تطورات اقليمية
ملف إيران..
مؤتمر باريس: دعم عالمي لنضال المرأة الإيرانية ضد النظام القمعي
عُقد المؤتمر الدولي "النساء، قوة التغيير" في العاصمة الفرنسية باريس، ليسلط الضوء على الدور الحاسم الذي تلعبه المرأة في النضال من أجل الحرية والمساواة، لا سيما في مواجهة الأنظمة القمعية. جمع المؤتمر نخبة من الشخصيات البارزة من مختلف أنحاء العالم، حيث تبادل المشاركون الآراء حول التحديات التي تواجه النساء والإنجازات التي تحققت في مسيرة كفاحهن من أجل حقوقهن.
وكانت إحدى أبرز لحظات المؤتمر كلمة سروناز جيتساز، رئيسة لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، التي ركزت في حديثها على الدور الريادي للنساء في مواجهة النظام الإيراني القمعي. أكدت جيتساز أن إحياء اليوم العالمي للمرأة ليس مجرد احتفالية عابرة، بل هو تعبير عن إيمان عميق بقضية المرأة وحركة المساواة.
وأشارت إلى أن النساء الإيرانيات يشكلن اليوم القوة الرئيسية للتغيير ضد نظام ديني فاشي، مشددة على أن نضالهن الممتد لأكثر من أربعة عقود كان حجر الزاوية في مسيرة تحرير إيران.
واستعرضت جيتساز التحولات الكبيرة التي شهدتها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، كجزء من المجلس الوطني للمقاومة، حيث تولت النساء قيادة الحركة رغم التحديات الهائلة. وأوضحت أن هذا التحول ليس أمرًا عاديًا، خاصة أن قضية المساواة الجندرية وقيادة المرأة لا تزال تواجه عقبات حتى في الدول الديمقراطية.
واستشهدت بكلمة السيدة مريم رجوي، رئيسة جمهورية المقاومة، التي قالت في مؤتمر سابق: "لا يمكن كسر لعنة عدم المساواة دون قفزة نوعية تهيمن فيها النساء"، مشيرة إلى أن هذه الهيمنة لا تعني مجرد مشاركة في السلطة التقليدية، بل تحولًا تحرريًا يغير جوهر تلك السلطة.
وأكدت جيتساز أن نضال النساء الإيرانيات لا يقتصر على المطالبة بالحقوق الجندرية، بل يمتد إلى السعي لإسقاط النظام الاستبدادي وإقامة الديمقراطية. وقالت: "في نضالنا، لم تكن قضية المرأة مجرد شعار، بل جزء لا يتجزأ من مسيرة المقاومة". وأشارت إلى أن النساء والرجال في المقاومة الإيرانية يعملون جنبًا إلى جنب، مدفوعين بتضحيات النساء اللواتي واجهن القمع بشجاعة.
وأشادت جيتساز بالدور القيادي للسيدة مريم رجوي، معتبرة إياها مصدر إلهام رئيسي لهذا النضال. وأضافت أن تعاليم رجوي وجهودها جعلت من الممكن تحقيق هذه الإنجازات، مؤكدة أن هذا الطريق هو السبيل الحقيقي لتحقيق الحرية والمساواة في إيران.
واختتمت جيتساز كلمتها بتوجيه التحية للنساء الإيرانيات الثائرات، بما في ذلن السجينات السياسيات، والمناضلات في وحدات الانتفاضة، والنساء في أشرف 3، واصفة إياهن بمصدر إلهام للجيل الجديد. كما حيت النساء اللواتي يقاومن في الشوارع والجامعات وأماكن العمل، مؤكدة أن النضال سيستمر حتى تحقيق الديمقراطية والحرية.
وختمت جيتساز كلمتها برسالة قوية: "المرأة، المقاومة، الحرية!"، معبرة عن إيمانها الراسخ بأن النصر سيكون حليف النساء المقاومات. ودعت إلى مواصلة الكفاح حتى تحقيق الأهداف المنشودة، مشيرة إلى أن الحرية لن تُمنح بل يجب انتزاعها بالنضال.
وشكل المؤتمر منصة لتسليط الضوء على دور النساء كقوة تغيير عالمية، مع تركيز خاص على النضال الإيراني. وأظهرت كلمة جيتساز التزام المقاومة الإيرانية بقضية المرأة كجزء لا يتجزأ من رؤيتها للحرية والديمقراطية، مما يعزز الأمل في مستقبل أكثر عدالة ومساواة.