تقارير وتحليلات
"بإسناد من قوات أمريكية"..
إسرائيل تشن هجوما برياً على القطاع الفلسطيني.. ثلاثة سيناريوهات متوقعة
أعلنت إسرائيل توسيع حربها العدوانية على قطاع غزة الفلسطيني ليل الجمعة، بعد وصول قوات أمريكية إلى تل ابيب، في محاولة للسيطرة على القطاع بعد بنحو 20 يوما من بدء الصراع، بهجوم شن مسلحو حركة حماس على قواعد عسكرية إسرائيلية فجر السابع من أكتوبر تشرين الأول الجاري.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة إن القوات الجوية والبرية الإسرائيلية تكثف العمليات في غزة، وسط تقارير عن قصف مكثف للقطاع المحاصر حيث انقطعت خدمات الإنترنت والهواتف المحمولة، وفقا لما أوردته وكالة رويترز للأنباء.
وأضاف الأميرال دانيال هاجاري في إفادة صحفية بثها التلفزيون "في الساعات الماضية، كثفنا الهجمات في غزة".
وقال إن سلاح الجو يشن ضربات مكثفة على الأنفاق والبنية التحتية الأخرى.
وتابع "بالإضافة إلى الهجمات التي نُفذت في الأيام القليلة الماضية، توسع القوات البرية عملياتها الليلة"، مما عزز التوقعات بأن الغزو البري لغزة المرتقب منذ وقت طويل ربما قد بدأ.
واحتشدت القوات الإسرائيلية خارج القطاع، حيث تشن إسرائيل حملة قصف جوي عنيفة منذ الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وفي وقت سابق يوم الجمعة، قالت شركة جوال الفلسطينية لخدمات الهواتف المحمولة إن الخدمات، بما يشمل الهواتف والإنترنت، انقطعت بسبب القصف العنيف.
وقال بيان لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إنها فقدت الاتصال بشكل كامل مع غرفة عملياتها في غزة وجميع طواقمها العاملة هناك "في ظل قطع سلطات الاحتلال لشبكات الاتصالات الأرضية والخلوية والإنترنت بشكل كامل".
وفي أول تعليق له على الهجوم البري، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي يوم الجمعة إن شن إسرائيل حربا برية على قطاع غزة ستتمخض عن "كارثة إنسانية ملحمية الأبعاد".
وأضاف الصفدي في تدوينة على (إكس) أن "التصويت ضد القرار العربي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يعني الموافقة على هذه الحرب الحمقاء وهذا القتل الأحمق".
ووصلت الى تل ابيب قوات خاصة أمريكية لدعم عملية اقتحام القطاع الذي تم تدميره بالقصف الجوي والصاروخي.
وأشارت تقارير صحفية الى ان تل ابيب أصبحت مجبرة على خوض الحرب البرية التي يتوقع ان تكون مكلفة للغاية، في ظل وجود تحصينات شديدة لمسلحي المقاومة الفلسطينية الذين يمتلكون قدرات دفاعية كبيرة.
وتبدو السيناريوهات امام إسرائيل محدودة، بما في ذلك تحاشي الهزيمة وتبعات هجمات السابع من أكتوبر تشرين الأول، والتي ألقت بظلالها على فشل إسرائيل في اكتشاف التحضير للهجوم الفلسطيني.
السيناريو الأول
طالما قد بدأت إسرائيل حربها البرية الواسعة، فسيناريو السيطرة على القطاع تبدو صعبة ان لم تكن مستحيلة، وذلك ستكون حكومة بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، امام اختبار صعب، خاصة وانه يدخل هذه الحرب وهو يواجه العديد من العقبات، فهو يدرك منذ بداية الحرب ان عدم اقتحام القطاع يعني الحاق هزيمة مذلة بالجيش الإسرائيلي، وهذه الهزيمة ستكون لها ردة فعل داخلية في إسرائيلية، وقد لا يكتف الإسرائيليون بعزل رئيس الحكومة، ولكن ربما محاكمته.
سيكون على نتنياهو خوض الحرب مرغما من الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي عبرت عن شعورها بالخطر حيال الهجمات الفلسطينية، صحيح ان الولايات المتحدة الأمريكية دفعت بقوات خاصة تشارك القوات الإسرائيلية في عملية الاقتحام، الا ان رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد الخروج بأقل الخسائر، عملية برية محدودة، ثم توقف الحرب، بدعوى هدنة إنسانية او نحو، وذلك يكون قد رفع الحرج عن رئيس الحكومة الإسرائيلية.
على الرغم من ان الغارات الجوية الإسرائيلية قد دمرت غزة بشكل كبير، الا انه لم تدمر الانفاق تحت الأرض التي يستخدمها الفلسطينيون في الحرب ضد الإسرائيليين، الامر الذي يدرك الجيش الإسرائيلي صعوبة اقتحام غزة في ظل وجود الانفاق تحت الأرض.
خلال الـ20 اليوم من الحرب، أجبرت إسرائيل سكان غزة على الخروج من القطاع صوب الجنوب، مع طرح مشروع تهجير الفلسطينيين الى الأراضي المصرية.
السيناريو الثاني
قد تعلن إسرائيل توقف الهجوم البري، وإعلان الرغبة في التفاوض على أي شكل من اشكال الحل، ولكن أمر التوقف يعني الهزيمة، فالهجوم بقدر ما هو اختبار لإسرائيل فهو أيضا اختبار صعب لإيران وأذرعها، والسيناريو الثاني قد يصدق حسن نصر الله مع اتباعه ويبدأ باستهداف مواقع الجيش الإسرائيلي، لذلك قد يعلن التدخل ولو بالشكل الذي يبقي صورته امام اتباعه بانه سيقاتل إسرائيل لكن هو لا يفعل بذلك جيدا، مع ادراكه ان التوقف عن مواجهة إسرائيل يعني سقوطه شعبيا بين الملايين من اتباعه واتباع إيران.
السيناريو الثالث
إذا قرر حزب الله اللبناني التدخل في الحرب ضد إسرائيل، قد يساعد بشكل أكبر في ان يكون سليم باشا في القضاء الإيطالي.
لذلك حسن نصر الله يلوح بحرب إقليمية تكون أطرافها "الشيعة الموالية لإيران في اليمن والعراق ولبنان"، مقابل إسرائيل، لكن هناك دول عربية ستكون مستهدفة بشكل كبير جدا، وهي مصر والأردن، مع وجود تهديدات على السعودية التي يقول إيرانيون ان المقاومة في اليمن مهمته قصف السعودية.
إن محور المقاومة الإيراني يبدو في موقف لا يقل صعوبة من الموقف الإسرائيلي، فطهران وأذرعها دائما ما تردد شعارات انها تريد تحرير فلسطين، لذلك فهي مطالبة اليوم بان تصدق في شعاراتها، كذلك الحال بالجيش الإسرائيلي، الذي يواجه ضغوط داخلية وغربية تطالبه بإعادة الاعتمار لانتكاسة السابع من أكتوبر تشرين الأول.
السيناريو الثالث
افصحت الولايات المتحدة الأمريكية عن وجود رغبة قطرية في التخلي عن حركة حماس، وكذلك الأمر ربما يتعلق بإيران، فتجنب حرب إقليمية واسعة، يعني التضحية بجماعة حماس في القطاع التي قد تجبر على الانسحاب من القطاع، مقابل ان تكون هناك مفاوضات حل الدولتين، وهو الخيار الأنسب والاقل كلفة فيما اذا انزلقت المنطقة في حرب واسعة قد تزيد من تعقيد الملفات المعقدة أساسا في المنطقة العربية.