تطورات اقليمية
نتائج الانتخابات الأمريكية وخوف النظام الإيراني..
ماذا خسرنا مع بايدن؟ خبير حكومي يندب فرص إيران الضائعة مع الديمقراطيين
بينما عكست إحدى وسائل الإعلام التابعة للنظام صدمة هذا الحدث بعنوان “بورصة طهران ارتعبت من فوز ترامب”، قالت مهاجراني، المتحدثة باسم بزشكيان، رداً على سؤال حول تأثير نتائج هذه الانتخابات على اقتصاد النظام: “انتخاب رئيس الولايات المتحدة لا علاقة له بنا بشكل مباشر. السياسات العامة للولايات المتحدة وسياسات نظام الجمهورية الإسلامية هي سياسات ثابتة، وقد تم التخطيط للتوقعات اللازمة مسبقاً، ولا يهم من سيكون رئيساً في الولايات المتحدة”. وأضافت: “العقوبات عززت الكثير من قدراتنا الداخلية، والاقتصاد اليوم لديه القوة الكافية لمواجهة هذا الأمر”.
ادعاء “تعزيز القدرات الداخلية” بسبب “العقوبات” يشبه المثل القائل “ضرب الوجه لتجميله”. ولكن الوجه الشاحب لنظام ولاية الفقيه لن يحمر بهذه الصفعات! كمثال، نشرت إحدى وسائل الإعلام التابعة للنظام مقالاً بعنوان “لماذا ترامب أخطر من السنوات الأربع الماضية؟”، يسخر من الذين يقللون من أهمية هذا الحدث، ويكتب: “يقولون إنه لم يحدث شيء استثنائي! هذا مثل الشخص الذي يقول إن السيول والأمطار لا فرق بينهما! على مدار السنوات الأربع الماضية، تم تداول عدة أخبار حول نية إيران لاغتيال ترامب، مما يزيد من موقفه السلبي تجاه إيران”. وتضيف هذه الوسيلة الإعلامية: “اتخذ ترامب موقفاً عدائياً للغاية تجاه إيران خلال فترة رئاسته؛ أولاً خرج من الاتفاق النووي، ثانياً قتل قاسم سليماني، وثالثاً خفض مبيعات النفط الإيراني إلى الثلث. ومن جهة أخرى، حاول التدخل بشكل أقل في المنطقة بشكل مباشر وترك المنطقة لإسرائيل والسعودية… وفي هذه الدورة، بالنظر إلى زيادة قوته وخبرته من الدورة السابقة، سيزيد ترامب الضغط على إيران بسرعة، وسيؤثر هذا الضغط من خلال تقليل عائدات النفط في البلاد…” (صحيفة عصر إيران 6 نوفمبر)
تناول مصدر حكومي آخر موضوع العقوبات، وعلى عكس ادعاء مهاجراني، كتب: “تركيز ترامب على عقوبات الضغط الكبير يمكن أن يؤثر بسرعة على قطاع النفط الإيراني؛ ولهذا السبب، في حال فوزه في الانتخابات، من المحتمل أن يرتفع سعر الدولار بنسبة حوالي 10٪. صادرات النفط الإيراني في السنوات الأخيرة عادت إلى مستوى ما قبل العقوبات، بينما انخفضت صادرات النفط الإيراني خلال رئاسة ترامب إلى أقل من 500 ألف برميل يومياً، مما فرض ضغطاً ثقيلاً على قطاع النفط الإيراني” (صحيفة اعتماد، 6 نوفمبر).
كما تناولت صحيفة “ستاره صبح” الرسمية (6 نوفمبر) تحت عنوان “تحالف غير معلن”، تداعيات هذا التحول على المنطقة، وكتبت متحدثة عن “احتمال وقوع حرب بين إيران وإسرائيل وأمريكا”: “بعض الدول العربية التي كانت تبدو حليفة لإيران بدأت بالانسحاب واحدة تلو الأخرى من النزاع بين إيران وأمريكا وتبتعد أيضاً عن قوات إيران الوكيلة. فقد أعلنت العراق الحياد، وقال وزير الاقتصاد اللبناني إن حزب الله يجب أن يتم نزع سلاحه”.
وفي هذه الصحيفة نفسها، كتب خبير حكومي معبراً عن أسفه لضياع فرصة السنوات الأربع من رئاسة بايدن، قائلاً: “كان لدى إيران فرص جيدة في السنوات الماضية… كان يجب أن نقوم بشيء خلال فترة الديمقراطيين. المشكلة ليست في أمريكا، بل هي معضلة لم تحل داخل البلاد. لماذا لم يكن لفترة حكومة ديمقراطية في البيت الأبيض لمدة أربع سنوات أي فائدة لإيران؟ لا يمكن لأحد أن يقول إن الانتخابات الأمريكية لا تؤثر على وضع إيران”.