التسلسل الزمني لتوحيد المملكة العربية السعودية: رؤية عبد العزيز وإنجازاته

في الخامس من يناير/كانون الثاني 1902، نجح الأمير عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في استعادة مدينة الرياض، وهو الإنجاز الذي شكل نقطة تحول في تاريخ الجزيرة العربية ومهد الطريق لتأسيس المملكة العربية السعودية. 

قاد الأمير عبد العزيز حملة صغيرة مكونة من 60 رجلاً فقط، تمكن من خلالها من إزاحة آل الرشيد عن الرياض، ليتحول لاحقًا إلى شخصية محورية في توحيد شبه الجزيرة العربية.

وُلد عبد العزيز آل سعود في يناير/كانون الثاني عام 1876 في مدينة الرياض. نشأ في كنف أسرة آل سعود، التي كانت تحكم نجد، قبل أن تهزمها عائلة آل الرشيد المنافسة في أواخر القرن التاسع عشر. بعد سقوط الرياض، انتقل عبد العزيز مع أسرته إلى الكويت وهو في العاشرة من عمره. والده عبد الرحمن بن فيصل كان آخر أئمة الدولة السعودية الثانية، ووالدته سارة السديري تنتمي إلى عائلة نبيلة ذات نفوذ.

وبدأ عبد العزيز رحلته نحو توحيد الجزيرة العربية باستعادة الرياض عام 1902، والتي مثلت نقطة البداية لتأسيس دولته. بعد ذلك، خاض سلسلة من المعارك والتوسعات:

1904: انتصر في موقعة الشنانة ضد آل الرشيد، مما أتاح له السيطرة على منطقة القصيم.
1912: أسس حركة "إخوان من أطاع الله"، وهي جماعة تعتمد الوهابية كعقيدة، وكانت دعامة أساسية لتوسعاته.
1913: ضم الأحساء إلى نفوذه بعد انتزاعها من السيطرة العثمانية.
1921: استولى على عسير وفرض سيطرته على حائل، ليصبح بذلك سلطان نجد.
1924-1925: ضم الحجاز بعد دخول مكة والطائف وجدة، وأعلن نفسه ملكًا على الحجاز عام 1926.

ورغم دعم "إخوان من أطاع الله" لعبد العزيز في البداية، نشب صراع بينهم بعد أن قرر عبد العزيز وضع حدود للتوسعات واحترام الاتفاقات الدولية مع العراق والكويت والأردن. رفضت الجماعة هذه السياسة واعتبرت التحديثات التي أدخلها عبد العزيز خيانة لمبادئهم. بلغت المواجهة ذروتها في معركة الزلفى عام 1929، حيث هزم عبد العزيز الحركة، مما أسهم في ترسيخ سلطته وإضعاف المعارضة الداخلية.

تغير اسم الدولة السعودية عدة مرات خلال فترة التوحيد، إذ حملت أسماء مثل: إمارة نجد والإحساء حتى 1921، وسلطنة نجد حتى 1926، وسلطنة الحجاز ونجد وملحقاتها حتى إعلان المملكة العربية السعودية في 1932.

وحظي عبد العزيز بألقاب عديدة تعكس دوره البارز، مثل "نابليون العرب" و"كرومويل الصحراء". يُذكر كقائد استثنائي نجح في توحيد أقاليم متناحرة تحت راية واحدة، وبناء دولة حديثة على أسس الاستقرار والتنمية.

ويبقى عبد العزيز آل سعود رمزًا للقيادة الحكيمة والشجاعة التي أسست المملكة العربية السعودية، والتي أصبحت اليوم واحدة من أبرز الدول في العالم.