تحليلات
"الجنرال البحسني" يضع "القيادة الرئاسي" في مأزق"..
تقرير: لقاء معلن بين الزُبيدي وطارق صالح: رسائل سياسية لداخل اليمني والاقليم
بثت وسائل إعلام يمنية وجنوبية، خبرا عن لقاء جمع قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة "الرئيس عيدروس الزبيدي"، وقيادة المقاومة الوطنية اليمنية بقيادة رئيسها العميد طارق صالح، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، في أول لقاء معلن بين الطرفين على الرغم من ان تحالفا قد تشكل في اعقاب الانتفاضة التي قادها الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح ضد الحوثيين في ديسمبر 2017م، فيما وضع عضو مجلس القيادة الرئاسي "اللواء فرج البحسني"، مجلس القيادة الرئاسي في مأزق، حين أعلنت مقاطعة اجتماعات المجلس وذلك في اعقاب رفض رئيس المجلس رشاد العليمي "مناقشة قضايا محافظة حضرموت".
وقالت وسائل إعلام محلية إن "البحسني قد طلب عقد لقاء من اجل تدارس "ازمة حضرموت"، المفتعلة في اعقاب زيارة قام بها رشاد العليمي إلى المحافظة التي باتت ورقة بيد بعض القوى الإقليمية لاستخدامها ضد المجلس الانتقالي الجنوبي بغية اخضاعه للقبول بتسوية سياسية تمنح الحوثيين ما نسبته 80 في المائة من الموارد.
ويبدو أن اللقاء الذي لم يحضره البحسني، قد جاء في سياق تشكيل تكتلات سياسية بعيدا عن رشاد العليمي، المقرب من السلطات السعودية والذي يسير وفق رغبة الرياض في انهاء الصراع في اليمن من بوابة المبادرة العمانية، التي تمنح الحوثيين الحصول على نسبة كبيرة من موارد النفط.
وبدأ واضحا ان اللقاء المعلن بين الزبيدي وطارق صالح، هدفه توجيه رسائل سياسية بليغة للإقليم بان هناك قوى فاعلة يمكن ان تشكل تحالفات استراتيجية ترفض تقديم أي تنازلات للحوثيين الموالين لإيران.
ولكن هذا اللقاء ليس الأول فقد سبق وأمن المجلس الانتقالي الجنوبي، انتقال قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام من صنعاء، عقب مقتل "صالح"، إلى عدن، وقد نجح المجلس في تأمين خروج العميد طارق صالح من وسط العاصمة اليمنية صنعاء، حتى وصوله عدن، ثم فتح معسكرات لإعادة تشكيل قوات حراس الجمهورية التي انتقلت لاحقا إلى ميناء المخأ حيث تستقر هناك.
وقال الموقع الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي (STC إن "الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، والعميد طارق صالح، رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية اليمنية ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ترأسا اجتماعًا مشتركًا بين قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي والمكتب السياسي للمقاومة الوطنية.
وبحسب الموقع فقد تناول الاجتماع بحث سبل التعاون والتنسيق المشترك بما يسهم في تعزيز الجهود المبذولة لمواجهة ميليشيات الحوثي والجماعات الإرهابية والمتطرفة بجميع أشكالها.
كما أكد الطرفان على أهمية مواصلة التواصل والتنسيق الفعّال في مختلف الملفات والقضايا ذات الصلة.
وأكد الموقع أنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة للتواصل والتنسيق بين الطرفين لمتابعة المستجدات وتوحيد الجهود المشتركة بما يخدم المصلحة الوطنية.
من جهتها أفادت وكالة 2 ديسمبر الإخبارية، التي تبث من ميناء المخا اليمني، بأن نائبي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، العميد طارق صالح واللواء عيدروس الزُّبيدي، ترأسا اجتماعًا مشتركًا جمع بين المكتب السياسي للمقاومة الوطنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وبحسب الوكالة فقد "تم خلال اللقاء مناقشة سبل التعاون والتنسيق المشترك لتعزيز الجهود في مواجهة مليشيات الحوثي والجماعات الإرهابية بمختلف أشكالها. وشدد الطرفان على أهمية استمرار التواصل والتنسيق الفعال في معالجة القضايا المشتركة، وأعلنا عن تشكيل لجنة تواصل وتنسيق لمتابعة المستجدات والتطورات".
وأكدت أن "الاجتماع جاء في إطار الجهود المشتركة لتعزيز الاستقرار ومواجهة التحديات الأمنية في اليمن".
وتعليقا على هذا اللقاء قال الصحافي صالح أبوعوذل، رئيس مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات، إن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس المناضل عيدروس بن قاسم الزبيدي، وقيادة المقاومة الوطنية اليمنية ومجلسها السياسي بقيادة العميد طارق صالح، قد شرعا في حوار سياسي رفيع المستوى. يهدف هذا الحوار إلى تناول مجموعة واسعة من القضايا الوطنية بشفافية ووضوح، في خطوة تعكس إدراك الطرفين لأهمية الحوار الوطني كوسيلة لتجاوز التحديات الراهنة التي تواجه البلاد.
وأوضح أبوعوذل في منشور على فيس بوك أن "هذا الحوار يتناول قضايا حساسة تؤثر على المشهد السياسي والعسكري في اليمن والجنوب، بما في ذلك التنسيق الأمني والعسكري بين القوى المختلفة، فضلاً عن مستقبل الجنوب واليمن في ظل التعقيدات الحالية."
وأضاف أبوعوذل: "ما يميز هذا الحوار هو الاستعداد للتعامل بشفافية وشجاعة مع جميع الملفات المطروحة، مع إدراك الطرفين أن المرحلة الحالية تتطلب مواجهة الحقائق بجرأة، بعيداً عن المناورات السياسية. من الضروري النظر إلى المستقبل بعيون مفتوحة والعمل نحو تحقيق الاستقرار والتنمية."
وأكد أبوعوذل أن "هذه الخطوة تمثل فرصة لتوحيد الصفوف في مواجهة التهديدات المشتركة التي تواجه اليمن والجنوب والمنطقة بأسرها، سواء من الجماعات المسلحة الإرهابية مثل تنظيم القاعدة أو التدخلات الإقليمية والدولية."
وأشار إلى أن "بفضل هذا الحوار، يمكن للطرفين التوصل إلى تفاهمات سياسية وأمنية تعزز قدرة القوى الوطنية على مواجهة التحديات بفعالية. رغم أن الحوار بين المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الوطنية لم يكن سهلاً في ظل الانقسامات السياسية التي شهدها اليمن في السنوات الأخيرة، فإن هذه الخطوة تظهر رغبة الطرفين في تجاوز الخلافات الداخلية والعمل سويًا لتحقيق المصالح الوطنية."
وأضاف أبوعوذل: "توحيد الجهود بين القوى الوطنية أصبح ضروريًا لضمان مستقبل أفضل لليمن بعيدًا عن الصراعات السياسية والانقسامات التي أثرت سلبًا على استقرار البلاد. إن الحوار السياسي بين قيادة الانتقالي وقيادة المقاومة الوطنية يمثل بارقة أمل جديدة في تحقيق استقرار سياسي وأمني، ويستحق الإشادة. هذه الخطوة تفتح الباب أمام مزيد من الحوار بين القوى السياسية المختلفة، مما يعزز إمكانية تحقيق التقدم المنشود، بما في ذلك استعادة صنعاء من قبضة المشروع الإيراني."
وعلق الكاتب الجنوبي صالح علي الدويل باراس على اللقاء المشترك الذي جمع بين قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة الرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي، ومكتب المقاومة الوطنية اليمنية، بقيادة العميد طارق صالح، قائلاً:
"إن أهمية هذا اللقاء لا تكمن في كونه مجرد اجتماع، بل في الجوهر الذي حملته المناقشات خلاله. هذا اللقاء كان فرصة هامة لتناول المسائل الحساسة وتحديد المواقف بوضوح، مما يعد خطوة ضرورية لإعادة بناء الثقة الجنوبية التي تعرضت لهزات كبيرة منذ عام 1990. من الضروري تجسير الثقة ووضع القضايا في سياقها الصحيح لتحقيق رؤية مشتركة تلبي تطلعات شعب الجنوب وأهدافه الوطنية."
وأضاف الدويل: "تعيش اليمن والجنوب العربي مرحلة مفصلية، تفرض طبيعة الصراع الإقليمي والدولي ضرورة أن يدخل المجلس الانتقالي الجنوبي في تحالفات مرحلية مع القوى اليمنية، شريطة أن تحترم هذه التحالفات أهداف الجنوب وتطلعاته. الحوثي يشكل تهديدًا وجوديًا، ليس فقط كعدو سياسي بل كتهديد لتقويض المجتمع وتغيير ثقافته. هذا التهديد يطال اليمن والجنوب والزيدية نفسها."
وأشار إلى أن: "اللقاء يحمل رسالة مهمة على الصعيدين المحلي والإقليمي، ولكن فعاليته تعتمد على الالتزام باحترام ثوابت كل طرف والتناول الصادق للقضايا. يجب أن يكون اللقاء مدفوعًا برغبة حقيقية في التوحد ضد الحوثي، الذي يشكل العدو المشترك."
وأكد الدويل: "إذا كان الهدف من اللقاء هو استغلال الجنوب ثم الانقلاب عليه، فإن الجنوبيين قد عايشوا مثل هذه التجارب من قبل. نجاح القوى المناهضة يعتمد على تماسكها وإدراكها بأن الجنوب لم يعد كما كان في 2015م، وأن الهدف يجب أن يكون التوجه نحو صنعاء، وإذا تم اللقاء بمصداقية وثقة ووضوح، فإنه سيؤدي إلى تغيير كبير في معادلات الحرب والتفاوض."