تحليلات
المجلس الانتقالي الجنوبي يجدد رفض منح الحوثيين 80% من الموارد..
الأذرع الإيرانية في اليمن تتحدث لأول عن وعود سعودية بشأن الحصول على نسبة من موارد الجنوب
قالت الأذرع الإيرانية في صنعاء إن المملكة العربية السعودية، وعدتهم بدفع مرتبات الموظفين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، من موارد النفط، على الرغم من ان المجلس الانتقالي الجنوبي دائما ما يؤكد رفضه لمقترح "منح الحوثيين 80 % من موارد المحافظات الجنوبية، وهو ما أكد عليه رئيس المجلس "عيدروس الزبيدي"، خلال ترأسه الأحد، اجتماعا موسعاً لقيادات القوات المسلحة العسكرية والأمنية الجنوبية عبر الاتصال المرئي.
ووقف الاجتماع أمام تصعيد ميلشيات الحوثي المتواصل في مختلف خطوط التماس في جبهات بيحان، وكرش، وطور الباحة، ويافع، والضالع، وما أقدمت عليه العناصر الإرهابية التي استهدفت بالرصاص الحي الحشد الجماهيري السلمي الذي خرج في سيئون بوادي حضرموت لإحياء الذكرى الـ29 ليوم الأرض الجنوبي يوم الجمعة الموافق ٧ يوليو أمام مرأى قوات المنطقة العسكرية الأولى.
وأكد الزُبيدي أن حماية شعب الجنوب مسؤولية القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الجنوبية، والمقاومة الجنوبية، وأنها ستقوم بواجبها لحماية حضرموت من الإرهاب الذي يستهدفها بالوقت المناسب.
وقال الزبيدي في مقابلة مع صحيفة الجارديان البريطانية إن على الغرب قبول واقع جديد يسيطر فيه الحوثيون على شمال اليمن ويدير الجنوب المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي.
وقال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، إن المحادثات المخطط لها حول مستقبل البلاد يجب إعادة تشكيلها لمواجهة هذا الواقع الجديد، بما في ذلك عن طريق وضع قضية دولة جنوبية منفصلة في مقدمة المناقشات. وتخضع المحادثات إلى حد كبير لسيطرة السعودية التي تريد إيجاد طريقة لتخليص نفسها من الحرب التي تشير التقديرات إلى أنها تسببت في مقتل أكثر من 250 ألف شخص.
كما حاول الزبيدي طمأنة الغرب بأن الممرات البحرية والموانئ وحقول النفط في جنوب اليمن الحيوي استراتيجيا ستكون آمنة في ظل دولة يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي، قائلا: "سنطبق جميع قواعد الأمم المتحدة والقانون الدولي". وحذر من أن البديل هو سيطرة الحوثيين المدعومين من إيران على مضيق باب المندب، وهو ممر مائي مهم للتجارة الدولية.
كما تعهد بإجراء استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة قبل استقلال الجنوب: "نحن ملتزمون بالالتزام بجميع القوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة للاستفتاءات. يمكننا إعداد قوائم التصويت لهذا الآن". وأضاف أنه سيتعاون مع محكمة جنائية دولية للتحقيق في جرائم الحرب.
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير ترجمته صحيفة اليوم الثامن إن المجلس الانتقالي الجنوبي يود العودة إلى الفترة بين عامي 1967 و1990 عندما تم تقسيم اليمن إلى قسمين مع دولة اشتراكية منفصلة في الجنوب. وقال إن تلك الدولة "لها إيجابياتها وسلبياتها، ولكن بعد ذلك لن تجد أي شخص في حاجة أساسية وتحترم الدولة حقوق الإنسان. اعتدنا أن نوصم بأننا اشتراكيون متطرفون، لكننا مدنيون منفتحون. نحن قوميون معتدلون - لسنا إسلاميين ولا علمانيين. نحن في المركز. نحن لا نحتضن أي حركة سياسية قائمة على الدين".
وذكرت الصحيفة البريطانية إن الزبيدي، القائد السابق للجيش ومحافظ عدن، قد نجأ من هجمات بسيارات مفخخة، وتلقى دعما قويا من الإمارات العربية المتحدة منذ أن شكل المجلس الانتقالي الجنوبي في عام 2017.
وقال إن المجلس الانتقالي الجنوبي هو المنظمة الأكثر تنظيما في المحافظات الثماني في الجنوب بما في ذلك عدن، والقوة العسكرية المهيمنة القادرة على محاربة الحوثيين المدعومين من إيران.
والواقع الجديد هو أن الحوثيين يسيطرون على الشمال والمجلس الانتقالي الجنوبي يحكم في الجنوب".
وقال الموقع البريطاني "إن المملكة العربية السعودية مترددة في احتضان المجلس الانتقالي الجنوبي جزئيا لأنه يعني أن الرياض استثمرت ثماني سنوات من الحرب في اليمن فقط لتفقد السيطرة على الشمال للحوثيين والجنوب لصالح المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات. يعمل السعوديون، الذين هم على خلاف متزايد مع الإمارات في اليمن، بنشاط للحد من نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي في منطقة حضرموت الكبيرة الغنية بالنفط في الجنوب الشرقي".
ولفتت الصحيفة إل أن راهن الغرب حتى الآن على بلد متكامل يتقاسم فيه الحوثيون السلطة مع الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة.
كان من المتوقع أن يكون السلام في اليمن أحد الثمار الأولى للتقارب السعودي الإيراني في أبريل، ولكن على الرغم من المحادثات المباشرة غير المسبوقة بين الرياض والحوثيين واستمرار وقف إطلاق النار بحكم الأمر الواقع، لم يكن هناك انفراجه.
ولم تشرك الرياض الحكومة اليمنية المدعومة من الأمم المتحدة والمجلس الانتقالي الجنوبي في محادثاتها مع الحوثيين، على الرغم من تشكيل فريق تفاوض حكومي. وقال الزبيدي إن عملية السلام توقفت وعلى أي حال تستند إلى افتراضات قديمة بشأن القدرة على تغيير بلد موحد. "يجب إعادة تصميم محادثات الأمم المتحدة. عليهم التعامل مع الحقائق الجديدة للحوثيين في الشمال والمجلس الانتقالي الجنوبي في الجنوب. يجب أن نشارك وأن تناقش المسألة الجنوبية منذ البداية".
وأكد رئيس مجلس اليمنيين الحوثيين في صنعاء "أن شعبنا قدم جميع التضحيات من أجل الحفاظ على حاضرنا وبناء مستقبل أجيالنا".
وأشار إلى أن المفاوضات بين جماعته والسعودية، توقفت عند نقطة تسليم الراتب من ثرواتنا النفطية والغازية، وكان السعودي مستعد أن يسددها من عنده لا من ثرواتنا النفطية والغازية.
وزعم الحوثي أن ما يريده السعوديون هو سرقة ثروات اليمن النفطية وتحويلها للبنك الأهلي السعودي ثم يقوم بالتصدق على موظفي شعبنا، وهذا ما تم رفضه.
واتهم المشاط، السعودية بالترد على التحذير الذي يستهدف مدينة تعز وهم المتضرر الأبرز من هذه التيار السياسي.
تحرك المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو / أيار لتعزيز نفوذه عندما أكمل حوارا سياسيا مطولا حول رؤية للجنوب توج بانضمام عضوين من مجلس القيادة الرئاسية المكون من ثمانية أعضاء، وهو الهيئة التنفيذية للحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، إلى المجلس الانتقالي الجنوبي. ثلاثة من المقاعد الثمانية يشغلها الآن المجلس الانتقالي الجنوبي. ونفى الزبيدي أن تكون هذه الخطوة استيلاء على السلطة. "كان من الضروري تعزيز تماسك الجنوب والاستعداد لأي هجمات للحوثيين. الحوثيون يعززون أنفسهم ويمكنهم الهجوم في أي وقت".
الزبيدي مستاء للغاية لأن الحكومة اليمنية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة لا تزال لا تعكس بشكل كاف قوة المجلس الانتقالي الجنوبي، ويقول إنه ليس هيئة عاملة. وقال: "لقد حان الوقت لتغيير الحكومة لأنها عاجزة وغير قادرة على تقديم الخدمات الرئيسية المطلوبة". وأضاف أنه من الخطأ عدم وجود نساء في الحكومة.
وأعرب عن حزنه لأن حرب أوكرانيا تعني أن الاهتمام بالأزمة الإنسانية في اليمن يتلاشى. "يحتاج اليمن إلى اهتمام العالم أكثر من أي وقت مضى. وقد ضرب انخفاض قيمة العملة بشدة. هناك فقر وتفشي الكوليرا وانقطاع التيار الكهربائي".