تحليلات
"تفاصيل مباحثات إخوانية حوثية في صنعاء"..
السعودية ترفع الحظر عن مطار صنعاء الدولي وأذرع إيران اليمنية تناور بتعز
استأنفت شركة الخطوط الجوية اليمنية رحلاتها التجارية الدولية من مطار صنعاء يوم الثلاثاء بعد خلاف حول أموال الشركة الناقلة التي تمتلك السعودية شراكة فيها مع اليمن بالتقاسم، الأمر الذي دفع الحوثيين الى عدم توريد موارد الشركة الى البنك المركزي في عدن، الامر الذي عرقل عملية التوريد.
وقالت وكالة رويترز للأنباء ان الشركة علقت الشهر الماضي الرحلات الجوية التجارية الوحيدة من العاصمة اليمنية التي تسيطر عليها جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران بعد أن اتهمت الحكومة المدعومة من السعودية الحوثيين بتجميد أموال الشركة. ونفى المسؤولون الحوثيون ذلك.
وقال مسؤولان، أحدهما مدير مبيعات الشركة محسن حيدرة، إن الرحلات الجوية استؤنفت يوم الثلاثاء وإن طائرة أقلعت في وقت مبكر بعد أن ظلت عالقة في مطار صنعاء منذ الشهر الماضي.
وقال حيدرة إن الشركة نظمت ست رحلات أسبوعية إلى عمّان.
وأعيد فتح مطار صنعاء في أبريل نيسان 2022 بعد ما يقرب من عقد من الحرب بين تحالف تقوده السعودية وجماعة الحوثي، بعد اتفاق سلام توسطت فيه الأمم المتحدة.
وأدى الصراع إلى مقتل عشرات الآلاف مع ترك 80 بالمئة من السكان يعتمدون على المساعدات، فيما يعاني الملايين من الجوع.
وتحولت الحرب إلى حالة لا حرب ولا سلام على مدى العامين الماضيين مع توقف القتال إلى حد كبير، لكن الطرفين لم يجددا رسميا هدنة أعلنتها الأمم المتحدة.
وقالت مصادر مقربة من الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية إن الرياض تدخلت ورفعت الحظر عن الرحلات من مطار صنعاء الدولي عقب تمسك الحوثيين بمطلب رفض توريد موارد الشركة الى البنك المركزي.
وقال مصدر يمني لصحيفة اليوم الثامن ان قرار السعودية "إنساني بدرجة رئيسية"، هدفه السماح للمرضى بالذهاب للعلاج في الأردن، لان الحوثيين يرفضون تسهيل عملية نقل المرضى للعلاج في الخارج".
ولم تعلق وزارة النقل في حكومة مجلس القيادة الرئاسي على قرار استئناف الرحلات الى مطار صنعاء الدولي والتزمت الصمت، الامر الذي يوحي بتدخل السعودية في قرار الاستئناف.
والمملكة العربية السعودية هي الشريك الرئيس في شركة الطيران اليمنية بنسبة 49في المئة منذ العام 1979م، وعقب تدخلها على رأس التحالف العربي العسكري ضد الأذرع الإيرانية في اليمن، باتت الرياض هي من بيدها قرار تسيير الرحلات التي كانت في السابق تقتصر على مدن الجنوب المحررة بالإضافة الى وادي حضرموت الخاضع لسيطرة حلفاء السعودية".
وقد توسعت السعودية في شراكتها الى اسطول طيران الجنوب "اليمدا" الذي سيطر عليه النظام اليمني عقب السيطرة العسكرية على عدن.
وفي العام 2007م، سعت السعودية الشريك الى زيادة حصتها إلى 60 في المئة خصوصاً بعد القرار الذي اتخذته الحكومة اليمنية حينها، بجواز تملك غير اليمني لأي شركات أو أسهم أو استثمارات سواء بشريك يمني أو منفرداً دون تحديد أو تقييد لأي شروط قانونية تحد أو تقيد حرية المستثمر غير اليمني سواء كان عربيا أو أجنبيا أو غيرهما.
وتقدمت السعودية في حينه بطلب إلى مجلس إدارة الشركة برغبته في شراء عدد من الأسهم وبما يزيد من حصته إلى 60بالمئة.
والخطوط الجوية اليمنية هي شركة مساهمة يمنية سعودية ، تأسست يمنية فقط وذلك في عام 1949م عندما قامت الحكومة في الجمهورية العربية اليمنية بشراء طائرتين من طراز داكوتا دي سي 3. ثم أعيد إنشاؤها بالطائرتين ذاتهما في 4 أغسطس1961م حتى يوليو 1978م حيث بيع منها 49% من حصة الحكومة اليمنية إلى حكومة المملكة العربية السعودية، لتصبح شركة مساهمة يمنية سعودية، يديرها مجلس إدارة مشترك. وفي عام 1994 سيطرت الشركة المشتركة (السعودية واليمنية) بالاستحواذ على شركة طيران اليمدا (الخطوط الجوية الجنوبية)، وتدخل عملية الاستحواذ أيضا في الشراكة.
من ناحية أخرى، أطلقت الاذرع الإيرانية في اليمن، مبادرة لرفع الحصار عن مدينة تعز، في أول مؤشرات المحادثات السرية بين جماعة الحوثيين وتنظيم الاخوان في اليمن والتي جرت في العاصمة اليمنية صنعاء.
وقالت مصادر يمنية لصحيفة اليوم الثامن ان تنظيم الاخوان في تعز تقدم بمقترح رفع الحصار الحوثي عن المدينة، في خطوة هدفها قطع الطريق على العميد طارق صالح الذي تتمركز قواته في ميناء المخأ الاستراتيجي في تهامة، ويحاول منذ أشهر توسيع سيطرته الى مدينة تعز.
وكشفت الاذرع الإيرانية في صنعاء عن لقاء جمع قيادات حوثية وأخرى إخوانية، في اعقاب التوصل الى تفاهمات بشأن رفع الحصار عن مدينة تعز، ووقف أي اعمال عسكرية او أنشطة سياسية بين الطرفين، وتوحيد الجهود في مواجهة العميد طارق صالح قائد قوات المقاومة الوطنية اليمنية.
وقالت وكالة الانباء اليمنية سبأ التابعة للحوثيين ان رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط تقدم بمبادرة قال ان هدفها إنهاء كل الجبهات العسكرية بمحافظة تعز، تتضمن وقف كافة الجبهات العسكرية في تعز وتحييد المحافظة وإدارتها بشكل مشترك من الطرفين” دون مزيد من التفاصيل.
وعلق الناشط الحقوقي اليمني ماهر العباسي على مبادرة الحوثي قائلا: من قرار مجلس حقوق الانسان رقم A/HRC/54/L.28 الصادر في 12 أكتوبر الحالي، يدعو المجلس إلى رفع الحصار الذي فرصة الحوثيين على مدينة تعز.
وأضاف: ما يقوله القيادي قي جماعة الحوثي مهدي المشاط اليوم ان جماعته تريد إنهاء معاناة ابناء محافظة تعز هو مجرد خطابات اعلامية تفتقد المصداقية، من قبل جماعة تفرض حصار على مدينة تعز منذ 9 سنوات وتغلق جميع الطرقات الرئيسية وترفض كل المقترحات التي قدمت من قبل الأمم المتحدة أو الوسطاء المحليين لرفع هذا الحصار الذي يسبب معاناة كبيرة لملايين السكان ويرقى لان يكون جريمة حرب.
ويرى الصحفي عبد السلام القيسي أن الحوثي بعجرفته لم يتخيل أن يرى العرض العسكري للجيش، في تعز، وبحضور قيادات عسكرية من المقاومة الوطنية..
وأضاف: كان الحوثي يراهن على الخلاف البيني وأن يعتلي تبة قريبة وهو يرمي القشر على المتصارعين ابناء القضية الواحدة، يتابعهم ويضحك وهم يقتلون بعضهم..
وتابع: خاب ظن الحوثي فالتوحد بين الجبل والساحل ليس مجرد خطاب سياسي متخيل بل توحداً مبنياً على واقع حقيقي لا مثالي، واقع ضرورة التوحد ضد العدو المتفق عليه لذا هبط المشاط الى تعز.
وتابع: يريد أن يستثمر معاناة ابناء تعز ويطلب الشراكة بالحكم على شرط فتح الطرقات، ولم يحدث أن جماعة حولت الطريق وهو الحق الطبيعي لمجال ابتزاز، كما يفعل الحوثي.
ويذهب الناشط أنيس الدخيني إلى أن مبادرة الحوثي بشأن تعز ليست أكثر من محاولة للحصول على مكاسب لم يستطيع أن تنتزعها عسكرياً.
من جانبه علق سفير اليمن لدى المغرب عز الدين الأصبحي قائلا: ميليشيات الحوثي تشدد حصارها على تعز، وتقطع الطرقات بين المحافظات اليمنية، ويزايد قادتها بأنهم سينصرون فلسطين، ويطالبون بفتح دول العالم لهم للذهاب إلى غزة وتلك أبشع المزايدات في التاريخ.
وأضاف: للميليشيات وانصارها، اوقفوا قتل المدنيين، وفكوا الحصار عن تعز، إذا أردتم قهر إسرائيل فقط.
وعلق الناشط أحمد باشا: الحوثيون يعلنون عن مبادرة تتضمن إنهاء جميع الجبهات العسكرية من جميع الأطراف في تعز، وتشكيل إدارة مشتركة للمحافظة. وقد اتفاق السلم والشراكة الذي انقلبوا عليه أخبر بهم.
وأضاف: بالمختصر يريدون تسليم ما تبقى من المدينة لهم ، وما لم يستطيعوا اخذه بالقوة سيأخذون بالتحايل كعادتهم.