الاقتصاد

تطوير وخدمات جديدة لدعم التجارة العالمية..

مؤتمر مارلوج يشهد عودة قوية لقناة السويس في ظل تحسن الملاحة بالبحر الأحمر

تحسن الأوضاع الأمنية في البحر الأحمر يعيد الحياة إلى قناة السويس

القاهرة

أعلن الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس المصرية، يوم الأحد الموافق 23 فبراير 2025، أن 47 سفينة قامت بتعديل مسار رحلاتها للعبور من قناة السويس بدلاً من طريق رأس الرجاء الصالح منذ بداية فبراير الجاري. يأتي ذلك في ظل تحسن المؤشرات الأمنية في منطقة البحر الأحمر، مما يعكس عودة الثقة في القناة كممر ملاحي رئيسي. 

وتزامنت هذه التصريحات مع مشاركة ربيع في افتتاح المؤتمر السنوي الدولي للنقل البحري واللوجستيات "مارلوج" في نسخته الرابعة عشرة، الذي عُقد في الفترة من 23 إلى 25 فبراير 2025، تحت رعاية جامعة الدول العربية وبالتعاون مع وزارة النقل المصرية.

وأوضح ربيع أن المباحثات المستمرة مع الخطوط الملاحية، إلى جانب استقرار الأوضاع الأمنية في البحر الأحمر، ساهمت في قرار 47 سفينة بتغيير مسارها للعبور عبر القناة. 

وأعرب عن توقعاته بعودة المزيد من الخطوط الملاحية مع استمرار الاستقرار، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تؤكد أهمية قناة السويس كممر حيوي للتجارة العالمية. كما أكد أن الأزمة الأخيرة في البحر الأحمر لم تنجح في خلق بديل مستدام للقناة، مما يبرز دورها الأساسي في استقرار سلاسل الإمداد العالمية.

وتعرضت الملاحة في البحر الأحمر لتحديات أمنية كبيرة بسبب التوترات المرتبطة بالحرب في غزة، والتي بدأت في أكتوبر 2023. وشنت جماعة الحوثي اليمنية، المدعومة من إيران، نحو 100 هجوم على سفن تجارية منذ نوفمبر 2023، بدعوى دعم الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل وحركة حماس. 

ورغم أن العديد من السفن المستهدفة لم تكن مرتبطة بإسرائيل، أجبرت هذه الهجمات شركات الشحن على تحويل مساراتها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، مما زاد من تكاليف الشحن وأدى إلى تأخير عمليات التسليم.

ونتيجة لذلك، تكبدت مصر خسائر مالية كبيرة، حيث أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي في ديسمبر 2024 إلى أن إيرادات قناة السويس انخفضت بنحو 7 مليارات دولار خلال عام 2024، أي أكثر من 60% مقارنة بالعام السابق. وبحسب البيانات الرسمية، تراجعت الإيرادات السنوية للقناة إلى 7.2 مليار دولار في السنة المالية 2023-2024، مقارنة بـ9.4 مليار دولار في 2022-2023، أي بانخفاض نسبته 25%.

وأكد ربيع أن إدارة القناة عملت على تقليل تأثيرات الأزمة من خلال التواصل المباشر مع الخطوط الملاحية وتثبيت السياسات التسعيرية. كما تم استحداث حزمة خدمات جديدة تشمل صيانة وإصلاح السفن، الإنقاذ البحري، مكافحة التلوث، الإسعاف البحري، تبديل الأطقم، والتزود بالوقود، لتلبية احتياجات العملاء في الظروف العادية والطارئة.

وفي سياق تعزيز كفاءة القناة، أشار ربيع إلى اكتمال مشروع تطوير القطاع الجنوبي للقناة، الذي يشمل شقين جديدين، مما رفع الطاقة الاستيعابية بمعدل 6 إلى 8 سفن يوميًا وزاد من مستوى الأمان الملاحي. يُعد هذا المشروع خطوة استراتيجية لتعزيز مكانة القناة عالميًا.

ويرى ربيع أن التحديات الأمنية في البحر الأحمر تتطلب تعاونًا دوليًا لضمان استمرارية الخدمات البحرية واستدامة سلاسل الإمداد. ومع ظهور مؤشرات إيجابية على استقرار المنطقة، تظل قناة السويس ملتزمة بالحفاظ على دورها كممر ملاحي آمن وفعّال، مما يعكس حرص مصر على تعزيز مكانتها في التجارة العالمية.

وتُظهر عودة 47 سفينة إلى قناة السويس في فبراير 2025، إلى جانب الجهود المستمرة لتطوير البنية التحتية وتقديم خدمات متكاملة، قدرة القناة على التكيف مع التحديات واستعادة ثقة العملاء. 

ورغم الخسائر الكبيرة التي تكبدتها جراء أزمة البحر الأحمر، تظل قناة السويس ركيزة أساسية في الاقتصاد المصري والتجارة العالمية، مع توقعات إيجابية بتحسن الأوضاع خلال الفترة المقبلة.

المياه العابرة للحدود في الوطن العربي: هل تشكل خطرًا أم فرصة للتعاون الإقليمي؟


المملكة العربية السعودية ولبنان تتفقان على دراسة عوائق التصدير وإعادة فتح أبواب السفر


إيران وكوريا الشمالية وروسيا: التحالف التكنولوجي الذي يهدد الاستقرار العالمي


نهاية الحرب في أوكرانيا: هل تتخلى روسيا عن إيران لصالح التقارب مع واشنطن؟