تحليلات
مصادر تكشف "اليوم الثامن" معلومات حصرية..
إخوان السعودية.. كيف أصبح فرع الدولة الخليجية الثرية أداة بيد الفرع اليمني
يدعم إخوان اليمن بشكل واضح وصريح، نحو توتير الأوضاع في الجنوب المحرر، وخاصة في محافظتي حضرموت وشبوة، التي لا يخفي التنظيم السعودي، الحديث عن ما يقول إنها مطامع "سعودية" للسيطرة على المحافظتين الغنيتين بالثروات النفطية، من خلال خلق مبررات من بينها ان سكان المحافظتين هم اقرب اجتماعيا إلى السعوديين، رغم ان هذه المبررات تبدو بعيدة جدا عن ما يرمي له الإخوان الذين يسعون لدعم مشروع تقاسم بين الاذرع الإيرانية وتنظيم الإخوان اليمن.
منذ يناير الماضي، بدأ الاخوان في السعودية التهديد بالتدخل عسكريا ضد مساعي قوات النخبة الحضرمية نشر قواتها في وادي حضرموت.
ويبدو ان تنظيم الإخوان في السعودية، يعمل على الحفاظ على أخر فروع التنظيم العالمي، "الفرع اليمني" الذي رفض مواجهة الحوثيين، محافظا على علاقة تربطه بالنظام الإيراني، فخلال السنوات الماضية، رفض إخوان اليمن قتال الحوثيين، رغم الدعم السعودي الكبير لدعم جهود الحرب ضد الأذرع الإيرانية، الا انه عوضا عن ذلك شن حربا واسعة على الجنوب وأسقط شبوة وحاول الوصول الى العاصمة عدن، لولا ان القوات الجنوبية منعت ذلك خلال معارك استمرت لسنوات خلال الثلاثة الأعوام الماضية.
وأظهرت السعودية موقفا داعما للإخوان للسيطرة على عدن، وهو ما تبين من خلال وسائل الإعلام (شبه رسمية) والتي حاولت اسقاط العاصمة الجنوبية على الرغم من ان المعارك كانت في محافظة أبين.
منذ يناير الماضي، ظهر الإخوان في السعودية بخطاف عدائي تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة، الشريك الفاعل في التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، تطور الخطاب الى تمويل فرع الدولة الخليجية الثرية، وسائل إعلام إخوانية، خصصت رسائلها الإعلامية في مواجهة أبوظبي وعدن، لكن ذلك لم يخف الخطاب الإخواني السعودي.
مصادر دبلوماسية يمنية كشف لصحيفة اليوم الثامن عن شخصية يمنية مثلت همزة الوصل بين فرع التنظيم الدولي في تركيا، والفرع السعودي الذي تحول الى أداة بيد الفرع اليمني، وأصبح يعمل على تنفيذ اجندته الخاصة بالتقاسم بين ان يذهب اليمن الشمالي للحوثيين للجنوب لإخوان اليمن، مقابل امتيازات تحصل عليها السعودية في حضرموت وشبوة والمهرة، من بينها مد أنبوب نفطي عبر المحافظة الجنوبية الشرقية..
وتقيم في السعودية قيادات إخوانية يمنية من بينها صلاح باتيس الذي يرفع شعار "فصل وادي حضرموت" عن بقية محافظات الجنوب الأخرى، إذا ما فرض قرار نشر قوات النخبة في وادي حضرموت.
وقالت مصادر سياسية جنوبية لصحيفة اليوم الثامن إن إخوان السعودية مولوا ناشطين بعضهم يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، لدعم التوجهات الإخوانية السعودية، لكن تلك المحاولات فشلت في المهد، الأمر الذي غير التنظيم السعودي من ادواته من خلال الاعتماد على موجهات صادرة عن قيادة تنظيم الإخوان الدولي المقيم في تركيا.
وأكدت مصادر لصحيفة اليوم الثامن إن مسؤولا يمنيا في وزارة الإعلام يدعى عبدالسلام محمد هادي الهبيط، يقيم في تركيا، يمثل همزة وصل بين قيادة التنظيم الدولي والفرع السعودي، وهذا المسؤول (مستشار في وزارة الإعلام) يتحصل على مرتب شهري يقدر بـ(3 ألف دولار أمريكي)، تصرف له من موارد الجنوب عن طريق وزير الإعلام اليمني معمر الإيراني.
وبحسب المصادر فأن الهبيط، صدر به قرار مستشارا لوزارة الإعلام من قبل الرئيس المتنحي عبدربه منصور هادي، وانتقل من الرياض الى تركيا لكي يسهل له العمل ضمن اجندات التنظيم الدولي للإخوان.
وقالت المصادر "إن الهبيط سبق له وزار الرياض أكثر من مرة، وفي كل زيارة كان يلتقي بنائب الرئيس اليمني المعزول علي محسن الأحمر، حتى بعد عزل الأخير".
وأكدت المصادر ان ناشطين سياسيين في اخوان السعودية باتوا يعتمدوا على الموجهات التي ترسل لهم عن طريق الشخص المسؤول المكلف من قبل التنظيم الدولي، حيث أصبح فرع الدولة الخليجية الثرية أداة تصف بالخبيثة لتحقيق تطلعات إخوان اليمن، بالسيطرة على منابع النفط على اقل تقدير، ويدعم الحوثيين هذا التوجه من خلال ما تعتقد بعض التقارير الصحفية "موافقة سعودية على ان تذهب نحو 80 % من عائدات النفط للحوثيين تحت بند رواتب، وهو الأمر الذي يرفضه المجلس الانتقالي الجنوبي.
وحصلت صحيفة اليوم الثامن على صورة حصرية لـ"مستشار وزارة الإعلام اليمني، محمد عبدالسلام الهبيط، مع الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي الذي لقي حتفه في قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية قبل أعوام، وفي صورة أخرى يتوسط الهبيط، عضوين في تنظيم الإخوان السعودي وهما سليمان العقيلي وتركي القبلان، وهما من ابرز الأدوات السعودية المحرضة على الشريك في التحالف العربي، دولة الإمارات العربية المتحدة، في حين تقول مصادر قريبة من وزير الاعلام اليمني إن تمويلا سعوديا للإعلام اليمني يذهب لتمويل أنشطة مناهضة للمجلس الانتقالي الجنوبي ودولة الإمارات العربية المتحدة.
ويمثل القبلان العقيلي، ابرز الأصوات العدائية التي تقدم نفسها على انها تتحدث بلسان حكومة المملكة، حيث لا حرية تعبير، مقارنة ببعض الدول التي فيها حرية تعبير، الأمر الذي تشير بعض المصادر الى ان هذا الخطاب يحظى بدعم من تيار عميق في الدولة السعودية.