تقارير وتحليلات
زعيم قبلي وسياسي بارز يتحدث لـ(اليوم الثامن) عن الوضع في شبوة..
لماذا تأخر المجلس الانتقالي الجنوبي في اعلان استعادة الدولة الجنوبية السابقة؟
تتجه الأنظار إلى محافظة شبوة النفطية، وموطن اعرق قبائل الجزيرة العربية، لمتابعة اعمال الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي في انعقادها الثاني خلال العام الجاري، خلال الأسابيع المقبلة، بعد ان رأى المجلس الانتقالي الجنوبي، تأجيل الانعقاد الثاني لاستكمال الترتيبات، وكانت الجمعية الوطنية قد عقدت اجتماعا منتصف العام الماضي في مدينة المكلا، وقد تزامن الانعقاد حينها مع احياء الجنوبيين لوثيقة فك الارتباط التي اعلن عنها الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض في مدينة المكلا، وهذه المرة يبدو أن المجلس الانتقالي الجنوبي، عازم على تقديم رسائل مهمة من اختيار شبوة لهذا الحدث الأبرز، وهو اجتماع ممثلين عن مختلف المدن والبلدات الريفية في مكان واحد ليومين متتاليين يتم فيها مناقشة كل الأوضاع التي تمر بها البلد، وعلى رأسها الأوضاع الاقتصادية والأمنية في ظل تزايد انهيار العملة المحلية امام العملات الأجنبية.
الشيخ لحمر بن لسود، هو زعيم قبلي بارز، يرأس منذ شهور القيادة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي في شبوة يتحدث عن الجنوب والأسباب التي أخرت عملية اعلان فك الارتباط على الرغم من ان الجنوب بات لديه قوة عسكرية وإدارية كبيرة، وكانت له تجربة إدارة ذاتية قبل أربعة أعوام.
تأخر مشروع فك الارتباط
وفي معرض رده على سؤال حول أسباب تأخر إعلان فك الارتباط، قال الشيخ لحمر بن لسود لـ(اليوم الثامن):"إن الجنوب يمضي بخطوات مدروسة نحو اعلان قيام دولة الجنوب، بالتنسيق مع الاشقاء في الإقليم والأصدقاء في العالم، فالبلد الآن في حالة حرب وتحت البند السابع، والمجلس الانتقالي الجنوبي، شرع من خلال خطوات مدروسة وأمنة في بناء مؤسسات الدولة، وتعزيز الأجهزة الأمنية والجيش الجنوبي، ومحاربة الإرهاب، ومكافحة الفساد، لكن خيار استعادة دولة الجنوب، أصبحت أمر واقع، لكن الترتيبات مع الاشقاء والأصدقاء مهمة لبناء دولة قوية تساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في هذا الجزء الحيوي الهام من العالم، فمصالح العالم أصبحت مع الجنوب وليس مع اليمن الذي سقط للأسف الشديد في حضن المشروع الإيراني.
وقال "نحن لا نمانع اليوم في ان يكون للقوات المسلحة الجنوبية أدوار عسكرية في محاربة التمدد الفارسي، وهو التزام أخوي أعلنت المقاومة الجنوبية منذ الطلقة الأولى باننا إلى جانب التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات ومصر والبحرين في التصدي للمشروع الإيراني التوسعي بما يضمن الأمن والاستقرار في مختلف الأقطار العربية".
وأضاف "كما تعرفون ان شعب الجنوب العربي يناضل منذ ثلاثة عقود لاستعادة دولته الوطنية كاملة السيادة على ترابها الوطني، وعاصمتها التاريخية والأبدية عدن، وقد خاض الجنوبيون نضالا وطنيا سلميا جسدوا فيه معنى النضال السلمي، وحين جاء العدوان الإرهابي على بلادنا حمل الجميع السلاح، ولكن وفق تحالف عربي، وبالتالي كل خطواتنا ستتم بالتنسيق مع التحالف العربي، لكن في نهاية المطاف القرار هو قرار شعب الجنوب المعروف منذ ثلاثة عقود".
القضية الجنوبية والقضية اليمنية
يقسم الشيخ لحمر القضايا إلى قضية جنوبية وأخرى يمنية، فاليمنيون في صنعاء لديهم قضية وطنية عادلة والجنوب يقف الى جانبهم في استعادة العاصمة اليمنية من قبضة الاذرع الإيرانية – كما يقول.
وأضاف " لكل قضية مسارها الوطني، فاليمنيون عدوهم المشروع الإيراني، اما الجنوب فلديه قضية وطنية أخرى منفصلة لها جذورها الممتدة من فشل مشروع الوحدة السلمي في مايو 1990م، والحرب العدوانية الأولى والثانية والثالثة، وبالتالي لا يمكن ان نقبل ان تكون قضية الجنوب ضمن مسار القضية اليمنية، فهذه قضية وهذه قضية وبينهم تفاصيل كبيرة لا يمكن ان يجتمعان الا في هدف وحيد، هو الموقف من المشروع الإيراني، لكن في بقية التفاصيل وهي الأهم، فالحرب العدوانية الأولى ألغت مفهوم الشراكة في الوحدة اليمنية، وخلال ثلاثة عقود كان الوضع احتلال عسكري مكتمل الأركان، وبالتالي الحوار سيكون على قاعدة "لكم يمنكم ولنا جنوبنا".
المشهد الأمني في شبوة
وبشأن المشهد الأمني في شبوة، قال الزعيم القبلي لحمر بن لسود "إن شبوة عانت الأمرين خلال الثلاثة العقود الماضية، ولكن أصعب مرحلة هي الفترة التي سقطت في قبضة تنظيم الاخوان المسلمين في اليمن في أغسطس 2019م، لكن اليوم منذ ان تسلم الشيخ عوض بن محمد الوزير، قيادة السلطة المحلية الوضع في شبوة مستقر والناس أصبحت تمارس عملها بكل حرية، وتوقفت الملاحقة التي كانت تقوم بها جماعة الإخوان للقبائل وأبناء المحافظة الرافضين للاحتلال.
وعن جهود مكافحة الإرهاب، أكد الشيخ لحمر بن لسود أن قوات دفاع شبوة حققت نجاحات كبيرة في معركة تطهير شبوة من تنظيم القاعدة، الذي أصبح يمتلك أسلحة نوعية بفضل الدعم الإيراني الذي زود التنظيم بطائرات مسيرة، لكن أصبحت القوات الجنوبية لديها القدرة القتالية الكبيرة التي تمكنها من القيام بواجبها على أكمل وجه، وتحقيق مكاسب أمنية.
وقال إن شبوة مقبلة على حدث مهم وهو انعقاد الدورة الثانية للجمعية الوطنية الجنوبية، وهي رسالة أيضا لمختلف القوى المعادية للجنوب، بأن شبوة اليوم غير شبوة الأمس، وقد أصبحت تواقة إلى التخلص من كل مشاريع الموت والإرهاب، وستبدأ مرحلة جديدة يكون فيها الجنوب لحمة واحدة قادر على تجاوز كل العراقيل والصعاب".
وبشأن الاستهداف لشبوة من قبل تنظيم القاعدة، أعتبر الزعيم القبلي أن الثروات النفطية في المحافظة وموقعها الاستراتيجي المطل على شريط بحر العرب وخليج عدن، كانت هذه التنظيمات هي أحدى الأدوات من قبل هذه القوى التي ارادت ان تكون شبوة محل مطامع من قبل هذه القوى، والتنظيمات الإرهابية هي أداة من أدوات هذه القوى ناهيك عن محاولات تلك القوى تغذية الثأرات والنزاعات الداخلية لكن الحكمة في شبوة تجاوزت الكثير من القضايا وتصدت لها".
وبشأن رضى المجتمع في شبوة من جهود مكافحة الإرهاب، أكد ان المجتمع والقبائل يقفون ويساندون جهود مكافحة الإرهاب، ومن اسرار الانتصارات العسكرية ان المجتمع في شبوة بمختلف شرائحه القبلية والاجتماعية والسياسية يقف الى جانب الأجهزة الأمنية والعسكرية في مكافحة آفة الإرهاب بكل قوة.
تمكين المرأة
وحول موضوع تمكين المرأة، أكد الزعيم القبلي ان المرأة في شبوة تلعب دورا مهما إلى جانب أخيها الرجل في مختلف المجالات، والمجلس الانتقالي الجنوبي عمل منذ نشأته إلى تمكين المرأة والشباب في مختلف الهيئات، وكان للمرأة في شبوة أيضا نصيب في ان الهيئات وكذلك في الصحافة والإعلام وحقوق الإنسان، فالمرأة هي نصف المجتمع".
العلاقة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والسلطة المحلية في شبوة
وحول علاقتهم كمجلس انتقالي بالسلطة المحلية في شبوة، أكد الشيخ لحمر بن لسود أنهم يعملون معا وبتنسيق على أعلى مستويات والكل يكمل الأخر، وهذا التنسيق قائم على خدمة أبناء شبوة وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.
الإعلام العربي واحداث شبوة
وبشأن تناول وسائل الإعلام العربية، للأحداث في شبوة والجنوب، قال الشيخ لحمر بن لسود إن وسائل الإعلام في شبوة لم تعط الاحداث في شبوة وخاصة جهود مكافحة الإرهاب حقها، ويرى ان اعتماد وسائل الإعلام الإقليمية على مراسلين من خارج الجنوب، كان العامل الأبرز في تجاهل الكثير من الاحداث او تقديمها للمتابع بصورة مغلوطة.