تقارير وتحليلات
"خطاب النصر الذهبي الأمريكي"..
الخطاب التاريخي لترامب: فوز سياسي وتحديات اقتصادية ومواقف جديدة في السياسة الأمريكية
المقدمة: بعد جولة شاقة من الصراع السياسي في البيت الأبيض بين الحزبيين الأمريكيين الديمقراطيين والجمهوريين الذي خاض جولات انتخابية عسيرة استطاع ترامب أن ينتزع الفوز بقوة من منافسته كولا هاريس.
خلال الأشهر الثالثة الماضية شهدت الساحة السياسية الإمريكية تنافسًا حادًا بين الحزبين الرئيسيين: الديمقراطيين والجمهوريين، حيث خصصت هذه الانتخابات بشكل عام لمحور القضايا الاقتصادية، والرعاية الصحية، والهجرة، والسياسة الخارجية، مع تزايد الجدل حول قضايا المناخ والعدالة الاجتماعية.
الكلمات المفتاحية في الخطاب:
بدأ حديثه بأنه قائلا: ما جرى يعد أعظم حركة في التاريخ الأمريكي وأكد أن أمريكا سوف تتشافى في الأيام القادمة فحن حقننا النصر ويؤكد: أمريكا ستدخل عصرًا ذهبيًا الذي سيجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى معتبرًا الفوز نصرًا سياسيًا لم تشهده البلاد من قبل. وأعرب ترامب عن شكره للشعب الأمريكي على شرف انتخابه الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن هذا يعد نصرًا رائعًا للشعب سيسمح بجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى.
وقال ترامب إن هذا سيكون العصر الذهبي لأمريكا، مشيرًا إلى أنه سيقاتل يوميًا من أجل الشعب الأمريكي ومستقبله وحتى تكون أمريكا قوية وآمنة ومزدهرة.
يتوزع معجم الخطاب إلى أربع كلمات مفتاحية دلالية:
1- السياسي والديمقراطي:
2- التضحية والنضال
3- قضايا المجتمع الامريكي
4- أنهاء الحرب
تكمن العلاقة بين هذه الكلمات في كونها عناصر حاضرة في صناعة الخطاب الإشهاري ومرتبطة بالناخب الامريكي لكن نلاحظ أن الحقل الدلالي للداخل الإمريكي هو المهيمن وتشير هذه الهيمنة إلى الاتجاه الذي أصبحت تسير فيه صناعة الإشهار.
بدأ الخطاب الأمريكي نصه بفكرة عامة حول الخطاب الإشهاري للفوز، ثم انصرف بعد ذلك إلى مناقشة هذه الفكرة في تفاصيل الخطاب. واعتمد على لغة بسيطة مباشرة وتقريرية وقد اعتمد أيضا على العرض المنطقي للأفكار. ولا تظهر اللمسة الفنية في اللغة إلا بشكل بسيط جدا، وظف ترامب في النص حججا وأساليبها منها حجج منطقية وحجج واقعية تمس الواقع الأمريكي.
- الانتصار السياسي والديمقراطي:
ركز خطابه حول الحدث السياسي الذي خاضه وهو وحزبه( الانتخابات الإمريكية)، مصورًا ذلك بأنه أمرًا غير سهلًا فقد وضعت كافة العراقيل والتحديات أمامه؛ لكنه استطاع أن يتجاوزها شاكرًا الشعب الأمريكي بقوله: " أشكر الشعب الأمريكي على الشرف الذي منحوني إيّاه؛ لكوني الرئيس السابع والأربعين. فقد " فزنا بالتصويت الشعبي ونحو 315 صوتًا في المجمع الانتخابي. حصلنا على الأغلبية في مجلس الشيوخ ومجلس النواب أيضاً، وأكد قائلًا: " كانت تلك العملية السياسية الأعظم في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وستصل العملية السياسية إلى مستويات غير مسبوقة، لقد صنعنا التاريخ اليوم وحققنا انتصارًا سياسيًا، لقد اعطتنا أمريكا تكليفًا عظيمًا وصنعنا التاريخ وهو الهدف. تجاوزنا وتخطينا عقبات كثيرة. إنه نصر تاريخي لم تشهده الولايات المتحدة من قبل" حصلنا على الولايات المتأرجحة. عملنا مع نواب الحزب الجمهوري وحققنا انتصارًا لا يصدق. كنت أتابع التحليلات ولم ير أحد تنوع الناخبين من جميع أطياف الشعب مثلما رأينا في هذه الانتخابات. إنه توافق تاريخي، الأمريكيون من جميع الطبقات والأطياف. وهذا أمر منطقي، فنحن حزب يريد أن تكون الأمور جيدة وآمنة، وأن يكون هناك نظام تعليمي جيد.
وأضاف ترامب أنه فاز أيضا بالتصويت الشعبي، مشيرًا إلى أن هذا يعد أمرًا عظيمًا. وأشار إلى أن أمريكا منحت الحزب الجمهوري تفويضًا قويًا وغير مسبوق، موضحًا أن الحزب استعاد السيطرة مرة أخرى على مجلس الشيوخ، مؤكدا أن حزبه سيحتفظ بالسيطرة على مجلس النواب. وتابع ترامب “أمريكا ستدخل عصرًا ذهبيًا” مضيفًا “حققنا نصرًا سياسيًا لم تشهد بلادنا مثله من قبل .. حققنا نصرًا سيسمح بجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”.
- التضحية من أجل أمريكا
أكد ترامب أنا ما قام به هو وحزبه هو تضحية من أجل استعادة أمريكا، مذكرًا بقوله: إن الناس يقولون له إن "الله أنقذ حياتي لسبب ما.. وكان هذا السبب هو إنقاذ بلادنا وإعادة أمريكا إلى العظمة والآن سنقوم بهذه المهمة معًا"، مشيرًا إلى أن "المهمة التي أمامنا لن تكون سهلة، لكنني سأسخر كل ذرة من الطاقة والروح والكفاح التي أحملها في روحي للمهمة التي أوكلتها إليّ".
وتحدث قائلًا: سأصارع من أجل عائلاتكم ومن أجلكم ومن أجل المستقبل الذي يستحقه أبناؤنا. سنجعل الولايات المتحدة عظيمة مرة أخرى، إنها من أسعد لحظات حياتي قاطبة. الولايات المتحدة وضعت على عاتقنا مسؤولية كبيرة، استعدنا مجلس الشيوخ أيضًا. أشكر زوجتي الجميلة ميلانيا السيدة الأولى، أود أن أكون أول من يهنئ نائب الرئيس جي دي فانس، دخل نائبي جي دي فانس إلى معاقل الأعداء في "سي إن إن" وغيرها من الوكالات الإعلامية المعادية، لن نتوقف عن النضال من أجل أحلامكم ومستقبل أطفالكم. وأشار أنه بعد هذه العودة التاريخية ستكون هناك عودة اقتصادية بزعامة دونالد ترامب.، الولايات المتحدة هي الدولة الأعظم في العالم، وسنعمل بجد كي نعود إلى هذه الوضعية. ووجه ترامب الشكر لفريق حملته الانتخابية، كما أشاد الرئيس الامريكى المنتخب بالملياردير إيلون ماسك، وقال إنه شخص خاص وعبقرى، مشيرًا إلى أن البلاد بحاجة إلى المزيد منه. وقال ترامب: لدينا نجم جديد، نجم جديد يولد، وهو إيلون.
- قضايا أمريكا الداخلية
تحدث ترامب أيضا في خطاب النصر حول قضية الهجرة قال ترامب "سنغلق الحدود أمام المجرمين.. ونريد أن يأتي الناس ولكن بطريقة قانونية" سنرد الجميل للشعب سنقدم الوظائف ونعيد عجلة الاقتصاد وسنذكر هذا اليوم الذي استعاد فيه الشعب الأمريكي السيطرة على مقاديره. لدينا أكبر كميات من النفط، أكثر من المملكة العربية السعودية وروسيا. سنسدد ديوننا وسنقوم بالكثير من الأمور التي لا يستطيع أحد، ولا حتى الصين، القيام بها، الآن سنبدأ شيئا أكثر أهمية، سنجعل بلدنا أفضل مما كان عليه. سننهي مهمة إعادة البلاد إلى ما تستحقه معا. سنناضل لكي نؤدي العمل ولكي أكون في مستوى الثقة التي وضعتموها في. حان الوقت لكي نترك انقساماتنا. ستوحد النجاحات بيننا وسوف نبدأ بأن نضع الولايات المتحدة في المقدمة، والأولوية لبلادنا.
- إنهاء الحروب
فيما يخص السياسات الخارجية أكد ترامب بقوله: " لم يكن لدينا حروب خلال الأربع سنوات، فقد هزمنا تنظيم "داعش". وهنا كان فوزنا من أجل الديمقراطية والحرية وسنعيد أمجاد الولايات المتحدة ونحقق أفضل مستقبل لشعبنا.
مما سبق تبين أن:
الرئيس ترامب طرح في نصه مجموعة آليات متعلقة بإنجاز الخطاب الإشهاري أو بالأحرى الاشهار الذي أصبح في وقتنا الحالي يهيمن على سائر الخطابات ووسائل الاتصال والتواصل ويطغى على الفنون الأخرى وقد انتقل هذا الأخير من وظيفته التسويقية إلى التسويق للأفكار والمعتقدات، وهنا جاء هذا الخطاب يركز على كل ما هو يمس التاريخ الأمريكي، الديمقراطية عظمة أمريكا تاريخها، حيث أصبح يؤثر بشكل ملحوظ في المتلقي لذلك تنبأ الخطاب بخصوص عصر جديد في مجال الإشهار ألا وهو عصر أمريكا العظيمة أمريكا الجديدة.
هذا من ناحية المضمون أما بالنسبة للجانب الشكلي فقد استعمل الخطاب لغة بسيطة مباشرة تعتمد الاقناع والتأكيد، من الناحية المنهجية وكذا اللغوية، وقد وظف هذا الأخير مجموعة من الأساليب والحجج الواقعية التي تدعم فكرته من بينها أسلوب التعريف والتفسير.
ردود فعل الروسي حول أنهاء الحرب
قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف، إن بلاده تحلل بعناية، تصريحات المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي أعلن فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا.
جاء ذلك في تصريح للصحفيين، الأربعاء، علق فيه على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وقال في هذا السياق: "أحياناً تتخذ التصريحات لهجة مختلفة عند الجلوس إلى كرسي الرئاسة. ولهذا السبب نقول إننا نحلل كل شيء بعناية، ونراقب كل شيء، ونستخلص النتائج بناءً على الخطوات الملموسة".
وأوضح بيسكوف أنه لا يمتلك أي معلومات عما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يخطط لتهنئة ترامب على فوزه في الانتخابات. وأضاف: "دعونا نتذكر أننا نتحدث عن دولة غير صديقة خاضت حرباً ضد دولتنا بشكل مباشر وغير مباشر".
وأشار متحدث الكرملين أن السؤال بشأن إمكانية إجراء محادثة هاتفية بين بوتين وترامب، "يجب أن يطرح على الطرف الآخر". وتابع: "ربما لا ينبغي طرح السؤال علينا، وإنما على الطرف الآخر. لكني أذكركم مرة أخرى بكلمات الرئيس بوتين وانفتاحه على الاتصالات والحوار، وهذا هو موقفنا الثابت والمعروف جيدا. دعونا ننتظر بعض الإجراءات الملموسة".
ولفت بيسكوف إلى أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة هي في أدنى مستوياتها حالياً، وأنه "من المستحيل أن تتدهور أكثر من ذلك".
المهنئون في الساعة الأولى من الخطاب
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول المهنّئين مبديا "استعداده للعمل" مع الجمهوري في ظل "الاحترام والطموح" فيما هنّأ رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ترامب على "أعظم عودة في التاريخ" معتبرا أنها "التزام متجدد قوي" بالتحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
كذلك هنأ الأمين العالم لحلف شمال الأطلسي مارك روته ترامب على فوزه موكدا أنه سيبقي الناتو "قويا"، كما هنأه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي.
مما سبق تبين لنا أن
1- ظهور الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في خطاب فوزه على منافسته كمالا هاريس أنه أكثر نضجا، مشيرا إلى أن كلمته خلت من هفواته المعتادة في وصفه لخصومه وأبدا نوع من التصالح معهم، كما وصف ذلك من أجل أمريكا.
2- وقد ركز معظم حديثه للأوضاع العامة الداخلية الامريكية، وكان كلامه منصبا على التحديات التي تواجه الولايات المتحدة وإصراره على أن تعود أعظم دولة في العالم.
3- تبين لنا إننا أمام ترامب جديد، وإذا كان الأمر كذلك فإننا ننتظر أن يظهر ذلك في سياسة إدارته الخارجية في الشرق الأوسط بعد أن يضع في اعتباره أن الموقف المتأرجح الذي انتهجته إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن ونائبته هاريس فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في غزة كلفت الديمقراطيين الكثير من الأصوات الغاضبة.
4- أن الغريب في الأمر إن ترامب فاز للمرة الثانية على امرأة، رغم أنهما وصفتا بالمراءتين الحديديتين المرأة في مجتمع أمريكا الذكورى النفعى.
5- أشارت الى ان أمريكا تملك من الاقتصاد ما يفوق روسيا والصين والسعودية يؤكد على نهج ترامب الجديد في الاعتماد على الاقتصادي الأمريكي المحلي في المرحلة القادمة.
من ناحية أخرى، برز الداعية الأمريكي بلال الزهيري في المشهد السياسي الأمريكي كمؤيد قوي للرئيس دونالد ترامب، مستفيدًا من موقعه كداعية وناشط مؤثر في المجتمع الإسلامي الأمريكي لدعمه في الانتخابات الأخيرة. يُعد الزهيري واحدًا من الشخصيات المسلمة القليلة التي أعلنت تأييدها الصريح لترامب، ما أثار جدلاً واسعًا حول طبيعة هذا الدعم وأهدافه.
ولد الزهيري ونشأ في الولايات المتحدة لأبوين من أصول عربية، وبدأ في العمل الدعوي منذ سن مبكرة. كان من أبرز الشباب المسلمين الذين سعوا لنشر تعاليم الإسلام وتعزيز القيم الدينية في المجتمع الأمريكي، وساهمت محاضراته ووسائل التواصل الاجتماعي في نشر أفكاره، مما جعله من المؤثرين في مجتمعه.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، أصبح الزهيري من المؤيدين البارزين لترامب، حيث استخدم منابره الدعوية وصفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع المسلمين على دعمه. قدم الزهيري العديد من الحجج لتبرير موقفه، بما في ذلك سياسات ترامب الاقتصادية وتعهداته بمكافحة التطرف. كما أكد على أهمية اختيار مرشح قوي قادر على الحفاظ على استقرار الولايات المتحدة، حتى وإن كانت بعض سياساته مثار جدل داخل المجتمع المسلم.
نظم محاضرات دعوية تجمع بين الدين والسياسة، حيث تحدث عن أهمية المشاركة في الانتخابات ودور المسلمين في اختيار الرئيس الذي يخدم مصالحهم.
استخدم منصاته للوصول إلى جمهور واسع من المسلمين الأمريكيين، ونشر مقاطع فيديو ورسائل تدعو لدعم ترامب، مشيرًا إلى أهمية سياساته على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.
سعى إلى إقناع قيادات إسلامية أخرى بأهمية دعم ترامب، محاولًا بناء تكتل ديني يدعم توجهاته السياسية.
أثار موقف الزهيري جدلاً واسعًا داخل المجتمع الإسلامي الأمريكي. فبينما اعتبره البعض خطوة جريئة تمثل دعوة لإعادة النظر في التعامل مع السياسة الأمريكية بواقعية، رآى آخرون في دعمه خروجًا عن المواقف التقليدية للمسلمين تجاه سياسات ترامب المثيرة للجدل. كما انتقد بعض المعارضين هذا الدعم معتبرين أنه لا يعكس الرأي العام المسلم في أمريكا.
ينظر البعض إلى الزهيري كرمز لجيل جديد من المسلمين الأمريكيين الذين يسعون للمشاركة الفعالة في السياسة دون التقيد بالآراء التقليدية. ويعتقد هؤلاء أن دعمه لترامب، رغم الانتقادات، يُعد محاولة لفهم السياسات الأمريكية بشكل أفضل وتقديم دعم مبني على مصالح واضحة بعيدًا عن الانحيازات
من خلال دعمه العلني لدونالد ترامب، طرح بلال الزهيري نقاشًا هامًا حول دور المسلمين في السياسة الأمريكية، وأهمية التفكير في مصالح المجتمع الإسلامي بطرق غير تقليدية. ورغم الانتقادات التي واجهها، نجح الزهيري في إثارة تساؤلات حول تأثير المسلمين في الانتخابات ودورهم في تشكيل السياسة الأمريكية مستقبلاً، خاصة في ظل التحديات الأمنية والاستقرار السياسي.