تحليلات
"بهدف دعم عملية السلام في اليمن"..
السعودية تمول مهرجان سمفونيات تراثية يمنية في باريس بالتنسيق مع الأذرع الإيرانية في اليمن
علمت صحيفة اليوم الثامن من مصادر دبلوماسية يمنية في العاصمة الفرنسية باريس، ان المملكة العربية السعودية التي وقعت اتفاقا أخيرا مع إيران، مولت مهرجانا فنيا في باريس، ينطلق في مطلع أكتوبر القادم، بالتنسيق مع الاذرع الإيرانية في صنعاء؛ في بادرة هدفها دعم عملية السلام المرتقبة في اليمن، والتي تبحث في سلطنة عمان.
وقالت المصادر إن الرياض دفعت برجل اعمال سعودي يدعى عبدالله بقشان، لتمويل مهرجان السمفونية اليمنية، وأن بقشان كلف عضوا في جماعة الحوثيين يقيم في فرنسا، لترتيب السمفونية اليمنية في باريس، يتوقع ان يحضرها رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وشخصيات يمنية موالية لإيران، والهدف من وراء هذه الفعالية، دعم جهود السلام المحتملة في اليمن، وسط رغبة سعودية في ان تلعب دور الوسيط إلى جانب سلطنة عمان، مقابل التزام سعودي للحوثيين، بإعادة الاعمار وجبر الضرر ودفع التعويضات نتيجة ما يقول الحوثيون انها اعمال تدمير تعرض لها منشئات اقتصادية وعسكرية في صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرة الاذرع الإيرانية.
وقال مصدر دبلوماسي يمني في باريس إن رجل الاعمال السعودي، كلف عضو في الجماعة الحوثية مقيم في باريس يدعى صادق الصعر، يرأس جمعية سلام من أجل اليمن، التي تعمل على تبييض وجه الحوثيين في الاروقة الأوروبية.
ونتيجة بحث سريعة على يوتيوب، تبين ان صادق الصعر، يمثل واحد من ابرز الوجوه الحوثية التي تظهر على القنوات الفرنسية، للدفاع عن الجماعة الحوثية، وهجومه على السعودية، التي على ما يبدو انها تستعين به، لإقامة مهرجان فني تراثي يمني في العاصمة الفرنسية، تفسره مصادر دبلوماسية انه يبدو رغبة سعودية على طي صفحة الخلاف مع الحوثيين.
وأكدت المصادر أن العلاقات الإيرانية السعودية المؤقتة قد تنفتح بشكل أوسع على أذرع طهران في اليمن، التي باتت منفتحة على التعاطي مع الرياض، التي سبق لها وارسلت السفير محمد سعيد ال جابر إلى الرياض.
ودائما ما تعمل السعودية على احتواء خصومها خاصة في ما يعرف بالهضبة الزيدية التي يقول سفير الرياض لدى صنعاء محمد سعيد ال جابر، ان العلاقة بهم وثيقة منذ خمسينات القرن الماضي.
ويبدو ان الرياض تسعى إلى كسب ود الحوثيين، وخاصة تلك الشخصيات التي ظهرت في الاعلام الغربي، تتهم التحالف بارتكاب انتهاكات جسيمة في اليمن، في محاولة لصرف الأنظار عن أي حديث مستقبلا فيما إذا فشلت صفقة المصالحة بين طهران والرياض، والتي يهددها الخلاف حول حقل الدرة النفطي المتنازع عليه بين السعودية والكويت من طرف وايران من الطرف الأخر.
وهذه ليست المرة الأولى التي تنفتح فيه السعودية مع خصومها – الاذرع الإيرانية في اليمن-، لكن ما دفع محرر صحيفة اليوم الثامن للتساؤل أكثر، طبيعة الاستعانة بواحد من الأصوات الحوثية التي ظلت تردد ان السعودية ترتكب انتهاكات خلال قيادتها عمليات رد الحوثيين عسكريا من التمدد صوب الجنوب.
يقول صادق الصعر في مقالة نشرتها صحيفة رأي اليوم التي يرأس تحريرها الصحافي عبدالباري عطوان "إن المملكة العربية السعودية، تقود مخططا تدميريا في مختلف البلدان العربية، زاعما ان في اليمن هو جزء من الفوضى الخلاقة"؛ في إشارة الى عمليات عاصفة الحزم التي كانت تقودها الرياض لردع الحوثيين.
وقال الصعر في المقالة المنشورة في بداية سبتمبر أيلول 2015م، إن السعودية حاولت التدخل في أزمة اليمن بعد احداث ماسمي بالربيع العربي، ومنعت اليمن من انتهاج تغيير ديمقراطي حقيقي".
وتحدث الصعر عن عاصفة الحزم قائلا "في ليلة السادس والعشرين من مارس آذار 2015م، قامت السعودية بالهجوم وبدون سابق إنذار، وقصفت المطارات والموانئ، والطرق والجسور، والمعسكرات وكذلك السجون والمقرات الأمنية، حتي توجد اختلالات أمنية وتنشر الفوضي، لتسهيل دخول القوات البرية، التي كانت تعتقد بأن باكستان ومصر، سترسل جنودها لخوض معركتها ضد اليمن واحتلاله وكسر شوكته، لحلم قديم متجدد في مخيلتها وأحلامها وأطماعها التوسعية".
وذهب السياسي الحوثي إلى القول إن السعودية بعد فشلها في المخطط، بدأت بقصف المعاهد التقنية والمدارس والمصانع ومزارع الدجاج والأسواق الشعبية دون الخوف او القلق من القتل الجماعي لكي تزيد من كمية العاطلين عن العمل.
وقال الصعر "إن السعودية لم تنجح لإدراك الحس الباطني للشعب اليمني بأنها لعبة قذرة، بعدها قامت بقصف المستشفيات ومنازل المواطنين والمسئولين المحسوبين علي أنصار الله والرئيس السابق، رغم علمها بخلو هذه المنازل من أصحابها، ولكن الهدف كان خلق كراهية وتذمر من هذه الشريحة، وحمل المواطن اليمني السلاح ضد أخيه وجاره بسبب قتل أسرته وتدمير بيته المجاور للمستهدفين، ولم تنجح الخطة الجهنمية رغم تضرر آلاف المنازل في المدن والقري وموت من بداخلها، بعدما تيقنت ان الشعب اليمني لن يحمل السلاح ضد أخيه في حرب اهلية خططت لها، قامت بتشجيع مجموعات محسوبة لأحزاب تضررت من وجود أنصار الله في اليمن ودعمتها بالمال والسلاح لخلق حرب اهلية ولكنها لم تنجح لعدم توجه المواطنين بكثافة لحمل السلاح في مناطق التوتر التي استحدثتها بالتعاون مع عملائها بحجة محاربة المد الحوثي (الشيعي ) المدعوم من ايران، ولكن الشعب اليمني لم يتجه كما خطط له الي الاقتتال".
واتهم الصعر السعودية بانها تحاصر اليمن كما لم تحاصر اي دولة في التاريخ القديم والحديث، حصار جائر وظالم وغير قانوني واخلاقي، من الجو والبر والبحر، ومنع دخول السفن التجارية، مما أدي الي عدم دخول الطاقة، والدواء والغذاء".