السياسة الأوروبية تجاه إيران: إخفاقات الاسترضاء والدعوة إلى فرض عقوبات أكثر صرامة

في باريس يوم 30 يونيو، عقدت حلقة نقاش حاسمة بعنوان "السياسة الأوروبية بشأن إيران"، جمع الخبراء المحترمين معا للتداول بشأن النهج الأنسب تجاه إيران. الدكتور أليخو فيدال كوادراس، نائب رئيس البرلمان الأوروبي السابق،حدد النغمة من خلال حث القادة الأوروبيين على التوقف عن استرضاء نظام الملالي وبدلا من ذلك دعم الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة من أجل إيران حرة.

أكد كوادراس على تعقيد الإطار المؤسسي للاتحاد الأوروبي، محذرا من أن مؤسسات الاتحاد الأوروبي لا تشترك في نفس السياسات تجاه إيران. وانتقد السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لتشبثها بوهمين: الإيمان بالمعتدلين داخل النظام وفكرة استرضاء النظام من خلال المفاوضات. جادل كوادراس بأن هذه الأوهام قد ثبت أنها خاطئة، مما أدى إلى سياسة فشلت فشلا ذريعا.

انتقد نائب الرئيس السابق صانعي السياسة في الاتحاد الأوروبي لنفورهم من المخاطرة،مقارنة هذا النهج بشجاعة المقاومة الإيرانية التي تمثلها منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. وشدد كوادراس على أنه من خلال تجنب المخاطر، يزيد صانعو السياسة في الاتحاد الأوروبي عن غير قصد من المخاطر ويعرقلون جهود المعارضة.

بيتر ألتماير، الوزير الاتحادي السابق للشؤون الاقتصادية والطاقة في ألمانيا،وأشاد بصمود الشعب الإيراني في وجه عقود من القمع. وأشاد بخطة السيدة رجوي المكونة من 10 نقاط باعتبارها ملخصا رائعا للقيم العالمية، توفير أساس للعمل المشترك من قبل جميع الدول الديمقراطية.

ودعا ألتماير إلى توظيف المزيد من الخبراء في أجهزة الاستخبارات والوزارات التي تتعامل مع إيران، الدعوة إلى زيادة الدعم للشعب الإيراني. وحث على إشراك نشطاء حقوق الإنسان ومساعدة الشباب الإيراني الشجاع الذي تظاهر من أجل حقوقه. وشدد الوزير الألماني السابق على أهمية الخطة المكونة من 10 نقاط، التي تعد بتحويل إيران إلى ديمقراطية متطورة مع تحسين مستويات المعيشة لمواطنيها.

قدم بوب بلاكمان عضو البرلمان من المملكة المتحدة منظورا تاريخيا،تسليط الضوء على الضعف المؤقت للنظام من خلال العقوبات. ودعا بحزم إلى فرض عقوبات مطلقة على النظام، استهداف الحرس الثوري الإيراني على وجه التحديد والاستيلاء على أصوله لصالح الشعب الإيراني. وشدد بلاكمان على أهمية تنفيذ خطة السيدة رجوي الديمقراطية المكونة من 10 نقاط وشدد على أن الشعب الإيراني يجب أن يكون له الحق في اختيار زعيمه من خلال انتخابات حرة ونزيهة.

أودرونيوس أزوباليس، عضو البرلمان الليتواني ووزير خارجية ليتوانيا السابق،أشاد بالمقاومة الإيرانية لإبقاء القضية الإيرانية حية على مر السنين. وحث على فرض عقوبات أكثر صرامة ضد إيران، وخاصة استهداف خبراء ومصانع الطائرات بدون طيار الإيرانية، والتي تساهم بشكل كبير في حرب روسيا في أوكرانيا.

كيمو ساسي، وزير التجارة الخارجية السابق ووزير النقل والاتصالات في فنلندا،انتقد الاتحاد الأوروبي بصراحة لكونه متساهلا للغاية في تنفيذ إعلانات حقوق الإنسان، لا سيما في أماكن مثل إيران حيث تنتهك حقوق الإنسان أكثر من غيرها. وسلط الضوء على دعم إيران للإرهاب وتورطها في الأنشطة الإرهابية على الأراضي الأوروبية، وإذ يشدد على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة هذه التهديدات.

أدان ساسي سياسة الاسترضاء ودعا إلى فرض عقوبات أكثر صرامة على إيران،التأكيد على إخفاقات الاسترضاء والدعوة إلى فرض عقوبات أكثر صرامة والدعم الثابت للشعب الإيراني ومقاومته المنظمة. وشدد الخبراء بالإجماع على الحاجة إلى نهج جديد يعطي الأولوية لحقوق الإنسان، الديمقراطية والاستقرار الإقليمي في إيران، بدلا من الاستمرار في السياسات التي عفا عليها الزمن والتي لم تسفر عن أي نتائج إيجابية. بينما يواصل الشعب الإيراني نضاله من أجل الحرية، من الأهمية بمكان أن يصغي القادة الأوروبيون إلى توصيات المتحدثين وأن يقفوا تضامنا مع المقاومة الإيرانية في سعيهم لتحقيق إيران حرة وديمقراطية.