تقارير وتحليلات

"حضرموت تشكو حكومة معين عبدالملك"..

السعودية تحتضن إنشاء كيانات جهوية توفر ملاذات أمنة لتنظيم القاعدة

أحمد عبيد بن دغر ممنوع عليه رئاسة الكيان السياسي الجهوي - اليوم الثامن

عدن

أعلن في المملكة العربية السعودية، -التي تخوض مفاوضات مع الاذرع الإيرانية في اليمن-، عن تأسيس كيانات جهوية، موالية لتنظيم الإخوان المسلمين، في وادي وصحراء حضرموت، حيث ترابط قوات يمنية منذ حرب صيف العام 1994م، فيما قالت الأمم المتحدة إن خارطة تنظيم القاعدة، أشد فروع التنظيم العالمي تطرفاً، ينتشر في مناطق خاضعة لسيطرة القوات اليمنية؛ في وادي وصحراء حضرموت، بالإضافة الى مأرب والبيضاء، حيث يحاول التنظيم إبقاء نفوذه في محافظات حضرموت ومأرب والبيضاء، مع وجود خلايا نائمة في المهرة وساحل حضرموت، في حين تتراوح أعداد مسلحيه بين 1000 عنصر و3000 عنصر إرهابي.

كيانات سياسية جهوية مدعومة من السعودية

أعلنت قيادات في جماعة الإخوان المسلمين اليمنية، عن تشكيل هيئة قيادية لكيان جهوي، أطلق عليه "مجلس حضرموت الوطني"، عقب شهور من إعلان تأسيسه في العاصمة السعودية الرياض.

وقالت وسائل إعلام دولية وأخرى إقليمية إن الرياض التي تحتضن الكيان السياسي الجهوي، تسعى لفرض ضغوط على المجلس الانتقالي الجنوبي، الرافض لتسوية سياسية، تمنح الحوثيين ما نسبته 80 % من موارد الجنوب، غير ان مصادر سياسية ذهبت الى وصف الخطوة بانها تأتي ضمن مساعي السعودية لبسط نفوذها على حضرموت والمهرة، لتحقيق مشروع القناة الصناعية، التي تربط المملكة بالبحر العربي.

وضمّت الهيئة الرئاسية لمجلس حضرموت والتي أعلن عن تشكيلها في مؤتمر صحفي بالرياض ثلاثة وعشرين عضوا “يمثلون مختلف المكونات في المحافظة”، فيما أُعلن عن التوافق على تشكيل هيئة عليا للمجلس تتكون من مئتين وواحد وخمسين عضوا.

ومنذ الإعلان عن تأسيس مجلس حضرموت الوطني اعتبرت قوى جنوبية أن خطوة تأسيس الهيكل الجديد موجهّة أساسا لعرقلة جهود استعادة دولة الجنوب التي كانت قائمة قبل الوحدة المعلنة مطلع تسعينات القرن الماضي، وأنّ قوى شمالية يمنية على رأسها جماعة الإخوان المسلمين ممثلة بحزب التجمّع اليمني للإصلاح هي من تقف وراء مجلس حضرموت.

وتأسس المجلس بموجب وثيقة سياسية صدرت في ختام مشاورات بين قوى وشخصيات سياسية واجتماعية حضرمية استضافتها العاصمة السعودية، أشرف عليها السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر.

وقالت صحيفة العرب اللندنية إن الكيان الجهوي الجديد وضع حضرموت في قلب صراع جديد على أساس جهوي هذه المرّة، حيث لا يتردّد منتقدو القوى والشخصيات التي وقفت وراء تأسيسه بأنّ لها نوازع مناطقية ضيقة تصل لدى بعضها حدّ المطالبة بانفصال حضرموت على أساس أنّها تمتلك مختلف المقومات التي تؤهلها لذلك من امتداد جغرافي كبير وانفتاح على البحر وموارد نفطية هامّة.

وفي نموذج عملي على ما تمتلكه حضرموت من مقومات ذاتية، لوحت السلطة المحلية قبل أيام بوقف تحويل الإيرادات المالية للمحافظة إلى البنك المركزي بعدن. وجاء ذلك على خلفية اتهامات لحكومة معين عبدالملك بعدم الإيفاء بالتزاماتها بتوفير الخدمات الأساسية لسكان المحافظة؛ وحكومة معين عبدالملك، تحظى بدعم ورعاية سعودية، الامر الذي حال دون إزاحة معين عبدالملك المتهم بالتورط في قضايا فساد كبيرة.

ويبدو ان الرياض تسعى الى فرض شروطها بشأن مستقبل استقلال الجنوب مرة أخرى، من خلال انشاء كيانات جهوية تدين بالولاء لها، ضمن مخططات توسعية قديمة منذ عهد الاستعمار البريطاني للجنوب.

وعلى الرغم من انسحاب الكثير من أعضاء هيئة الكيان الجهوي الجديد، الا ولد من رحم مشاريع إقليمية، ترى في جماعة الإخوان، الحليف المستقبلي لها في مدن الجنوب، فيما إذا ذهب اليمن الشمالي (كله) للحوثيين الموالين لإيران.

ويسعى تنظيم الاخوان في اليمن، الى دعم مشروع عزل حضرموت في إقليم، ضمن مشروع دولة الأقاليم الستة، التي أجاز دستورها – غير المنجز- إمكانية اندماج اقليمين في إقليم واحد، الامر الذي فتح المجال امام ضم حضرموت لمأرب.

وأعلنت قوى سياسية جنوبية في حضرموت أبرزها مؤتمر حضرموت الجامع ممثلا برئيسه عمرو بن حبريش العليي، رفضها للكيان الجديد، وقد اعتذر عالعليي من عدم قبوله بعضوية الهيئة الرئاسية الجديدة لمجلس حضرموت، قائلا عبر منصة إكس “أعتذر عن عدم عضويتي في مجلس حضرموت الوطني الذي طالعنا الإعلان عنه في مواقع التواصل الاجتماعي”، ومعتبرا أنّ مكانته في رئاسة حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع تلزمه بأخذ مسافة واحدة من الجميع والتعامل معهم بشكل مستقل".

وقالت مصادر سياسية لصحيفة اليوم الثامن ان سفير السعودية لدى اليمن، اقترح اسم أحمد عبيد بن دغر، رئيسا للكيان السياسي الجهوي، على اعتبار ان بن دغر، يمتلك حضور حكومي واسع من خلال رئاسته لمجلس الشوى اليمنية.

وأكدت المصادر أن خلافات عميقة بين حزب المؤتمر الشعبي العام، وجماعة الاخوان المسلمين، حالت دون اختيار رئيس للمجلس، الامر الذي دفع سفير السعودية محمد أل الجابر الى طرح "احمد عبيد بن دغر"، كشخصية يمكن التوافق عليها، ولكن تأريخ بن دغر في حضرموت، حال دون ذلك، حيث ترفض قوى سياسية في حضرموت أي دور لبن دغر المعروف بقضية "سحل رجال الدين في المحافظة"، حين كان اشتراكيا.

 

تنظيم القاعدة وملاذآت وادي حضرموت ومأرب

 

قدّم تقرير للخبراء المعني باليمن والمقدم لمجلس الأمن مؤخرا معلومات جديدة عن خارطة انتشار تنظيم القاعدة بقيادة الإرهابي خالد باطرفي، الذي أطلق مطلع عام 2023 عملية سماها "سهام الحقيقة" ردا على عملية "سهام الشرق" التي تقودها القوات الجنوبية في محافظة أبين.

ويحاول التنظيم إبقاء نفوذه في محافظات حضرموت وشبوة ومأرب والبيضاء وأبين، مع وجود خلايا نائمة في المهرة وساحل حضرموت وعدن ولحج، في حين تتراوح أعداد مسلحيه بين 1000 عنصر و3000 عنصر إرهابي.

وتعرض التنظيم خلال العام الجاري، لنكسات مذلة على يد القوات الجنوبية والحكومة اليمنية ما ساهم في تراجع نفوذه بشكل كبير في المناطق المحررة وبات يتخذ من محافظة البيضاء الخاضعة للحوثيين نقطة رئيسية لهجماته نحو محافظات الجنوب، بحسب مصدر حكومي لـ"العين الإخبارية".

وأوضح المصدر أن هجمات تنظيم القاعدة التي زادت في شبوة وأبين استهدفت التغلب على الأزمات الداخلية التي تعصف به إثر نكساته الميدانية في معاقله.

قال تقرير الخبراء المعني باليمن الصادر حديثا وطالعته "العين الإخبارية"، إن "تنظيم القاعدة يحافظ على وجود قوي في محافظتي أبين وشبوة، لكنه منذ أغسطس/آب 2022 بات يعاني من نكسات كبيرة إثر عملية سهام الشرق والجنوب للقوات الجنوبية بالمحافظتين الجنوبيتين".

وبحسب التقرير فإن "التنظيم يشن عمليات كر وفر مخططا لها جيدا ضد القوات الحكومية والقوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي وهي قوات الحزام الأمني، وألوية الدعم والإسناد وقوات دفاع شبوة ويستغل التنظيم المناطق الجبلية، مثل تلك المحيطة بوادي عومران، كغطاء لانطلاق عملياته.

ووفقا للتقرير فإنه خلال ديسمبر/كانون الأول 2022 وحتى أبريل/نيسان 2023، أبلغ عن وقوع أكثر من 80% من الحوادث في أبين تلتها شبوة ومأرب، فيما شهدت "مؤدية" في أبين معظم الحوادث للتنظيم".

وتركزت معظم تلك الحوادث أو الهجمات في وادي عومران والبقيرة المجاورة بمديرية مودية والتي تشهد عمليات مكافحة للإرهاب من قبل القوات الجنوبية ومحور أبين.

وأشار التقرير إلى أن تنظيم القاعدة ما زال يحتفظ أيضا في وجود في حضرموت والبيضاء وهذه الأخيرة تخضع لمليشيات الحوثي فيما يخضع وادي حضرموت للإخوان.

وأكد التقرير أن "غالبية الهجمات التي شنها التنظيم حتى نهاية أبريل/نيسان 2023، استهدفت بشكل رئيسي قوات الحزام الأمني إلى جانب ألوية الدعم والإسناد وقوات دفاع شبوة" وهي قوات تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي.

وفي مايو/أيار 2023، عندما تحولت نسبة مئوية كبيرة من الهجمات إلى شبوة، أصبحت قوات دفاع شبوة الهدف الرئيسي، وأدت المعلومات الاستخباراتية المركزة إلى شن هجمات بطائرات مسيرة وبأجهزة متفجرة يدوية الصنع استهدفت القادة المارين في مركبات عسكرية، وفقا لذات المصدر.

وفي 16 مايو/أيار 2023، أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم على قوات دفاع شبوة بطائرة مسيرة باستخدام قنبلة شديدة الانفجار من عيار 40 ملم، وقدم وثائق مصورة من الكاميرا التي كانت مثبتة على متن الطائرة.

ولا يستخدم التنظيم في كثير من الأحيان الطائرات المسيرة في الهجمات، إلا أن هذه الأسلحة دخلت بحوزته في أبريل/ نيسان 2022، عقب الإبلاغ عن أول هجوم.

وطبقا للتقرير "شن تنظيم القاعدة ما لا يقل عن 6 هجمات بالطائرات المسيرة، وكلها على قوات دفاع شبوة في المصينعة في مديرية الصعيد في شبوة".

وتشير التقارير إلى أنه أعيد نشر أعضاء التنظيم في المصينعة في مديرية الصعيد في مايو/أيار 2023، وشهد الشهر ذاته هجوما استهدف قائد اللواء الأول لقوات دفاع شبوة، الرائد أحمد محسن السليماني الذي أصيب بجروح.

وذكر التقرير أن تنظيم القاعدة استخدام في الهجوم "جهاز متفجر يدوي الصنع للمرة الثانية".

ولا يمكن لتنظيم إرهابي كالقاعدة إلا أن يغطي على هزائمه في أبين باستهداف سيارات الإسعاف ما يعكس عجزه عن المواجهة.

وبحسب تقرير الخبراء المعني باليمن فإن "تنظيم القاعدة دأب على مهاجمة" الجرحى بانتظام، وكثيرا ما يفعل ذلك أثناء نقلهم في سيارات الإسعاف".

وأشار إلى أن "هناك توجها متزايدا لاستهداف سيارات الإسعاف بما في ذلك سيارات الإسعاف العسكرية من قبل تنظيم القاعدة".

ولفت التقرير إلى صفقة التبادل بين مليشيات الحوثي والقاعدة في 18 فبراير/شباط 2023، إذ "أعلن التنظيم عن تبادل ناجح للأسرى مقابل اثنين من أفراده مع مليشيات الحوثي".

ويواصل تنظيم القاعدة اختطاف اليمنيين والأجانب وإخفائهم قسرا وحرمانهم من حريتهم، وقد أُطلق سراح 4 موظفين محليين وموظف دولي واحد من إدارة شؤون السلامة والأمن في أغسطس/آب 2023 بعد 18 شهرا من الإخفاء القسري، في ظروف مروعة، ولا يزال مكان وجود معظم المعتقلين لدى تنظيم القاعدة مجهولا، وفقا للتقرير.

وكان تنظيم القاعدة قدم في 3 يونيو/حزيران مقطعا مصورا يظهر اختطافه مسؤول التنسيق بإدارة شؤون السلامة والأمن في عدن آكم صوفيل وهو مواطن بنغلاديشي كان قد اختطف في 11 فبرير/شباط 2022 مع 4 مواطنين يمنيين وأطلق سراح الرهائن في 11 أغسطس/ آب 2023.

وأوضح التقرير أن "تنظيم القاعدة وقف خلف استهداف منشأة بلحاف للغاز الطبيعي المسال بصواريخ غراد في 5 أغسطس/ آب لكنها سقطت على بعد 2,5 كيلومتر من المحطة".

وكان تنظيم القاعدة قد استهدف في الماضي بلحاف وكذلك أنابيب الغاز الواصل إليها والقواعد العسكرية القريبة منها بما فيها هجوم في 6 أبريل/نيسان 2021.

ولجأ تنظيم القاعدة تحت ضربات القوات الجنوبية في أبين إلى نهج العبوات الناسفة كآخر أسلحته فيما تراجع غالبية مقاتليه إلى محافظة البيضاء، إذ توفر فيها مليشيات الحوثي ملاذات آمنة للتنظيم الإرهابي.

التنظيم استمر كتهديد محلي وإقليمي يمكن أن يمتد إلى الخارج انطلاقا من محافظة البيضاء الخاضعة للحوثيين، وذلك لكونها تؤوي أبرز قيادته بمن فيهم إبراهيم محمد البنا، وإبراهيم أحمد القوصي، وسعد بن عاطف العولقي.

والعام الماضي، أفادت تقارير صحفية، عن إرسال عدد كبير من مسلحي تنظيم القاعدة الإرهابي إلى مدينة سيئون، حيث تم نقل عدد كبير من عناصر القاعدة من مدينة مأرب إلى مديريتي وادي العين والقطن لتعزيز مواقع حزب الإصلاح في محافظة حضرموت.

وأشارت إلى أنه خلال الأيام الماضية، أعلن مسلحو ألوية النخبة والمقاومة الجنوبية ، حالة التأهب العامة لمهاجمة مواقع مسلحي تنظيم القاعدة الذي ينشط في مدينة سيئون.

وقبل أشهر قليل، ظهر القيادي الإخواني المصنف على قوائم الإرهاب الأمريكية، حسن أبكر في وادي حضرموت، حيث تجول برفقة القيادي الإخواني صلاح باتيس.

و“صلاح باتيس”، قيادي إخواني قتل شقيقه “خالد باتيس” في غارة جوية لطائرة أمريكية نهاية عام 2013 غرب وادي حضرموت، ونجله “مسلم صلاح باتيس” الذي وجدت قوات النخبة الحضرمية جوازه الدبلوماسي اليمني في مركز تدريب القاعدة بوادي المسني غرب المكلا قبل سنوات.

إسرائيل تعلن نجاح ضربات جوية ضد الحوثيين: تدمير موانئ ومنشآت حيوية (ترجمة)


اغتيالات 2024: إسرائيل تستهدف قادة حماس وحزب الله وتعيد تشكيل موازين القوى


هل إيران على أعتاب التغيير؟ قراءة في مقالة ليام فوكس حول النظام الإيراني والتداعيات الإقليمية


أنشطة نووية مشبوهة: الكشف عن دور منشأة "متفاض" في برنامج إيران النووي