قضايا وحريات
مجزرة جديدة تلوح في الأفق..
آلاف المدنيين على حافة الهاوية في البيضاء بسبب حصار الاذرع الايرانية اليمنية
في تصعيد خطير للأوضاع الإنسانية في اليمن، فرضت جماعة الحوثي حصارًا خانقًا على بلدة "حمة صرار"، مما يهدد حياة المدنيين ويؤكد استمرار الجماعة في انتهاك القانون الدولي الإنساني واستخدام الحصار كسلاح حرب لتحقيق أهدافها.
ويأتي ذلك بعد دفع الجماعة الموالية لإيران بتعزيزات عسكرية إلى محيط القرية، بالتزامن مع تحليق للطيران المسير.
ورغم وجود وساطة قبلية، إلا أن جماعة الحوثي، دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة بما فيها دبابات وطيران مسير إلى أطراف القرية، مهددين باجتياحها إذا لم يتم تسليم "مطلوبين" من أهالي البلدة لدى الجماعة.
وأفاد موقع "المشهد اليمني" نقلا عن مصادر محلية بمحافظة البيضاء مساء السبت بأن جماعة الحوثي استقدمت تعزيزات عسكرية جديدة، من محافظة ذمار جنوب صنعاء، لإطباق الحصار على البلدة والاستعداد لاقتحامها.
وأشارت المصادر إلى أن الأهالي ما زالوا منتشرين على مرتفعات القرية، ويواجهون الطيران المسير للحوثيين، بالأسلحة الرشاشة.
وفي وقت سابق السبت، قامت جماعة الحوثي بالدخول إلى مزارع تابعة لأهالي القرية في محاولة منها لإتلاف المزارع وإلحاق الضرر بها، قبل أن تواجه أبناء القرية وتشتبك معهم بالأسلحة ما أجبر الحوثيين على الانسحاب والتراجع".
وكانت وساطة قبلية قد تدخلت بعد مطالبة جماعة الحوثي بتسليم سبعة من أبناء القبيلة المتهمين بقتل عناصرها في منارة المسجد بالقرية، فيما يرفض الأهالي تسليم أي شخص، ويتمسكون بخروج الحوثيين من جميع مناطقهم التي يتمركزون فيها منذ عام 2015.
ومنذ انقلابهم أواخر 2014 سعى الحوثيون لإحياء نظام "الرهائن" الذي ابتكره الإمامة خلال حكمهم لشمال اليمن بين 1918-1962، بهدف ترسيخه كتكتيك للقمع، وضمان عدم خروج القبائل عن سطوتهم عبر أخذ وسجن عدد من أبناء وشيوخ كل قبيلة في مناطق سيطرتها، والتهديد بإعدامهم حال أي تمرد للقبيلة كعقاب لها.
ومع تشديد جماعة الحوثي حصارها للبلدة ورفض رفع حملتها العسكرية رغم أخذها الرهائن الذين اشترطت تسليمهم، لا تزال المخاوف قائمة، إذ تكشف استمرار حشودها "اعتزامها ارتكاب مجازر جديدة للتنكيل بالقبائل"، وفقا لنشطاء ومراقبين.
وحذرت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، الحوثيين، من ارتكاب مجزرة جديدة بحق المدنيين والأطفال والنساء في أهالي قرية "حمة صرار" بالبيضاء، بعد أشهر من مقتل وإصابة ثلاثين مواطنا جراء تفجير الجماعة منازلهم.
وقال وزير الإعلام معمر الإرياني، في بيان على منصة إكس إن تقارير ميدانية أفادت بتسيير الميليشيا حملة بمشاركة الأسلحة الثقيلة المنهوبة من مخازن الدولة لاقتحام قرية "حمة صرار"، بعد أيام من قتلها اثنين من أبناء القرية في حاجز تفتيش.
وأشار الإرياني إلى أن الميليشيا اعتدت منذ انقلابها، على مئات القرى والعزل بالمناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، ضمن محاولاتها لإخضاع اليمنيين لمشروعها، مطالبا المجتمع الدولي بإدانة جرائم الحوثيين وتجفيف منابعهم المالية والسياسية والإعلامية.
كما دانت أكثر من مائة منظمة حقوقية، حصار واعتداءات الحوثيين على قرية "حمة صرار"، داعية إلى ممارسة ضغط محلي ودولي لوقفا انتهاكات الجماعة ومحاسبة قادتها المتورطين.
وطالبت مجلس الأمن والمجتمع الدولي بتحمل مسؤوليتهما تجاه ما تتعرض له القرية والتعامل بحزم وجدية لردع الحوثيين.
والأربعاء الماضي، قامت جماعة الحوثي بإطلاق النار على المواطن سيف مرداس الصراري، والمواطن مقبل ناصر الصراري من أهالي قرية حمة صرار مديرية ولد ربيع قيفة أثناء مرورهم على دراجة نارية في نقطة تفتيش تابعة لها مما أدى إلى وفاة الأول وإصابة الآخر بإصابات بالغة.
وأشعلت الحادثة غضب قبيلة حمة صرار، إحدى قبائل قيفة، وتدافع أبناؤها وهاجموا عناصر الحوثيين في حاجز التفتيش، الذين لاذوا للتحصن في مئذنة مسجد بالمنطقة تتخذه الجماعة كثكنة عسكرية وقاموا بقنص الأهالي ما دفع رجال القبائل لمحاصرتهم وقتل أربعة من عناصر الحوثي وإحراق المئذنة مع جثامينهم.
ودفع الحوثيين بتعزيزات للمنطقة لكن القبائل قطعت الطريق في بلدة الوثبة، واشتبكت معها بشراسة، قبل تدخل وساطة، سمحت للجماعة بإنزال جثامين قتلاها من مئذنة المسجد لكن الميليشيا عادت لتعزيز وجودها العسكري ورفعت سقف مطالبها، منها أخذ 12 رهينة أو أنها ستقتحم البلدة لتأديب أبنائها.
وليست هذه المرة الأولى التي "تنكل" فيها جماعة الحوثي بأبناء البيضاء وقبائلها، إذ حاصرت في مارس 2024 حي الحفر في رداع لأسابيع، قبل أن تفجر 8 منازل بمن فيها مخلفة مجزرة هزت اليمن والعالم إثر سقوط نحو 30 قتيلا ومفقودا.
كما سبق واجتاحت عشرات القرى في مختلف مديريات البيضاء، واقتحمت كذلك منازل في بلدة عبس بمديرية الشرية، وداهمت منازل آل الشرجبي، وشنت حرب إبادة جماعة ضد بلدة خبزة في المحافظة عبر الإعدامات وتفجير المنازل ومصادرة الأملاك وأخذ الرهائن لتطويع القبائل بالقوة.
ويرى مراقبون أن الحوثيين يستغلون هدنة أممية هشة في البلاد منذ 2022، في تكريس حكمهم بالقوة استمرارا لنهجهم الدائم في توظيف السلام نحو توجيه حملات ممنهجة لضرب القبائل واحدة تلوى أخرى بيافطات وذرائع مختلفة، كما حدث ضد قبائل همدان والحيمة وآل عوض وحجور والقفر وعتمة.