الأدب والفن

تحت عنوان «في رِحالنا الأغنيات»..

الشارقة للفنون تحتضن لقاء مارس 17: حوارات فنية وعروض أدائية في رمضان

«لقاء مارس: في رِحالنا الأغنيات» ينطلق في 7 مارس الجاري

تنظم مؤسسة الشارقة للفنون الدورة السابعة عشرة من لقاء مارس السنوي في الفترة بين 7 و9 مارس/ آذار الجاري، في المدرسة القاسمية في الشارقة.

وتنعقد هذه الدورة من اللقاء خلال شهر رمضان المبارك، شهر العطاء والتواصل، وللكثير من قيم هذا الشهر أن تتجسد في اللقاء، وأولها «التواصل» وتبادل الأفكار والآراء والتطلعات، كما أن اندراج أعمال اللقاء تحت عنوان «في رِحالنا الأغنيات»، يجعل من الروح الجماعية زاداً لتطلعاته، وقوة حيوية في صون المعرفة ونقلها، منطلقاً من تساؤلات جوهرية ماثلة في: ما الذي يبقى محفوظاً، وما الذي ينتقل عبر الجسد، عبر الصوت، وعبر تلك التضامنات الصامتة الحاضرة في تفاصيل الحياة اليومية؟

تساعدنا الأغنيات على التذكّر، حاملةً في طياتها ثقافة وتاريخاً وذاكرةً، فهي بمثابة خرائط تقودنا، وأنفاس نتشاركها معاً، ومُعلمٍ يساعدنا على الإصغاء، ومن هنا يستكشف اللقاء ثيمته كشاهد شعري، محولاً الأرشيفات إلى ذاكرة مشتركة، وتتنزين أمسياته بلحظات يتجسد فيها التشارك عبر العروض الأدائية، وموائد السحور، والنقاشات المتبادلة، لتشكل فضاءً جماعياً للاحتفاء بروح التضامن والتواصل. 

تتزامن نسخة هذا العام من لقاء مارس مع بينالي الشارقة 16: رِحالنا، الذي انطلق في 6 فبراير/ شباط جامعاً أكثر من 650 عملاً فنياً لنحو 200 مشارك، من بينها أكثر من 200 تكليف جديد. قيّم البينالي كلٌ من علياء سواستيكا، وأمل خلف، وميغان تاماتي-كوينيل، وناتاشا جينوالا، وزينب أوز، ويجسّد عنوانه مقترحاً يحمل في طياته أصواتاً متعددة ويفتح المجال أمام التأويلات المختلفة، إذ يركز على استكشاف أحمالنا خلال رحلاتنا الحياتية، وكيف ننقل هذه الأحمال إلى العالم من حولنا، كما يدعو المشاركين والجمهور إلى استكشاف الأساليب الفنية المتنوعة التي تتبناها القيّمات الخمس، والرؤى والتأملات التي استلهمنها من تجاربهنّ التقييمية. 

كما يتضمن برنامج اللقاء مجموعة من الجلسات الحوارية والعروض الأدائية والفعاليات الموسيقية، التي تكرس أهمية العمل الجماعي من خلال الأغاني والتواصل والمعرفة المتوارثة والقصص والشعر، حيث يبدأ اليوم الأول بجلسة حوارية بين الفنان هاشل اللمكي والقيّمة أمل خلف، لاستكشاف التقاطعات بين الفن والأصول التربوية الجماعية والذاكرة الثقافية. 

في حين تقدم الكاتبة والقيّمة سعدية شيرازي عرضها الأدائي «أحضر شاهداً»، الذي يمثل رحلة معمقة في طقوس الحزن والحداد، ويصاحبه مقطوعات موسيقية تدعو الجمهور إلى التفكير فيما تعبّر عنه أحلامنا الجماعية في مواجهة عنف الإمبريالية والدولة. 

أما اليوم الثاني فينطلق بأغنية أصلية وتجربة صوتية مميزة يقدمها الموسيقي وفنان الصوت مارا تي كي، الذي ينحدر من الشعوب الأصلية في نيوزيلندا، ويدمج بين موسيقى «كاوبابا» الماورية والفن الصوتي متعدد التخصصات، يليه العرض الأدائي «كائنات تواقة، جوقة متمردة»، وهي حوارية بين الشاعرة والكاتبة والمترجمة أثينا فرخزاد ومينا كانداسامي، تديرها ناتاشا جينوالا، إحدى قيمات بينالي الشارقة 16. 

ويتخلل جلسة «إرث التحولات» حوار بين الفنان رافن تشاكون، ونيسي كامبستون (مديرة مجموعة كلوغ-روه للفن الأبورجيني بجامعة فيرجينيا، تشارلوتسفيل، الولايات المتحدة)، والمخرج سوباش ثيبي ليمبو الذي طوّر مفهوم «مستقبلية أديفاسية».

فيما تدير علياء سواستيكا، إحدى قيمات بينالي الشارقة 16، محاضرة وعرض طهي بعنوان «الطبخ كتجسيد للذاكرة» يقدم فيها سوفي وايوديانتو والناشط الغذائي ديكي سيندا سردية الطعام باعتبارها دافعاً للتجمع، فضلاً عن كونه تجسيداً للحكمة والمعرفة المحلية. وتختتم الموسيقية آتا راتو، وهي أول امرأة تغني بلغة كامبيرا أثناء عزفها على آلة جونغا التقليدية ذات الأوتار الأربعة، الجلسة بأداء أغانٍ تتناول تأثير الحداثة على علاقة البشر بالطبيعة من وجهة نظر نقدية. 

ويحتضن اليوم الختامي، جلسة حوارية بعنوان «جذور السلطة: الأسس الإقطاعية والاقتصادات الحديثة»، تديرها زينب أوز، بمشاركة الفنانة أوليفيا بليندر والمتخصصة في الأنثروبولوجيا الاجتماعية سيليا بليندر، لمناقشة موضوع الانتقال من النظام الإقطاعي إلى الرأسمالي، فضلاً عن البدائل السياسية والاقتصادية التاريخية والحالية. ثم تُعقد جلسة أخرى بعنوان «فن التحول الدستوري» يتحاور فيها الفنان لوك ويليس تومبسون مع ميغان تاماتي-كوينيل، إحدى قيمات بينالي الشارقة 16. 

حول أحدث أعماله في الصورة المتحركة «وَكاموِمُوئَا» (2025)، والذي صُوّر أمام أحد المباني الاجتماعية الماورية الشهيرة، وقد بُني من الخشب ومواد طبيعية أخرى في أراضي معاهدة وايتانغي في نيوزيلندا، حيث وُقّعت الوثيقة التأسيسية للبلاد. 

وليتواصل البرنامج بجلسة حوارية تديرها زينب أوز بعنوان «الأبجديات والتقاليد اللغوية»، بين الفنانتين ديليك وينشستر وآنا إتي، اللتين تنطلق ممارستهما الفنية من أبحاث الأنظمة اللغوية المعرفية، إذ تستلهم إتي أعمالها من دور الطباعة وتأثيرها الشعري في نشر اللغة الماورية، في حين تتناول وينشستر إدخال الأبجدية اللاتينية إلى اللغة التركية، مستكشفة تأثيراتها على التقاليد الثقافية واللغوية. 

ويُختتم البرنامج بعرض تقدمه فرقة «تشار يار – رباعي الفقيري»، بمشاركة مادان غوبال سينغ، وديباك كاستيلينو، وبريتام غوسال، وأمجد خان، حيث تقدم الفرقة ختامية مثالية للفعالية، من خلال إشارات متناغمة إلى الشعر الصوفي، والتراث البنجابي، ومجموعة من المسارات الأدبية الأخرى.

يستضيف كل يوم من أيام لقاء مارس 2025 جلسات حوارية تحتفي بقوة التجمع ودعم الآخرين، ويُختتم كل يوم بلحظات نجتمع فيها حول مآدب الطعام والعروض الموسيقية في استلهام لقيم الشهر الفضيل. 

يتناول هذا البرنامج جوانب مختلفة من البينالي تتضمن عروضاً موسيقية حية، وحوارات مع الفنانين، وجلسات نقاشية، وورش تفاعلية وغيرها الكثير.

وتمتد تجربة البينالي طيلة فترة إقامته على مدار أربعة أشهر مع برنامج متنوع من العروض الأسبوعية، والورش المخصصة لمختلف الفئات العمرية، وحوارات الفنانين، سواء الحضورية أو عبر الإنترنت.

يقام الموسم الثاني من "دردشة"، البودكاست الرسمي لبينالي الشارقة، خلال الأسابيع المقبلة، حيث يمكنكم الاستماع إلى مجموعة من الأفكار والقصص حول مشاريع بينالي الشارقة 16 من القيمات والفنانين المشاركين، بما في ذلك نعيم مهيمن، وستيفاني كوميلانغ، وسيترا ساسميتا، وجو نعمة، وآنا إتي، وغيرهم. 

تستقطب مؤسسة الشارقة للفنون طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية. وتضم مؤسسة الشارقة للفنون مجموعة من المبادرات والبرامج الأساسية مثل «بينالي الشارقة» و«لقاء مارس»، وبرنامج «الفنان المقيم»، و«البرنامج التعليمي»، و«برنامج الإنتاج» والمعارض والبحوث والإصدارات، بالإضافة إلى  مجموعة من المقتنيات المتنامية. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.

الإمارات في اليوم العالمي للمرأة: نموذج رائد عالمياً في دعم الحقوق والمساواة


تصعيد الاذرع الايرانية وانهيار الشرعية.. سيناريوهات مظلمة تلوح في الأفق


التوترات الطائفية تعود إلى الواجهة.. ما وراء الاشتباكات في معقل العلويين بسوريا


وفاء حامد في "طاقة أمل": القرين ليس أقوى منك.. نصائح للتحصين من تأثيره