تقارير وتحليلات
"إزالة السيف والشهادتين"..
الإخوان المسلمون يهاجمون علم السعودية بسبب فعاليات الترفيه.. ما وراء الدعوة؟
تناولت وسائل إعلام محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين دعوات أطلقها الإعلامي الإخواني محمد ناصر لتغيير علم السعودية، بزعم ما وصفه بـ"الإساءة" للعلم من خلال فعاليات الترفيه التي شهدتها المملكة. وأكد ناصر في برنامجه "مصر النهارده"، الذي كان يبث عبر قناة مكملين الإخوانية قبل إغلاقها من قِبل تركيا، أن العلم السعودي الحالي "لا يتناسب" مع التغيرات الاجتماعية التي تشهدها السعودية.
وكرر ناصر مطالبه بتغيير العلم، قائلاً: "هذا العلم لم يعد يتماشى مع المملكة، ويجب إزالة السيف وعبارة التوحيد من عليه". وأضاف: "العبارة المكتوبة على العلم هي عماد الدين، ولا يمكن السماح بمرمطة هذا الرمز في فعاليات غير لائقة".
جماعة الإخوان المسلمين استغلت هذه المطالبات في سياق حملتها السياسية ضد السعودية، وهو ما يظهر بوضوح من خلال تغريدات متواترة على وسائل التواصل الاجتماعي من حسابات مشبوهة تدعو إلى تغيير العلم السعودي. وكتبت الصحفية اليمنية إلهام عبدالله: "الأشقاء في السعودية... إما أن تغيروا العلم أو تحظروا استخدامه في هذه المناسبات، فكمسلمة لا أقبل بإهانة كلمة التوحيد".
ويُرجح مراقبون أن هذه الحملة منظمة وتستغل الدين لاستهداف المملكة، فيما أشار معلقون إلى أن الحوثيين ربما يقفون وراء بعض الحسابات لتأجيج الرأي العام.
السعودية واجهت حملات مشابهة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مناسبات سابقة، غالبًا ما تعتمد على استغلال مواضيع الانفتاح الاجتماعي. وتتمحور هذه الحملات حول استخدام خطاب ديني لكسب تعاطف الشعب السعودي، مع تركيز على وصف المملكة بـ"بلاد الحرمين" و"نصيحة لوجه الله".
حسابات مشبوهة نشطت بشكل ملحوظ لتوسيع دائرة المطالبات بتغيير العلم، في محاولة لإيهام مستخدمي منصة "إكس" بأن هناك تأييدًا واسعًا لهذه الفكرة، بينما الحقيقة أن هذه الحسابات تدار من جهة واحدة.
أحد المستخدمين غرد قائلاً: "رأيت صورة لامرأة كاسية عارية بجانب علم السعودية، هل يعقل أن يستمر العلم بهذا الشكل؟"، مشيرًا إلى أنه يجب على المملكة تغيير العلم إذا أرادت مواصلة سياسة الترفيه.
ويعتبر بعض المحللين أن هذه الدعوات جزء من حملة أوسع تهدف إلى استهداف المملكة من خلال التحريض على كل ما هو مرتبط بها، وربطها بالصراعات الإقليمية وحروب الوكالة التي تخوضها إسرائيل وميليشيات إيران.
وفي وقت سابق، تم تداول صور لجنود إسرائيليين يدوسون على علم حماس، لكن البعض حاول استغلال الصورة للزعم بأن العلم السعودي هو المستهدف، مما دفع بعض المغردين إلى المطالبة برد فعل سريع.
الجدير بالذكر أن الجدل حول العلم السعودي ليس جديدًا، فقد سبق أن اقترح الكاتب السعودي فهد عامر الأحمدي إزالة السيف من العلم، وهو ما أثار نقاشًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي. كما اعتبر بعض السعوديين أن تعديل نظام العلم والشعار والنشيد الوطني خطوة إيجابية، بينما تمسك آخرون بضرورة الحفاظ على الرموز الوطنية باعتبارها جزءًا من التراث.
في ظل التغيرات الكبيرة التي تشهدها المملكة، تعمل السعودية على ترسيخ سياسة الانفتاح بما يتماشى مع رؤية 2030، التي تهدف إلى تحويل المملكة إلى وجهة فنية وثقافية عالمية، وسط انفتاح تدريجي يراعي تقاليد المجتمع السعودي.