تطورات اقليمية
ظل الظروف المناخية الحارة..
الكشف عن خطط السعودية لمواجهة التحديات المناخية في موسم الحج 2025
السلطات تتخذ تدابير للتخفيف من درجات الحرارة في الأماكن المقدسة.
أعلنت السلطات السعودية عن خطط طموحة لتوفير مرافق حديثة وخدمات متكاملة لضمان راحة وسلامة الحجاج خلال موسم الحج القادم، مع التركيز على مواجهة التحديات المرتبطة بالظروف المناخية الحارة. تضمنت الاستعدادات تجهيز مراكز طبية في مواقع إستراتيجية، وتوفير أماكن مخصصة للراحة، وتوزيع المياه بشكل دوري.
وتواصل المملكة تحسين البنية التحتية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بالإضافة إلى تأمين وسائل نقل حديثة لضمان تنقل الحجاج بسهولة بين المشاعر المقدسة. وأكدت وزارة الحج والعمرة أنها ستعمل بالتعاون مع الجهات الأمنية والطبية لضمان تنفيذ خطة الحج بفعالية، مما يسهم في توفير تجربة حج آمنة ومريحة.
وجاءت هذه الإجراءات في ظل ارتفاع درجات الحرارة الذي شهدته مكة المكرمة خلال الموسم الماضي، حيث وصلت إلى 51.8 درجة مئوية أثناء أداء المناسك بمشاركة 1.8 مليون حاج. أسفرت الحرارة الشديدة عن وفاة 1300 شخص، غالبيتهم من الحجاج غير النظاميين الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى وسائل الراحة المخصصة مثل الخيام المكيّفة.
وقال عبدالرزاق بوشامة، الباحث في مركز الملك عبدالله الدولي للأبحاث الطبية، إن السلطات ستعمل على تقليل خطر الحجاج غير النظاميين وتحسين الإجراءات الوقائية. ورجح أن تشمل هذه التدابير على المدى الطويل إدخال أجهزة استشعار للكشف عن الإجهاد الحراري.
وأشار كريم الجندي، الزميل المشارك في مؤسسة تشاتام هاوس، إلى أن الاستجابات السعودية عادة ما تركز على تحسين البنية التحتية وتدابير السيطرة على الحشود. وأوضح أن موسم الحج لعام 2025 سيشهد بلا شك تعزيزًا للبنية التحتية للتخفيف من وطأة الحر.
وتضمنت الإجراءات السابقة في هذا السياق تكييف المساحات بالقرب من الكعبة، ومد طرقات بمادة تبريد بيضاء تقلل درجة حرارة الإسفلت بنسبة 20%، وتوفير أنظمة رش المياه ومراكز التسوق المكيفة لتوفير راحة مؤقتة للحجاج.
وأكدت دراسة نشرتها مجلة "جيوفيزيكل ريسارتش لترز" في عام 2019 أن تأثيرات الإجهاد الحراري بسبب تغير المناخ ستزداد خلال العقود القادمة، ما يفرض على السلطات السعودية متابعة جهودها لتطوير الحلول المبتكرة لحماية الحجاج.
مع قرب موسم الحج المقبل، تبذل السلطات السعودية جهودًا استثنائية لتجنب تكرار أزمات الموسم الماضي وضمان تجربة مريحة وآمنة لجميع الحجاج، بما يعكس التزام المملكة بتحقيق أعلى معايير الراحة والسلامة في إدارة الحج.