تطورات اقليمية
شن ضربات عسكرية ضد الاذرع الايرانية..
ترامب يهدد الحوثيين بـجحيم لم يروه من قبل بعد ضربات صنعاء
الرئيس الأميركي دونالد ترامب
في تطور عسكري بارز، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم السبت 15 مارس 2025، بدء تنفيذ ضربات جوية أمريكية استهدفت مواقع عسكرية تابعة لجماعة الحوثي في اليمن، وذلك رداً على هجمات الجماعة المستمرة على السفن في البحر الأحمر. وجاء الإعلان مصحوباً بتحذير شديد اللهجة وجهه ترامب للحوثيين، داعياً إياهم إلى وقف هجماتهم فوراً، ومؤكداً أن استمرارها سيُعرضهم لـ"جحيم لم يروا مثله من قبل".
تفاصيل الضربات العسكرية
هزت انفجارات عنيفة العاصمة اليمنية صنعاء، حيث نفذت مقاتلات حربية أمريكية غارات جوية استهدفت مواقع ومعسكرات عسكرية تابعة للحوثيين. وأفاد سكان محليون في صنعاء بسماع أربعة انفجارات على الأقل، أتت من اتجاه مطار صنعاء وحي الجراف شمال المدينة. ووفقاً لمتحدث باسم وزارة الصحة التي يسيطر عليها الحوثيون، أسفرت الضربات عن مقتل تسعة مدنيين على الأقل وإصابة تسعة آخرين.
وأوضح ترامب أن الضربات ركزت على "قواعد الإرهابيين وقادتهم وأنظمة دفاعاتهم"، بهدف حماية الشحن البحري واستعادة حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية، وخاصة في البحر الأحمر الذي تعطله هجمات الحوثيين منذ أشهر.
تصريحات ترامب ودوافع الضربات
في بيان رسمي، قال ترامب إنه أمر الجيش الأمريكي بشن "عملية عسكرية حاسمة وقوية" ضد الحوثيين، متهماً الجماعة بشن "حملة متواصلة من القرصنة والعنف والإرهاب" استهدفت السفن والطائرات والمسيرات الأمريكية وغيرها. وأكد أن "هجوم الحوثيين على السفن الأمريكية لن يتم التسامح معه"، مشدداً على أن الولايات المتحدة "ستستخدم القوة المميتة الساحقة حتى تحقيق أهدافها".
وانتقد ترامب إدارة الرئيس السابق جو بايدن، واصفاً ردها على هجمات الحوثيين بأنه "ضعيف بشكل مثير للشفقة"، مما شجع الجماعة على "مواصلة تهورها". وأشار إلى أن الحوثيين "خنقوا حركة الشحن في أحد أهم الممرات المائية في العالم"، مما تسبب في توقف قطاعات واسعة من التجارة العالمية. وأضاف: "لن تمنع أي قوة إرهابية السفن التجارية والبحرية الأمريكية من الإبحار بحرية في الممرات المائية العالمية".
تحذير لإيران
لم يكتف ترامب بتوجيه التحذير للحوثيين، بل خاطب النظام الإيراني، الداعم الرئيسي للجماعة، قائلاً: "أقول للإيرانيين إن عليهم وقف دعم الحوثيين فوراً وعدم تهديد الشعب الأمريكي أو رئيسه أو ممرات الشحن العالمية". وحذر من أنه "إذا هددت إيران الولايات المتحدة، فإننا سنحاسبكم حساباً كاملاً، ولن نكون لطفاء في هذا الشأن".
السياق والتداعيات
تأتي هذه الضربات في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، حيث أدت هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر إلى تعطيل حركة الشحن الدولية، مما دفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ موقف أكثر حسماً تحت قيادة ترامب. ويُعد هذا التحرك العسكري الأول من نوعه في ولاية ترامب الثانية، مما يشير إلى نهج أكثر صرامة تجاه الجماعات المسلحة المدعومة من إيران.
وتبقى التداعيات المستقبلية لهذه الضربات غير واضحة، حيث قد تؤدي إلى تصعيد أكبر في الصراع بالمنطقة، خاصة في ظل الدعم الإيراني المستمر للحوثيين والتوترات المتفاقمة بين واشنطن وطهران.