تطورات اقليمية
حوار دبلوماسي متوتر وسط تهديدات عسكرية..
تهديدات إيران الجديدة: هل تتحمل دول الخليج تبعات الصراع الإيراني-الإسرائيلي؟
هددت إيران بشكل صريح باستهداف دول الخليج في حال سمحت بمرور "طائرات معادية"، في إشارة واضحة إلى هجوم إسرائيلي متوقع على أراضيها. يثير هذا التهديد التساؤلات حول توقيته المتزامن مع الجولة الخليجية التي يقوم بها وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، والتي استهلها بزيارة السعودية ولقائه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وفقًا لوكالة الأنباء السعودية، اجتمع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يوم الأربعاء مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في الرياض، حيث ناقشا التطورات الإقليمية. كما حضر الاجتماع الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع، والأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية، ومستشار الأمن الوطني مساعد بن محمد العيبان.
استقبال ولي العهد لعراقجي يؤكد اهتمام الرياض بتطوير العلاقات مع طهران والحفاظ على مسار الحوار الذي بدأ منذ عامين. إلا أن التهديدات الإيرانية التي سربتها مصادر إيرانية بخصوص مهاجمة دول الخليج في حال اندلاع الحرب، تعكس رسالة سلبية، وتشير إلى أن طهران ليست جادة في تعزيز العلاقات مع دول الجوار.
الغريب في الأمر أن التهديدات الإيرانية تستهدف دول الخليج جميعها، دون تمييز بين الدول التي ستستخدم مجالها الجوي من قبل الطائرات الإسرائيلية وغيرها. ويثير ذلك تساؤلات حول رغبة إيران في تحميل جيرانها تبعات سياساتها الإقليمية وتسليحها حلفاءها ودفعهم إلى المواجهة مع إسرائيل.
صرّح مسؤول إيراني كبير بأن طهران أبلغت دول الخليج بأنه "من غير المقبول" السماح باستخدام مجالها الجوي أو قواعدها العسكرية ضد إيران، مؤكدة أن أي تحرك من هذا القبيل سيستدعي ردًا. وأضاف أن إيران ستعتبر أي تدخل عسكري من دول الخليج، سواء عبر الأجواء أو القواعد، كفعل عدائي مشترك وسترد بناءً على ذلك.
وجاءت هذه التصريحات في أعقاب محادثات أجرتها إيران مع دول الخليج على هامش القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي في قطر، حيث سعت دول الخليج إلى طمأنة طهران بشأن حيادها في أي صراع بين إيران وإسرائيل.
وعلى الرغم من التقارب السياسي بين السعودية وإيران في السنوات الأخيرة، إلا أن العلاقات بين البلدين لا تزال تشهد تقلبات. وقد أوضح مسؤول إيراني أن عراقجي سيبحث خلال جولته القضايا الثنائية، بما في ذلك جهود وقف إطلاق النار في غزة ولبنان.
في غضون ذلك، نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين أن إسرائيل قد تستهدف منشآت نفطية إيرانية في حالة التصعيد. وعلى الرغم من عدم تهديد إيران بشكل مباشر بضرب منشآت النفط الخليجية، إلا أنها حذرت من مغبة تدخل "أنصار إسرائيل" بشكل مباشر، محذرة من أن ذلك سيعرض مصالحهم للخطر.
وقد استعدت السعودية منذ الهجوم على منشأة بقيق النفطية عام 2019 لأي اعتداء محتمل على منشآتها، لكنها نفت تورط إيران في هذا الهجوم. ومع تزايد التوترات، أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن طهران تدعو إلى وحدة إقليمية في مواجهة إسرائيل، معتبرة حياد دول الخليج كأقل ما يمكن القيام به.
المنطقة تترقب رد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي وقع مؤخرًا، والذي لم يسفر عن أي قتلى في إسرائيل. وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إيران "ستدفع الثمن" على هذا الهجوم، بينما توعدت طهران برد واسع النطاق إذا تعرضت لهجوم انتقامي.
من جانبه، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن الرد الإسرائيلي على إيران سيكون "فتاكًا ودقيقًا ومفاجئًا"، مشيرًا إلى أن من يهاجم إسرائيل "سيدفع الثمن باهظًا".