أنشطة وقضايا
انتهاكات حقوق الإنسان في إيران..
التضحية من أجل الحرية.. السجناء السياسيون في مواجهة النظام الإيراني
المحامي الشخصي السابق لدونالد ترامب ورئيس بلدية نيويورك سابقا رودي جولياني - أرشيف
تشهد السجون الإيرانية انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تستهدف بشكل خاص السجناء السياسيين من أنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، حيث تتضمن هذه الانتهاكات التعذيب الجسدي والنفسي والحرمان من الرعاية الطبية والمعاملة اللاإنسانية التي تصل أحيانًا إلى حد الموت. يهدف هذا التقرير إلى تسليط الضوء على حالات محددة لسجناء سياسيين تعرضوا لانتهاكات وحشية مع دعوة عالمية لمواجهة هذه الجرائم ودعم المقاومة الإيرانية في سعيها لتحقيق الحرية.
في 4 مارس 2025، نُقل الشقيقان محمد خداكرمي (32 عامًا) ومهدي خداكرمي (42 عامًا)، وهما سجينان سياسيان من أنصار مجاهدي خلق، بشكل مفاجئ من سجن بارسيلون في خرم آباد إلى الزنزانة الخاصة في السجن المركزي بذات المدينة، وبأمر من رئيس السجن همايون كلابتون وبتواطؤ عدد من المسؤولين مثل سيد نوروزي وأشكان رحمتي ورشيدي ونادري وجمشيدي وسعيد دريكوند وداوودي، تعرض الأخوان لضرب مبرح باستخدام العصي والهراوات والسياط، مما أدى إلى إصابتهما بجروح خطيرة، وكجزء من الإذلال تم حلق شواربهما قبل إلقائهما في قفص، وردًا على هذه الوحشية أعلن محمد ومهدي إضرابًا عن الطعام. اعتُقل الشقيقان في مارس 2023 في طهران وتعرضا لتعذيب شديد في سجن إيفين، ثم حُكم على محمد بالسجن 8 سنوات وعلى مهدي 4 سنوات بتهمتي "الانتماء إلى مجاهدي خلق" و"التجمع والتآمر ضد أمن البلاد".
في اليوم ذاته، 4 مارس 2025، ارتكب جلادو النظام جريمة أخرى بحق السجين السياسي كامران رضائيفر (59 عامًا)، أحد أنصار مجاهدي خلق، حيث قيدت يداه وقدماه بالسلاسل إلى سرير المستشفى في مستشفى طالقاني بطهران بعد خضوعه لعملية جراحية خطيرة في المعدة، وبعد فترة قصيرة أُعيد إلى العنبر 4 في سجن إيفين رغم حالته الصحية الحرجة وضعفه الشديد الذي يتطلب رعاية طبية عاجلة. اعتُقل كامران في سبتمبر 2023 وحُكم عليه في نوفمبر 2023 بالسجن 5 سنوات من قبل الشعبة 26 لمحكمة الثورة في طهران بتهمة "التعاون مع مجاهدي خلق"، ومنذ نوفمبر 2024 أصيب بمرض في المعدة ومنعه النظام من تلقي العلاج أدى إلى تفاقم حالته حتى اضطر للجراحة.
كما نُقل السجين السياسي إبراهيم خليل صديقي (66 عامًا) من سجن خوي إلى سجن أرومية، حيث يعاني من مرض السكري الحاد منذ 7 سنوات ويُجبر الآن على النوم على الأرض رغم تدهور حالته الصحية، وحُرم إبراهيم من الإنسولين والأدوية الضرورية منذ اعتقاله مما تسبب في انتشار العدوى في قدميه، واضطر الأطباء لبتر ثلاثة من أصابعه بسبب مضاعفات المرض، وهو الآن يواجه خطرًا صحيًا شديدًا ويحتاج إلى تدخل طبي فوري. اعتُقل إبراهيم في مارس 2019 في أرومية وحُكم عليه بالسجن 19 عامًا وغرامة 250 مليون تومان بتهمتي "الانتماء إلى مجاهدي خلق" و"تصوير مراكز عسكرية".
وأصدرت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بيانًا في 14 مارس 2025، دعت فيه مجلس حقوق الإنسان والمفوض السامي لحقوق الإنسان والمقررة الخاصة بحقوق الإنسان في إيران إلى إدانة هذه الانتهاكات واتخاذ إجراءات عاجلة للإفراج عن السجناء السياسيين، خاصة المرضى منهم. وفي مقابلة مع قناة "سيماي آزادي"، أكد رودي جولياني، المحامي الشخصي السابق لدونالد ترامب، دعمه القوي للمقاومة الإيرانية، داعيًا إلى الإطاحة بنظام الملالي، مشيرًا إلى أن كل دولار يُمنح للنظام يُستخدم في تمويل الإرهاب وقتل الشعب الإيراني، وأشاد بشجاعة سكان أشرف 3 في ألبانيا معربًا عن تفاؤله بتحقيق الحرية في إيران بفضل تضحيات المقاومة، ورفض جولياني فكرة عودة نظام الشاه واصفًا إياها بـ"التشتيت السخيف" واتهم نجل الشاه بالتعاون مع النظام الإيراني مستنكرًا حديثه عن إشراك الحرس الثوري في مستقبل إيران.
تكشف هذه الحالات عن نمط ممنهج من التعذيب والقمع ضد السجناء السياسيين في إيران، خاصة أنصار مجاهدي خلق، ويتطلب الأمر تدخلاً دولياً عاجلاً لوقف هذه الانتهاكات من خلال فرض عقوبات على المسؤولين المتورطين في التعذيب والضغط على النظام الإيراني للسماح بزيارات دولية للسجون ودعم المقاومة الإيرانية كقوة بديلة لتحقيق الديمقراطية. إن استمرار هذه الجرائم يعكس وحشية النظام الإيراني ويؤكد الحاجة الملحة لتضافر الجهود العالمية لدعم الشعب الإيراني في نضاله من أجل الحرية والعدالة.
رودي جولياني: أشرف 3 رمز الشجاعة وإيران ستصبح دولة حرة
في مقابلة حصرية أجرتها قناة "سيماي آزادي"، التلفزيون التابع للمقاومة الإيرانية، أدلى رودي جولياني، المحامي الشخصي السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس بلدية نيويورك السابق، بتصريحات قوية تعكس دعمه الثابت للمقاومة الإيرانية وسعيها لإسقاط نظام الولي الفقيه. يُعد جولياني أحد أبرز الشخصيات السياسية الأمريكية التي تدافع عن قضية الحرية في إيران، وقد ركز في حديثه على أهمية دعم القوى المقاومة لتحقيق هذا الهدف النبيل.
أعرب جولياني عن إعجابه العميق بسكان أشرف 3، المقر المركزي لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية في ألبانيا، مشيرًا إلى أنهم يمثلون رمزًا للشجاعة والتضحية. وأوضح أنه لم يتمكن من زيارتهم بعد جائحة كورونا، لكنه أكد أن هؤلاء الأشخاص "يمدونه بالشجاعة ويعززون لديه الشعور بأن النصر قادم". وأضاف بثقة: "لا يمكنني تحديد متى أو كيف، ولكنني متأكد من أن إيران ستصبح دولة حرة، لأن هؤلاء الأشخاص ملتزمون بتحقيق هذا الهدف بعد أن قدموا تضحيات كبيرة". كما وجه رسالة مباشرة إلى الشعب الإيراني، قائلاً: "نعم، هناك معاناة وألم، لكنه يستحق ذلك. كما قال الآباء المؤسسون لأمريكا، الحرية تتطلب تضحيات. وإذا تحملنا المعاناة الكافية وقاتلنا بجد، فسنحققها، وهذا ما سيحدث في إيران".
وفي سياق دعوته العالمية، شدد جولياني على ضرورة أن يتحد القادة العالميون في مواجهة النظام الإيراني، محذرًا من مخاطر الدعم المالي المقدم له. وقال: "كل دولار يُمنح للملالي، سواء نقدًا أو عبر التجارة، يتم استخدام خمسون سنتًا منه في تمويل الإرهاب أو قتل الشعب الإيراني نفسه". وانتقد بشدة السياسات السابقة، مشيرًا إلى أن الأموال النقدية التي أرسلها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إلى النظام الإيراني استُخدمت في جزء كبير منها لقتل الأمريكيين، متسائلاً: "كيف يمكنه التهرب من هذه المسؤولية؟".
كما تناول جولياني فكرة إعادة نظام الملكية إلى إيران، التي يروج لها نجل الشاه، واصفًا إياها بـ"التشتيت السخيف". وأكد أنه لا يمكن لشعب يقاتل من أجل الحرية أن يعود طواعية إلى نظام استبدادي تسبب في معاناته، مضيفًا: "الشاه كان مستبدًا، وكان لديه شرطة سرية، ومسؤولًا عن مقتل العديد من الأشخاص. وعندما واجه ضغوطًا، فرّ من البلاد. فكيف يمكن لإيران أن تعود إلى نموذج حكم سلطوي آخر؟". وأشار إلى تدهور التسلسل الوراثي لعائلة بهلوي، موضحًا: "رضا شاه الأول كان رجلاً قويًا، أما الثاني فلم يكن لديه الشجاعة للبقاء، والثالث… لا تأثير له على الإطلاق".
وفي موقف لافت، اتهم جولياني نجل الشاه بالسعي وراء المال والتعاون المحتمل مع النظام الإيراني، مستندًا إلى تصريحاته حول إمكانية استخدام الحرس الثوري الإيراني كجزء من مستقبل إيران. واستنكر هذا الطرح بقوة، قائلاً: "هل فقد عقله؟ الحرس الثوري هو الذي قتل إخواني وأخواتي الأمريكيين عبر فيلق القدس".
النساء الإيرانيات في طليعة النضال - المقاومة هي الطريق الوحيد للحرية
في مؤتمر بعنوان "النساء، قوة التغيير"، الذي شهد حضور شخصيات سياسية وحقوقية بارزة، أُلقي الضوء على الدور الرائد للنساء الإيرانيات في مواجهة القمع والاستبداد. وكانت من بين المتحدثين آنلي ياتنماكي، أول رئيسة وزراء لفنلندا ونائبة رئيس البرلمان الأوروبي سابقًا، التي أشادت بشجاعة النساء الإيرانيات، مؤكدة أن "المقاومة هي الطريق الوحيد أمامهن لتحقيق العدالة والحرية".
استهلت ياتنماكي كلمتها بالحديث عن معاناة النساء الإيرانيات الممتدة على مدى 46 عامًا تحت حكم نظام وصفته بـ"الهمجي"، مشيرة إلى أنه يحرمهن من أبسط حقوقهن الأساسية. وأوضحت أن النساء في إيران يواجهن تمييزًا ممنهجًا يطال التعليم والعمل والحقوق القانونية والسياسية، حيث لا يُسمح لهن بتولي مناصب قيادية، وتُعتبر شهادتهن أمام المحكمة أقل قيمة من شهادة الرجل، كما يرثن نصف ما يحصل عليه الرجل، وتُقيد حقوقهن كأمهات بشكل صارم. وأضافت أن هذا التمييز يتجاوز القوانين ليصل إلى ممارسات وحشية، حيث أُعدمت نساء دافعن عن أنفسهن ضد العنف المنزلي، مشيرة إلى أنه خلال عام 2024 تم إعدام 34 امرأة على الأقل، وهو رقم يعكس استهداف النظام للناشطات اللواتي يطالبن بالحرية.
وركزت ياتنماكي على الدور القيادي للنساء في الاحتجاجات التي اندلعت في إيران منذ عام 2022، حيث تصدرن المظاهرات رغم المخاطر الجسيمة التي تهدد حياتهن. وقالت: "لقد أظهرت النساء الإيرانيات شجاعة لا مثيل لها في مواجهة النظام، ورفضن الخضوع للقمع"، مضيفة: "تخيلوا لو كنت أنا أو كنتم مكانهن… كم سيكون ذلك مؤلمًا؟"، لتؤكد بذلك عمق المعاناة التي تعيشها النساء تحت حكم النظام. وأشارت إلى أن هذا النضال ليس مجرد رد فعل على القمع، بل سعي حثيث لتحقيق الحرية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الكاملة، مؤكدة أن النساء الإيرانيات أدركن أن "المقاومة هي الطريق الوحيد"، ورفعن شعار "المقاومة، الحرية، المساواة للنساء" كتعبير عن التزامهن بالتغيير.
وفي سياق دعمها للمقاومة الإيرانية، أشادت ياتنماكي بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة مريم رجوي، واصفة إياه بـ"البديل الديمقراطي الحقيقي" القادر على بناء إيران حرة تقوم على المساواة بين الجنسين في القوانين والحياة اليومية. وأكدت أن "النساء الإيرانيات لا يقاتلن فقط من أجلهن، بل من أجل الأجيال القادمة أيضًا"، مشيرة إلى أن مقاومتهن تمثل مصدر أمل للشعب الإيراني وللعالم بأسره. واختتمت كلمتها بدعوة المجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانب النساء الإيرانيات، قائلة: "واجبنا أن نقف معهن حتى تتحقق العدالة وتتحرر إيران"، مطالبة بموقف دولي أكثر صرامة لدعم نضالهن ضد الاستبداد.