تطورات اقليمية
توترات القرن الأفريقي..
مقديشو تدعو لإخراج القوات الإثيوبية وأديس أبابا ترفض التراجع.. هل يمكن احتواء التصعيد؟
تصاعدت التوترات في منطقة القرن الأفريقي، حيث اشتدت الخلافات بين الصومال وإثيوبيا وسط تبادل للاتهامات والهجوم الإعلامي من أديس أبابا على الوجود المصري في مقديشو. تثير هذه الأجواء مخاوف من تصعيد غير محسوب في المنطقة، التي تعد رئة حيوية للبحر الأحمر وأفريقيا، وتفتح التساؤلات حول سبل احتواء هذه الأزمة المتفاقمة.
ويرى محللون أن التصعيد سيكون سيد الموقف في المرحلة المقبلة، خاصة مع إصرار الصومال على إخراج قوات حفظ السلام الإثيوبية من أراضيه، بينما تواصل إثيوبيا مساعيها للاتفاق مع إقليم أرض الصومال الانفصالي للحصول على منفذ بحري على البحر الأحمر، الأمر الذي تواجهه مصر والصومال بالرفض. ويشير المحللون إلى وجود سيناريوهين محتملين: الأول هو مواجهة مباشرة مع إثيوبيا، والثاني يتمثل في لجوء أديس أبابا إلى حلول دبلوماسية تحت ضغط دولي وإقليمي.
وفي تصريح لوزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي، أكّد أن إثيوبيا انتهكت سيادة الصومال بتوقيع مذكرة تفاهم مع إدارة "أرض الصومال" في بداية العام، مشيراً إلى أن البرلمان الصومالي ألغى هذه الاتفاقية، وأن الحكومة نجحت في الدفاع عن سيادة البلاد عبر القنوات الدبلوماسية.
وفي إطار التصعيد المتواصل، كشف فقي عن نية الحكومة نقل السفارة الإثيوبية إلى موقع جديد بعيداً عن القصر الرئاسي، مؤكداً أن الصومال اتخذ إجراءات سابقة بطرد السفير الإثيوبي وسحب مبعوثه من أديس أبابا. كما طلبت الخارجية الصومالية في أكتوبر الماضي من مستشار إثيوبي مغادرة البلاد بسبب ما وصفته بـ"أنشطة لا تتفق مع دوره الدبلوماسي".
على الجانب الآخر، تدافع إثيوبيا عن اتفاقها مع "أرض الصومال" كجزء من سعيها للوصول إلى البحر الأحمر، حيث أكّد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أن بلاده تسعى للوصول السلمي إلى البحر. وتواصل أديس أبابا الهجوم الإعلامي على مصر، إذ نقلت وكالة الأنباء الإثيوبية عن دعوات من باحثين إثيوبيين لتقييم دور مصر في الصومال واتهامها بأنها "قوة مزعزعة للاستقرار" في القرن الأفريقي.
ويرى السفير المصري الأسبق صلاح حليمة أن إثيوبيا تتحمل المسؤولية عن تصاعد التوترات في المنطقة بسبب انتهاجها تصرفات أحادية تتعارض مع القانون الدولي وتهدد سيادة الصومال، مشيراً إلى أن احترام إثيوبيا للقوانين ووقف الاتفاقات الأحادية مثل اتفاق "أرض الصومال" هو السبيل الوحيد لاحتواء التصعيد.