تطورات اقليمية
أحمد الشرع يغازل ترامب بعد تنصيبه رئيسا لأميركا..
مستقبل العلاقات الأميركية-السورية.. هل يفتح عهد ترامب باب الشراكة؟
هنّأ القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، المعروف سابقًا بـ"أبو محمد الجولاني"، الرئيس الأميركي دونالد ترامب على توليه منصب الرئاسة، معربًا عن ثقته بقدرته على إحلال "السلام والاستقرار" في الشرق الأوسط. وفي رسالة نُشرت ليل الاثنين، قال الشرع: "باسم قيادة وشعب الجمهورية العربية السورية، أهنئ السيد دونالد ترامب على تنصيبه الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة الأميركية".
وأكدت الرسالة تطلع السلطات السورية الجديدة إلى تحسين العلاقات مع واشنطن، مشيرة إلى أن إدارة ترامب قد تكون فرصة لتعزيز التعاون وإقامة شراكة قائمة على الحوار والتفاهم.
ويتطلع السوريون إلى معرفة سياسات الإدارة الأميركية الجديدة تجاه سوريا، خاصة وأن ترامب سبق أن صرّح بعدم اهتمامه الكبير بالملف السوري. تأتي هذه التطلعات في وقت تواجه فيه القيادة السورية الجديدة تحديات ضخمة لإعادة إعمار البلاد بعد صراع دام أكثر من 13 عامًا، خلّف نحو نصف مليون قتيل وملايين النازحين، ودمارًا واسعًا في البنية التحتية.
وتسعى السلطات الجديدة، بقيادة الشرع، إلى رفع العقوبات الغربية المفروضة على سوريا خلال حكم بشار الأسد. وفي هذا السياق، أكدت وزارة الخزانة الأميركية مؤخرًا أن بعض الأنشطة في سوريا ستكون معفاة من العقوبات لمدة ستة أشهر لتسهيل الوصول إلى الخدمات الأساسية، لكن أي تخفيف إضافي مرهون بالتقدم في ملفات الحكم وإعادة الإعمار.
بينما لاقت الدعوات السورية لرفع العقوبات دعمًا من أطراف عربية وإقليمية، لا تزال القوى الغربية تربط تخفيف العقوبات بخطوات ملموسة من السلطة الجديدة، خاصة تشكيل حكومة جامعة وحماية الأقليات.
وكانت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، باربرا ليف، قد زارت دمشق الشهر الماضي وأعلنت إلغاء المكافأة المالية التي رصدتها واشنطن سابقًا لمن يدلي بمعلومات تؤدي لاعتقال أحمد الشرع. كما رحبت بـ"الرسائل الإيجابية" التي أعرب عنها الشرع، بما في ذلك تعهده بمحاربة الإرهاب.
ويأتي هذا التطور في ظل مساعي السلطات الجديدة لتأمين موارد مالية لإعادة بناء البلاد، حيث تتفاوض مع القوى الدولية لدعم إعادة الإعمار، فيما أكدت دول أوروبية أن أي دعم اقتصادي أو تخفيف للعقوبات مرهون بمدى تحقيق السلطة الجديدة إصلاحات شاملة.
وفي الوقت نفسه، تستمر القوات الأميركية في شرق سوريا بدعم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ومكافحة تنظيم "داعش"، وسط أنباء عن مشاركة وفد من مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) في حفل تنصيب ترامب، رغم غياب قائد "قسد"، مظلوم عبدي، بسبب مشاكل لوجستية.
وتظل العلاقة بين الإدارة الأميركية والقيادة السورية الجديدة محط أنظار المجتمع الدولي، حيث يتوقف مصير العقوبات والمساعدات على سياسات الشرع وحكومته خلال المرحلة المقبلة.