تحليلات
"استنساخ تجارب علي عبدالله صالح"..
إخوان اليمن يجيشون تعز ضد الجنوب.. هل تكون بوابة لحرب جديدة ضد عدن؟
شهدت مدينة تعز، كبرى مدن اليمن الشمالي، تظاهرة جماهيرية ممولة من بعض الأطراف الإقليمية، رددت شعارات مناهضة للجنوب، ودعت الى شن حرب جديدة على الجنوب، بدعوى الدفاع عن مشروع الوحدة اليمنية (1990-1994م)؛ الأمر الذي أعاد الى الاذهاب حروب سابقة شهدها الجنوب كان لرموز يمنية تعزية الدور الأبرز في تفجيرها ومنها احداث العام 1986م.
وقال اعلام محلي في اليمن إن الآلاف من أبناء تعز خرجوا في تظاهرة حاشدة طافت بعض شوارع المدينة التي يتقاسم النفوذ فيها الحوثيون والاخوان، ورددت هتافات ضد الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي، ودعت الى التصدي عسكريا لمنع الجنوب من العودة الى الدولة السابقة التي دخلت في وحدة هشة مع جارتها الجمهورية العربية اليمنية في مايو أيار من العام 1990م.
وقد فشل مشروع تلك الوحدة بالانقلاب اليمني على اتفاقيتها وشن حرب عدوانية على الجنوب، لعبت تعز دورا كبيرا فيها على اعتبار انها على التماس مع عدن، حيث شكلت نقطة أمداد لرفد تحالف نظام صنعاء والإخوان وتنظيم القاعدة، بالإمدادات على اعتبار انها اقرب المدن اليمنية.
وفي الحرب التي شنها الحوثيون وتحالف نظام علي عبدالله صالح في العام 2015م، كان هذا التحالف قد استخدم تعز التي وقفت عاجزة في الدفاع عن المدينة من الهيمنة الحوثية الإخوانية لتتحول مرة أخرى الى نقطة أمداد في حرب اجتياح الجنوب.
وقال إعلام محلي إن القيادي في تنظيم الإخوان المقيم في سلطنة عمان، مول عن طريق دولة إقليمية راعية للإخوان تظاهرة مناهضة للجنوب في قلب مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون منذ ثمانية أعوام.
وبحسب الاعلام المحلي فان المخلافي دعا في بيان صحفي إلى توحيد الجهود اليمنية، للدفاع عن مشروع الوحدة؛ في تأكيد على دعوة الحوثيين صراحة إلى إعادة شن حرب جديدة على الجنوب انطلاقا من مدينة تعز المجاورة.
وشدد المخلافي على أهمية التصدي لمشروع استقلال الجنوب، بدعوى ان هذا المشروع يستهدف الوحدة اليمنية، الأمر الذي وجه رسائل مباشرة للحوثيين بان عليهم شن حرب أخرى للحوثيين او تحمل مسؤولية ما قد تذهب اليه الأوضاع في الجنوب.
وهاجم البيان الإخواني دول التحالف العربي وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة، لكنه حاول الحديث عن توجيه البوصلة صوب الحوثيين بدعوى انهم انقلابيون لكنه في ذات الوقت يدعوهم لتوحيد الجهود لمحاربة من وصفهم بالشرذمة الانفصالية.
وقالت مصادر يمنية في تعز لصحيفة اليوم الثامن إن دولا إقليمية مولت الخروج في تظاهرة كبيرة موجهة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي الا ان جزء من تلك الأموال لم يغادر سلطنة عمان حيث تقيم قيادات الإخوان.
ويسعى الإخوان الى استنساخ تجربة "صالح" الذي هدد الجنوب من بوابة اجتماع عقده مع شخصيات يمنية من تعز، لمحاولة ابعاد تهمة الطائفية عن المشروع الحوثي الذي شن حربا عدوانية بالتحالف مع المؤتمر الشعبي العام في مارس من العام 2015م.
وبشأن عودة الإخوان الى تجييش تعز ضد عدن ان تفتح الباب امام جولات صراع سابقة شهدتها عاصمة الجنوب، كان لتعز اليد الطولى في اشعال فتيلها، كما يقول جنوبيون.
ومن تلك الاحداث والصراعات، احداث العام 1986م، والتي جاءت على اثر محاولة انقلابية قادها عبدالفتاح إسماعيل الجوفي وبعض اتباعه الذين أرادوا الإطاحة بنظام علي ناصر محمد والاستحواذ على الحكم مرة، وتكرار تجربة الإطاحة بالرئيس سالم ربيع علي التي يقول عضو الكونجرس الأمريكي بول فندلي ان عبدالفتاح إسماعيل هو من خطط لتصفية الرئيس الجنوبي السابق.