تطورات اقليمية
حركة الشباب تتبنى الهجوم..
محاولة اغتيال الرئيس الصومالي: هجوم يستهدف موكبه في مقديشو
نجاة الرئيس الصومالي من هجوم لحركة الشباب في مقديشو
في يوم الثلاثاء، 18 مارس 2025، نفذت حركة الشباب، الفرع النشط التابع لتنظيم القاعدة في الصومال، هجومًا بالقنابل استهدف موكب الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أثناء مروره في العاصمة مقديشو. وقع الهجوم بينما كان الرئيس في طريقه إلى جبهات القتال في أقاليم شبيلى الوسطى والسفلى وهيران لمتابعة العمليات العسكرية التي يخوضها الجيش الصومالي بالتعاون مع السكان المحليين ضد مقاتلي الحركة، الذين كثفوا هجماتهم على تلك المناطق.
أكد مسؤولون حكوميون وعسكريون أن الرئيس شيخ محمود نجا من الهجوم وهو بأمان. ونشر المستشار الرئاسي زكريا حسين عبر منصة "إكس" أن الرئيس "جيد وبخير وفي طريقه إلى الخطوط الأمامية". ومع ذلك، أفاد شهود عيان من الجنود والسكان المحليين بأن الموكب تعرض لأضرار، حيث شاهد صحفي من وكالة رويترز جثث أربعة أشخاص قتلوا في الهجوم بالقرب من القصر الرئاسي.
من جانبها، أعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عن العملية عبر بيان على قناتها في تيليغرام، مشيرة إلى أن مقاتليها استهدفوا موكبًا من المركبات يقل الرئيس أثناء مغادرته القصر الرئاسي متجهًا إلى المطار.
يأتي هذا الهجوم بعد تحذيرات أصدرتها الولايات المتحدة قبل أيام، حذرت فيها من استعدادات لعمليات إرهابية تستهدف مؤسسات حكومية ومطارات وموانئ في الصومال. ويعد هذا الهجوم الأول الذي يستهدف الرئيس محمود بشكل مباشر منذ عام 2014، عندما قصفت الحركة فندقًا كان يلقي فيه خطابًا خلال ولايته الأولى.
تُعرف حركة الشباب بهجماتها المستمرة في الصومال منذ عقود، بهدف الإطاحة بالحكومة المركزية. ويرى المحللون أن تصعيد عملياتها الأخيرة، بما في ذلك استهداف الرئيس، يهدف إلى تعزيز معنويات مقاتليها، خاصة مع تعرضهم لانتكاسات متتالية أمام الجيش الصومالي في عدة جبهات.
وفقًا لتقرير "مؤشر الإرهاب العالمي 2025"، حققت العمليات العسكرية التي تقودها الحكومة الصومالية نتائج إيجابية، حيث انخفضت وتيرة هجمات حركة الشباب بنسبة 25% على مستوى البلاد. ورغم ذلك، يرى المحللون أن الهجوم الأخير قد يكون محاولة من الحركة لإثبات قوتها الميدانية، وتحدي الرواية الحكومية التي تؤكد تراجع نفوذها.
بعد ساعات من الهجوم، بثت وسائل الإعلام الرسمية صورًا للرئيس شيخ محمود في منطقة عدن يابال بإقليم شبيلى الوسطى، حيث يواصل الجيش الصومالي تصدي هجوم مستمر منذ ثلاثة أسابيع شنته حركة الشباب. يعكس ذلك إصرار الحكومة على مواصلة عملياتها العسكرية رغم التهديدات.
يُظهر هجوم الثلاثاء تصاعد التوترات الأمنية في الصومال، مع استمرار الصراع بين الحكومة وحركة الشباب. ورغم التقدم الأمني الذي أحرزته السلطات، يبقى استهداف شخصيات بارزة مثل الرئيس دليلاً على قدرة الحركة على تنفيذ عمليات نوعية، مما يستدعي تعزيز الجهود المحلية والدولية لمواجهة هذا التهديد.