تطورات اقليمية

ملف إيران..

زيارة بزشكيان إلى الأهواز.. غضب الشارع الإيراني يطغى على الخطابات الرسمية

احتجاج المواطنين في الأهواز على بزشكيان يجبر النظام على قطع البث المباشر لكلمته

طهران

زيارة رئيس النظام الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى محافظة خوزستان في 22 يناير، التي كانت تهدف إلى إظهار ارتباط حكومته بالشعب، تحولت بسرعة إلى مشهد من الغضب العام والاحتجاجات ضد نظام الملالي. الزيارة التي صُممت كحملة علاقات عامة لتشتيت الانتباه عن فشل النظام، سلطت الضوء على استياء سكان خوزستان العميق من عدم قدرة الحكومة على معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. 

أثناء حديث بزشكيان أمام حشد في الأهواز، قوبلت تصريحاته حول الإمكانات غير المستغلة للمحافظة والمشاكل الهيكلية بهتافات “البطالة، البطالة” من الجمهور. ورغم مزاعمه بالتزامه بحل المشكلات المتراكمة، اعترف بزشكيان قائلاً: “لا أعرف لماذا خوزستان بهذا الوضع. أينما تنظر تجد نعماً، لكننا نقف على الأرض ونرى مشكلات غير مقبولة على الإطلاق.” وكان واضحًا أن إحباط الناس طغى على محاولته لإظهار التعاطف. 

وحاولت وسائل الإعلام التابعة للنظام تصوير الزيارة على أنها ناجحة، لكن لقطات الفيديو وشهادات الحضور أظهرت صورة مغايرة.ونظم عمال شركة هفت تبه لقصب السكر احتجاجات للمطالبة بحل مشاكل التوظيف، بينما رفعت لافتات في الحدث تعبر عن الاستياء من قضايا مثل نقل المياه والبطالة والفقر. كما انتقد السكان الحكومة لتركها مشاريع حيوية دون إكمالها بينما تلتهم الفساد الميزانيات المخصصة. 

وبذل النظام جهودًا كبيرة للسيطرة على الرواية المحيطة بزيارة بزشكيان. ومنع الصحفيون من إدخال هواتفهم المحمولة إلى الاجتماعات العامة، مما دفعهم للاحتجاج. كما انقطع البث التلفزيوني المباشر لخطاب بزشكيان فجأة عندما اندلعت الهتافات الساخطة بين الحضور. وعلق مستشار حكومي، جوادي يكانه، على الحدث قائلاً: “العلاقة الحقيقية بين الشعب والنظام كانت واضحة في هذا الاجتماع”، مضيفًا أن التفاعلات الرسمية الأخرى “مصطنعة ومزيفة”. 

ورغم جهود النظام لتزييف الواقع، لم يكن من الممكن إخفاء الاحتجاجات بالكامل. ظهرت كتابات على الجدران في أنحاء خوزستان قبل زيارة بزشكيان تحمل شعارات مثل “بزشكيان، غادر خوزستان” و”صاحب الرقم القياسي في الإعدامات، اخرج.” وتعكس هذه الاحتجاجات الغضب العميق في محافظة عانت من سوء إدارة النظام الاقتصادي، وتدهور البيئة، وسياساته الأمنية القمعية. 

مزاعم بزشكيان بحل مشاكل خوزستان تشبه وعود أسلافه الفارغة. على مدى عقود، أعلنت الحكومات المتعاقبة خططًا لحل مشاكل المحافظة، لكنها تركت المشاريع غير مكتملة أو بدون تمويل. ورغم دعاية النظام التي تصور زيارة بزشكيان كنقطة تحول، يرى السكان المحليون أنها ليست سوى جلسة تصوير أخرى دون تأثير حقيقي على حياتهم. 

زيارة بزشكيان تعكس يأس حكومته. غير قادرة على حل أي من القضايا، لجأت حكومته إلى استعراضات العلاقات العامة في محاولة لتخفيف حدة الاضطرابات. ومع ذلك، كما هو واضح في خوزستان، فإن هذه الجهود لا تؤدي إلا إلى تسليط الضوء على افتقار النظام للشرعية بين السكان الذين يكافحون مع الفقر والتلوث والظلم المنهجي. 

مع استمرار سكان خوزستان في التعبير عن استيائهم رغم محاولات النظام إسكاتهم، كانت زيارة بزشكيان تذكيرًا صارخًا بفشل النظام الإيراني. ومع ترديد هتافات “البطالة” في شوارع الاهواز، كانت الرسالة واضحة: أهالي خوزستان لم يعودوا ينخدعون بالكلمات الفارغة والسرديات المصطنعة.

سيماي آزادي وصوت الشعب: تأثير الإعلام المقاوم في مواجهة القمع الإيراني


ترامب يرفع الحظر عن شحنة قنابل لإسرائيل كانت مجمدة في عهد بايدن (ترجمة)


حسين داعي الإسلام: النظام الإيراني على حافة الانهيار وسط تصاعد الغضب الشعبي


دعوات دولية لإلغاء الإعدامات في إيران.. رسالة من السجون إلى المجتمع الدولي