ظريف: إسرائيل زرعت متفجرات في أجهزة طرد مركزي واشتركت في تفجيرات البيجر

كشف نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، أن إسرائيل زرعت متفجرات في أجهزة طرد مركزي اشترتها إيران لبرنامجها النووي، وذلك خلال مقابلة بثتها قناة "الشرق" الإيرانية عبر الإنترنت مساء الثلاثاء. جاء هذا التصريح بعد سلسلة تفجيرات استهدفت عناصر حزب الله في لبنان، عُرفت بتفجيرات "البيجر".

قال ظريف إن أجهزة الطرد المركزي التي كانت مخصصة لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية تضمنت متفجرات زُرعت فيها بواسطة إسرائيل، دون أن يفصح عن مزيد من التفاصيل. وأوضح أن العقوبات المفروضة على إيران أجبرتها على الاعتماد على وسطاء لشراء المعدات، مما أتاح لإسرائيل التسلل وزرع الفخاخ.

وأشار إلى أن العقوبات خلقت ثغرات استغلتها إسرائيل للتسلل إلى شبكات التوريد، قائلاً: "إذا تمكن النظام الصهيوني من التسلل إلى أحد الوسطاء، فإنهم يستطيعون فعل أي شيء، وهذا ما حدث بالضبط".

اتهمت إيران إسرائيل سابقاً بتخريب منشآتها النووية، خاصة منشأة نطنز التي تعرضت لحوادث متكررة. ففي أبريل 2021، وقع انفجار أدى إلى تعطيل النظام الكهربائي لأجهزة الطرد المركزي، في حين وقع حادث مشابه في يوليو 2020 وصفته إيران بأنه "عمل تخريبي".

تطرق ظريف إلى تفجيرات أجهزة الاتصال "البيجر" التي استهدفت عناصر حزب الله في لبنان في سبتمبر 2024، وأدت إلى مقتل أكثر من 12 شخصاً وإصابة 3000 آخرين، بينهم قيادات بارزة في الحزب. كما تسببت التفجيرات في بتر أطراف البعض وإصابة آخرين بالعمى.

وأكد ظريف أن إسرائيل نفذت العملية بعد سنوات من التخطيط والتسلل إلى سلسلة توريد الأجهزة التي كان حزب الله يستخدمها، مشيراً إلى أن العملية شملت أجهزة "ووكي توكي" مفخخة استخدمتها إسرائيل لاستهداف عناصر الحزب.

أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضمنياً خلال جلسة حكومية، بتنفيذ إسرائيل عملية تفجير أجهزة "البيجر". وأفادت تقارير إعلامية عبرية أن حوالي 15 ألف جهاز اتصال لاسلكي لم تنفجر خلال الهجوم.

إلى جانب الأضرار البشرية، فتحت تفجيرات "البيجر" الباب أمام سلسلة من الاغتيالات التي طالت قيادات بارزة في حزب الله، من بينهم الأمين العام حسن نصرالله في سبتمبر 2024، ورئيس المجلس التنفيذي للحزب هاشم صفي الدين.

أكد عميلان سابقان في الاستخبارات الإسرائيلية أن خطة تفخيخ أجهزة "البيجر" بدأت قبل أكثر من 10 سنوات، باستخدام أجهزة اتصالات تحتوي على متفجرات مخفية، مشيرين إلى أن حزب الله لم يدرك أن الأجهزة التي كان يستخدمها كانت جزءاً من هذه العملية.

تصريحات ظريف الأخيرة تسلط الضوء على تعقيد الصراع بين إيران وإسرائيل، حيث تشير إلى مدى قدرة إسرائيل على التسلل والتخطيط لضربات استراتيجية طويلة الأمد، مما يثير تساؤلات حول قدرة إيران وحلفائها على مواجهة مثل هذه التهديدات.