معركة حماة.. صراع عنيف على مدينة استراتيجية وسط غارات جوية وتهجير جماعي

تشهد مدينة حماة معارك عنيفة إثر تصدي الجيش السوري لهجوم مباغت شنّته فصائل معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام، وفقًا لتقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان. وترافق الهجوم مع غارات مكثفة وقصف صاروخي ومدفعي في المنطقة.

حيث بدأ الهجوم في 27 نوفمبر، حيث تمكنت الفصائل من تحقيق تقدم سريع في ريف حلب الغربي وصولًا إلى شمال محافظة حماة، إلا أن محاولات التقدم نحو المدينة باءت بالفشل. وأفاد المرصد بأن القتال اشتد حول منطقة جبل زين العابدين الاستراتيجية شمال حماة، دون تحقيق اختراقات كبيرة.

وتزامنت المعارك مع غارات سورية وروسية وقصف استهدف بلدات طيبة الإمام وخطاب ومعردس، بهدف قطع خطوط إمداد الفصائل. واستعادت قوات الجيش السيطرة على بلدة السعن في ريف حماة الشرقي بعد اشتباكات عنيفة.

وأكد مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، أن الجيش السوري نجح في شلّ الهجمات حول مدينة حماة التي كادت تُطوّق من ثلاث جهات. واستعادت القوات الحكومية السيطرة على جبل زين العابدين، مما أفضى إلى تأمين المدينة بالكامل.

وتُعد مدينة حماة مركزًا استراتيجيًا يربط حلب بدمشق، والسيطرة عليها تمثل تهديدًا للحاضنة الشعبية للنظام، خاصة في ظل تمركز الأقلية العلوية في ريفها الغربي. وعلى الرغم من تقدم الفصائل إلى مدينة حلب وسيطرتها على معظم أحيائها، إلا أن حماة بقيت عصية على الهجمات.

من جانب آخر حذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" من مخاطر تعرض المدنيين في شمال سوريا لانتهاكات جسيمة جراء القتال. وأشار نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ديفيد كاردن، إلى نزوح أكثر من 115 ألف شخص من إدلب وشمال حلب. في المقابل، أطلقت السلطات الكردية نداءً عاجلًا لتوفير مساعدات إنسانية للنازحين.

وتنقسم سوريا إلى مناطق نفوذ متعددة بسبب الحرب الأهلية المستمرة منذ 2011. وفي حلب، زار زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، قلعة المدينة، في ظهور نادر تم توثيقه عبر تطبيق تلغرام، ما يعكس رمزية السيطرة على المدينة بالنسبة للفصائل المعارضة.

المشهد في شمال سوريا لا يزال متوترًا، حيث تتشابك الأبعاد العسكرية والإنسانية في صراع معقد يهدد بمزيد من التصعيد.