الأدب والفن

تقديم حكايات من الإبداع الحي على شكل عروض قصيرة..

«ربما هنا» تجربة فنية فريدة تنظم ضمن الموسم الثاني من «عروض الشارقة»

بيت السركال التراثي في قلب الشارقة

دبي

تنظم مؤسسة الشارقة للفنون ضمن الموسم الثاني من «عروض الشارقة»، تجربة فنية جديدة تحت عنوان «ربما هنا» تقام في بيت السركال التراثي ومجلس الشيخ محمد في ساحة الفنون، أيام 9، 10، 11 فبراير/ شباط 2024، ويشارك فيها 16 من فناني المسرح والتجهيز الفني الحي والفيديو والشعراء والكتاب والأدباء الذين يقدمون عروضاً متزامنة عدة مرات كل يوم.

يشير عنوان «ربما هنا» إلى الديوان الرابع للشاعرة خُلود المُعلّا، والذي تمت استعارته كاسم لهذه التجربة الفريدة، التي تسعى لتقديم حكايات من الإبداع الحي على شكل عروض قصيرة، أو إلقاء شعري، أو قراءة أدبية، أو تجهيز فيديو، بحيث يستطيع الجمهور اختيار ثلاثة منها في كل ليلة عرض.

وتشمل قائمة الفنانين المشاركين كلاً من: خُلود المُعلّا، زهران القاسمي، آلاء يونس، أمير رضا كوهستاني، أنديل، فخري الغزال، هايج أيفازيان، لورانس أبو حمدان، مها مأمون، محمود طارق، مروة أرسانيوس، مهند كريم كزار، سليمان البسام، تاوس مخاتشيفا، هيثم الورداني، وإيمان محمد تركي.

وتأتي هذه الفعالية الجديدة رؤيةً وطرحاً لتخلق فضاءً يتفاعل فيه الجمهور مع المخيلة الفنية المعاصرة، ويختبر فيه أفكاراً أو جماليات أو مشاعر عبر مختلف أنواع الفنون الحيّة، فمن الشعر مع المبدعتين خُلود المُعلّا التي تقرأ «هوى وهواء الشِّعر» وإيمان محمد تركي في قراءة لـ «ما تركته الريح»، إلى فنون الحكي والقص مع زهران القاسمي
الذي يقرأ من روايته «تغريبة القافر» وهيثم الورداني في «ديون صغيرة لم تسدد».

في المسرح سيكون الجمهور على موعد مع ثلاثة عروض، فيقدم سليمان البسام «أغانٍ من طيف قارب» الذي ينسج فيه أغانٍ وأشعار لقارب يحمل البشر ومخيلاتهم فوق الأمواج العاتية والعواصف ويبحر في قنوات داخلية ليسبر أغوارها. يرسو القارب في كل ميناء، ولكنه لا يتوقف في أي منها، وإذا ما صعدت على متنه، لن يمكنك المغادرة أبداً.

فيما يشتبك مهند كريم كزار في عرضه «لورانس» مع السرديات التاريخية والأسرار والغموض المحيط بوجود توماس إدوارد لورانس في العالم العربي إبان الثورة العربية الكبرى، وبمساعدة الذكاء الاصطناعي يختبر القصص حول عدد من الوثائق التاريخية بما في ذلك كتاب لورانس نفسه «أعمدة الحكمة السبعة». 

وتحت عنوان « ماذا لو لم نفعل؟» يأخذنا المخرج أمير رضا كوهستاني، في رحلة مع مهاجرين عبر البحر يطلب منهم عند الوصول القيام بتسجيل معلوماتهم، وعندما تتساءل سيدة عن ضرورة هذا التسجيل، يصرّ طبيب أنه ليس هناك خيار آخر.. إن كانوا يريدون الاستفادة من الخدمات المقدمة إليهم.. ولكن ماذا لو لم يفعلوا؟.

أما فنون تجهيز الفيديو فتشمل ثلاثة عروض أيضاً، حيث تقدم مها مأمون فيلمها «2026» المستوحى من رواية «ثورة 2053» لمحمود عثمان (الصادرة عام 2007)، والذي يروي على لسان مسافر عبر الزمن رؤيته لمستقبل منطقة الأهرامات، وبالتالي مصر، في عام 2026. رؤية تسعى للوصول إلى ما هو أبعد، لكنها مكبلة في الوقت الراهن بقيود متخيلة.

فيما يعرض فخري الغزال فيلمه «أهل الكهف» الذي يتتبع فيه خطى فناني الراب «جوجو إم» و«جالا»، راصداً في آن واحدٍ مشاعر التذكر والحنين في رحلتهم معاً، قبل وبعد هجرتهم السرية من مدينة الرديف في الحوض المنجمي التونسي، إلى مدينة نانت الفرنسية.

أما هايج أيفازيان فيقدم فيلم رسوم متحركة قصير- بالأبيض والأسود، تحت عنوان «قد تملكون القناديل لكن الضوء لنا» الذي يصور مدينة غارقة في الظلام، ينخرط سكانها في مختلف أشكال الهروب من الواقع والمواجهة.

كما يضم برنامج «ربما هنا» ستة عروض أدائية ينخرط فيها الجمهور تارة مع فنون الصوت والموسيقى وتارة مع خيالات الفنانين وحيواتهم، إذ تضع الفنانة تاوس مخاتشيفا نفسها وسيرتها الذاتية في بؤرة الضوء عبر عرضها «قيد التكوين» مستكشفة العلاقة المشحونة بين الذاكرة الشخصية والعامة، ومعيدة النظر في ذاكرتها المتعلقة بجدها الراحل، الشاعر السوفييتي البارز رسول حمزاتوف (1923 - 2003)، فيما تتفاعل آلاء يونس في عرضها «هواة التعارف» مع أرشيف رسومات القراء الصغار ومعلوماتهم الشخصية في مجلة ماجد، لتحضير أعمال فنية ترتبط بمفهوم التضامن والصداقة العابرة للحدود.

وتحت عنوان «مِلك – مشاع» تنطلق الفنانة مروة أرسانيوس من الأدبيات اللغوية والتاريخية والقانونية والجغرافية، محاولة البحث في أصول كلمة «ملكية» في اللغة العربية، مقترحة تخيل عالم بلا مِلكية كاحتمال مُلح وضرورة في آن. فيما يقدم رسام الكاريكاتير «أنديل» في عرضه الساخر «مستقبلنا» لمحة عن منتجات بالغة التطور تقدمها شركته المتخيلة، أما لورانس أبو حمدان فيقوم في عرضه «ألف كرسي بلاستيك أبيض» بإعادة تمثيل التباين بين سرعة التكنولوجيا التي سمحت للكلمات بالانتقال عبر الكابلات النحاسية، وسرعة العقل البشري في استيعاب ما يراه ويحتفظ به من حدث معين.
كما يقدم محمود طارق بمصاحبة العزف على الدرامز عرضه «اتصال/عدم تناسق» الذي يعرض فيه مشاهد وأصوات من الأماكن الحقيقية التي تظهر مراراُ في حلم متكرر حيث تُبلور الشذرات البصرية حكاية الحلم من خلال التكرار الرمزي والأصوات المصاحبة. 
 

تستقطب مؤسسة الشارقة للفنون طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية. وتضم مؤسسة الشارقة للفنون مجموعة من المبادرات والبرامج الأساسية مثل «بينالي الشارقة» و«لقاء مارس»، وبرنامج «الفنان المقيم»، و«البرنامج التعليمي»، و«برنامج الإنتاج» والمعارض والبحوث والإصدارات، بالإضافة إلى  مجموعة من المقتنيات المتنامية. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.

معركة في الدوري الإنجليزي: غوارديولا أمام اختبار البقاء وتوتنهام لرد الاعتبار


دراسة أمريكية تسلط الضوء على العلاقة بين الأمراض النسائية والموت المبكر


هل يؤدي قرار المحكمة الجنائية الدولية إلى تغيير في السياسة الأوروبية تجاه إسرائيل؟


بعد أبراهيم رئيسي: كيف ستؤثر صحة خامنئي على المشهد السياسي الإيراني؟