب.
من ناحية أخرى، يرتقب أن تصل ناقلة النفط البديلة لـ«صافر»، بالتزامن مع الموعد المفترض لاستئناف المحادثات بشأن خارطة السلام في اليمن، التي من المقرر أن يجريها الوسطاء مع ممثلي ميليشيا الحوثي، على أن تبدأ مع نهاية مايو، آيار المقبل عملية إفراغ الناقلة من حمولتها التي تزيد عن مليون برميل من النفط الخام، بما يسهم في إنقاذ البلاد والمنطقة من كارثة بيئة غير مسبوقة.
ونقلت صحيفة البيان الإماراتية عن مصادر في الجانب الحكومي اليمني المعني بمتابعة ملف «صافر»، تأكيد أن الأمم المتحدة أبلغتهم، أن الناقلة البديلة، التي أبحرت من أحد موانئ الصين مطلع أبريل الجاري، من المرجّح أن تصل في النصف الأول من مايو المقبل، على أن يتبع ذلك البدء في تنفيذ المرحلة الأولى من خطة إفراغ «صافر»، التي ترسو قبالة سواحل محافظة الحديدة على البحر الأحمر.
ووفق ما ذكرته الصحيفة، فإن اللجنة المحلية الأممية المشتركة، المعنية بملف «صافر»، استكملت إجراء مسوحات ميدانية لإقامة مركز لوجيستي؛ لإمداد عمليات إنقاذ الناقلة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة من ساحل البحر الأحمر، تضم إلى جانب مسؤولي وزارة النقل، مختصين في مجال البيئة.
وقال رئيس اللجنة، القبطان يسلم بن مبارك، في تصريحات صحافية، إن مركز العمليات اللوجيستي، سيُعنى بتوفير سُبل الدعم للفرق الفنية أثناء عملية تفريغ النفط من «صافر» إلى الناقلة الجديدة، مؤكداً أن عملية التفريغ مخطط لها أن تبدأ نهاية مايو، وأن مجموعة من الفنيين من الهيئة العامة للشؤون البحرية، ومن هيئة حماية البيئة، وممثلين عن السلطة المحلية بالحديدة، وخبراء من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يعملون معاً في مركز عمليات للتدخل، في حالة حصول تسرب من «صافر». وبيّن بن مبارك أن اللجنة تعمل على مراقبة عملية التفريغ، من خلال تقديم المساعدة والتواصل مع القنوات الرسمية والجهات المعنية، والوصول إلى المعدات في مواقع أخرى، مثل جيبوتي، وتنظيم فرق الطوارئ الميدانية، في حال حدث تسرّب من الناقلة، للتعامل معه فوراً.
من جهتها، شددت وزير التجارة الخارجية والتعاون التنموي الهولندية، ليسغي شرينماخر، على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية، لتمويل وتنفيذ خطة الأمم المتحدة المنسقة لمعالجة مشكلة خزان «صافر» النفطي، والتعامل الإيجابي معها، وحلها في أسرع وقت ممكن، تجنباً لمخاطر كارثية، قد تؤثر في اليمن والعالم بأسره.
وقالت إن بلادها تلعب دوراً ريادياً في إيجاد الحلول لهذا التهديد البيئي ذي الأولوية القصوى، بما في ذلك مشاركتها مع بريطانيا في تنظيم لقاء للمانحين لسد الفجوة التمويلية لعملية الإنقاذ الطارئة للخزان النفطي، الذي سوف يقام في الرابع من مايو المقبل.
يذكر أن الأمم المتحدة كانت قد حثّت في بيان الأعضاء، على المساهمة بمعدات؛ لمساعدة الجهود التي تقودها لمنع تسرب نفطي كارثي محتمل من الناقلة «صافر» القديمة والمتحللة.