تقارير وتحليلات
"الصراع الإسرائيلي الإيراني"..
اختراق أمني يهز حزب الله: تفجيرات تودي بحياة 9 وتصيب الآلاف بينهم أبناء قياديين
تعرض حزب الله اللبناني لاختراق أمني خطير إثر سلسلة تفجيرات استهدفت أجهزة الاتصال التي يستخدمها عناصره، مما أدى إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة الآلاف بجروح متفاوتة. ووُصف هذا الحادث بأنه الأكبر من نوعه في تاريخ الحزب من حيث عدد الضحايا وشدة الضربة الأمنية.
وأكدت مصادر إعلامية مقتل نجل النائب علي عمار في التفجيرات، كما أصيب نجل النائب حسن فضل الله بجروح. واعتبرت هذه الضربة الأمنية، التي وقعت في مناطق مختلفة من لبنان، تحدياً كبيراً لحزب الله، خاصة بعد انتشار دعوات لإخلاء هذه الأجهزة على الفور من قبل قيادة الحزب.
وفي تصريح لمسؤول في الحزب، أشار إلى أن "هذه التفجيرات تمثل أكبر اختراق أمني حتى الآن، ومن الصعب تحديد العدد النهائي للمصابين مع تزايد الحالات التي تصل إلى المستشفيات". ونتيجة للحادث، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية رفع حالة الطوارئ واستنفار جميع المستشفيات، خاصة في مناطق الجنوب والضاحية الجنوبية.
وفي تطور آخر، أعلنت السفارة الإيرانية في بيروت عن تعرض السفير مجتبى أماني لإصابة سطحية جراء الانفجارات، مؤكدة أن حالته الصحية مستقرة ولا تستدعي القلق.
وتأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد التوترات في المنطقة بين إسرائيل وحزب الله، حيث ألمحت تقارير إعلامية إلى احتمال تورط إسرائيل في هذه العملية. وفي الوقت الذي التزمت فيه إسرائيل الصمت الرسمي، تشير بعض التقارير إلى أن هذه التفجيرات جاءت نتيجة اختراق إسرائيل لنظام الاتصالات الخاص بحزب الله، ما يمثل تطوراً تقنياً خطيراً في إطار الصراع بين الطرفين.
التحقيقات مستمرة حول كيفية حدوث هذا الاختراق، وسط تأكيدات بأن هذه الأجهزة التي انفجرت كانت حديثة العهد، ما يزيد من حدة التساؤلات حول فاعلية الإجراءات الأمنية للحزب ومدى تطورها في مواجهة التهديدات التكنولوجية المتزايدة.
وتوعدت جماعة حزب الله اللبنانية بالثأر من إسرائيل بعد أن حملتها المسؤولية عن تفجير أجهزة اتصال محمولة (بيجرز) يوم الثلاثاء مما تسبب في مقتل ثمانية على الأقل وإصابة نحو ثلاثة آلاف آخرين، بينهم العديد من مقاتلي حزب الله والسفير الإيراني لدى بيروت.
وندد وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري بتفجير أجهزة الاتصال ووصفه بأنه “عدوان إسرائيلي”. ويستخدم حزب الله وآخرون في لبنان هذه الأجهزة في التواصل. وقال حزب الله إن إسرائيل ستنال “عقابها العادل” على التفجيرات.
ووقعت الانفجارات وسط احتدام العنف بين إسرائيل وحزب الله اللذين يخوضان أعمالا قتالية عبر الحدود في أسوأ تصعيد في سنوات، وذلك منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر تشرين الأول الماضي.
وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض إن ثمانية قتلوا وأصيب نحو 2750، منهم 200 في حالة حرجة.
وأكد حزب الله في بيان سابق مقتل اثنين من مقاتليه على الأقل في التفجيرات وقال إن هناك تحقيقا جاريا في أسبابها.
وانفجرت أجهزة البيجر في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت وسهل البقاع.
وبثت قنوات إقليمية مقطع فيديو صورته كاميرا مراقبة وأظهر ما بدا أنه انفجار جهاز صغير محمول موضوع بجوار موظفة التعاملات المالية مع الزبائن في متجر بقالة خلال تلقيها النقود من أحد الأشخاص.
وقال مسؤول من حزب الله طالبا عدم ذكره بالاسم إن انفجار الأجهزة هو “أكبر اختراق أمني” تعرضت له الجماعة خلال اشتباكات مع إسرائيل مستمرة منذ قرابة عام.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن تفجيرات أجهزة الاتصال “تصعيد… لن يقود كيان الاحتلال الإرهابي إلا لمزيد من الفشل والهزيمة”.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن من السابق لأوانه معرفة مدى تأثير تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان على محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وحثت الخارجية إيران على عدم استغلال أي واقعة لتأجيج عدم الاستقرار. وتشكل إيران مع حلفائها حزب الله وجماعة الحوثي اليمنية وجماعات مسلحة في العراق “محور المقاومة” للتصدي للنفوذ الإسرائيلي والأمريكي.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء إن كبار القادة، بمن فيهم الجنرال هرتسي هاليفي رئيس الأركان، عقدوا اجتماعا لتقييم الوضع “بخصوص حالة الاستعداد على الصعيدين الهجومي والدفاعي على كافة الجبهات”، من دون التعليق مباشرة على تفجيرات لبنان.
وذكر المتحدث “لا تغيير في تعليمات الجبهة الداخلية”، لكنه أضاف أنه “يجب الحفاظ على حالة اليقظة ليتم إطلاع الجمهور على كل تغيير في السياسة المتبعة بشكل فوري”.
وقال مصدران مطلعان على عمليات حزب الله لرويترز إن مقاتلي الجماعة اللبنانية يستخدمون أجهزة الاتصال المحمولة (البيجرز) كوسيلة منخفضة التكنولوجيا لمحاولة تجنب تعقب إسرائيل لمواقعهم.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، يوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة لا تزال ترى أن الحل الدبلوماسي هو المسار الأفضل للصراع بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية.
وجاءت هذه التصريحات بعد تعهد حزب الله بالرد على تفجير أجهزة اتصال محمولة يوم الثلاثاء، والذي ألقى باللوم فيه على إسرائيل. وأسفر التفجير عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة 2750 آخرين، بينهم عدد من مقاتلي حزب الله وسفير إيران لدى بيروت.
وأضافت جان بيير: "ما زلنا نعتقد أنه يجب أن يكون هناك حل دبلوماسي لهذا النزاع".
وأكدت مصر في بيان يوم الثلاثاء حرصها على “أمن واستقرار لبنان وعدم انتهاك سيادته من أي طرف خارجي”، وذلك بعد وقت قصير من انفجار أجهزة اتصال محمولة مما تسبب في مقتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص.
وقالت مجموعة لوفتهانزا يوم الثلاثاء إنها ستعلق جميع الرحلات من وإلى تل أبيب وطهران.
وأوضحت الشركة في بيان أن رحلاتها ستتجاوز المجالين الجويين الإسرائيلي والإيراني حتى 19 سبتمبر أيلول بسبب تصاعد المخاوف الأمنية في المنطقة.
وأضافت أنها ستقيم الوضع بشكل أكبر خلال الأيام المقبلة.